اخبار السودان لحظة بلحظة

على مشارف أبريل (3)

 نبض للوطن..أحمد يوسف التاي

 أيامٌ قلائل تفصلنا عن أبريل شهر التغيير والثورة المجيدة الذي تنسم فيه السودانيون عبق الحريّة وودعوا حقبةً حالكةً من تاريخهم وطووا صفحةً سوداء من القهر والاستبداد والفساد وتوظيف الدين للمكاسب السياسية.. وبعد ثلاثة وعشرين يوماً تهل علينا الذكرى الأولى لانتصار ثورة الشعب السوداني الحبيبة وسقوط نظام المؤتمر الوطني، وهنا لا بد أن نطرح أسئلة ذات قيمة عالية تجول في ذهن كل سوداني:  بعد عام من التغيير إلى أين تسير قوى الحرية والتغيير ببلادنا ؟ وما هي ملامح التغيير الذي حدث بعد 11 أبريل؟ وهل شعر المواطن السوداني بهذا التغيير؟…

“3” ملف المحاسبة:

ومما يؤخذ على حكومة الثورة أنها عجزت حتى اللحظة عن محاكمة أي رمز من رموز النظام المخلوع ممن تورطوا في قضايا فساد ظاهرة كتبت عنها الصحف بوثائق ومستندات لم يتطرق إليها الشك ولم ينكرها أحد بل إن بعض المتورطين أقروا بـ”عضمة” لسانهم في مواجهة مفتوحة بيننا وبينهم إبّان فترة نظام الاستبداد الذي كان يحمي الفاسدين ويُنكّل بالأقلام الحرة التي تكشف بؤر الفساد ويوقفها عن الكتابة ويصادر الصحف التي تجرؤ على النشر، وهي مواجهة موثقة ومنشورة بالصحف ولا تحتاج لأدلة أكثر من اعترافاتهم تلك، والأمثلة من هذه الشاكلة كثيرة ومتعددة..

إذا عذرنا الحكومة الحالية بشأن تعقيدات الوضع الاقتصادي الذي تسبب فيه النظام السابق باعتبار أن المعالجة تحتاج إلى وقت طويل وصبر طويل المراس، فلا أحد سيجد عذراً واحداً لحكومة حمدوك في التلكؤ بشأن محاكمة المتهمين في قضايا فساد ظاهرة خاصة وأن هناك المئات من البلاغات في نيابة المال العام في مواجهة الكثيرين من رموز النظام، فالأمر لا يقتضي كل هذا التطويل والبطء المريب فإما الإدانة أو البراءة كما حدث عقب انتفاضة أبريل في السودان مع المتهمين بقضايا فساد واستغلال نفوذ ونحوه، وكما حدث في الجزائر بعد الثورة الشعبية الحالية التي أطاحت نظام بوتفليقة…

أما السؤالين: ما هي ملامح التغيير الذي حدث بعد 11 أبريل؟ وهل شعر المواطن السوداني بهذا التغيير؟…أقول إن ملامح التغيير ضاعت بين الرغبة الجامحة في الانتقام وفش الغبينة بطريقة غير معلنة، والشهوة المتفلتة في استبدال تمكين اليمين القديم بتمكين يساري جديد خارج نطاق القانون ويمضي بذات طريقة الكيزان..

هذا التهافت نحو التمكين الجديد والرغبة في الانتقام من الخصوم صرف أنظار الحكومة عن ملفات مهمة للغاية منها الوضع الاقتصادي، وسرعة البت في محاسبة المتورطين في قضايا الفساد  وكذلك الاقتصاص لشهداءالثورة كل تلك قضايا لم تجد حظاً من الاهتمام بالقدر الذي تستحق، وهكذا ضاعت ملامح التغيير ولم يشعر بها المواطن العادي اللهم إلا مجال الحريات التي حظي بها الإعلام وعُشّاق المواكب.. اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

اترك رد