حوار: ندى محمد أحمد
يواجه السودانيون في الخارج ظروفاً عصيبة، على خلفية القرار الحكومي بإغلاق كافة المعابر الجوية والبحرية والبرية، في إطار خططها لمواجهة فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي اجتاح العالم، هناك نحو ثلاثة آلاف سوداني على الحدود البرية السودانية المصرية، بجانب السودانيين العالقين في تركيا، وفي الهند منهم المواطن عثمان عبدالوهاب، الذي ذهب مرافقاً لأخيه طلباً للعلاج في دلهي، الذي استضافته (الانتباهة) لتسليط الضوء على قضية العالقين بالخارج .
] بداية د.عثمان لماذا سافرت للهند ؟
– سافرت مرافقاً لاخي المريض ساتي عبدالوهاب، طلباً للعلاج .
] ومتى التاريخ المحدد لعودتكم للبلاد ؟
– المفترض ان نعود عبر الخطوط الاثيوبية مساء اليوم الاربعاء (امس)، ولكن تعذر ذلك جراء القرار الحكومي باغلاق كافة المعابر بالبلاد ومنها الجوية بطبيعة الحال .
] وكيف صدمتم بقرار إغلاق المعابر السودانية ؟
– الصدمة ليست لي ولاخي فقط، فهو قد تعافى بحمدالله، ويستطيع الحركة بشكل طبيعي، ولكن الصدمة الكبيرة لبقية المرضى، خاصة الذي لا يقوون على الحركة، ويجدون صعوبة في التعامل من حيث اللغة، فهي صدمة لنا ولكل السودانيين في الخارج ،سواء في تركيا او غيرها، والان هناك سودانيون عالقون في دول اخرى مثل مطار إثيوبيا، وقد فوجئنا بقرار الحكومة، وقد يرى المسؤولون ان قرارهم صائب، ولكن كان عليهم إشراك الجهات الاخرى المعنية، للسماح للسودانيين في الخارج بتوفيق اوضاعهم، لنتمكن من العودة للبلاد في اقرب وقت ممكن .
] أين أنتم الآن ؟
– الان نحن في المستشفى، لاستخراج ورقة سلامة الطيران، ومفترض ان نذهب لمطار دلهي الساعة الحادية عشرة مساء اليوم الاربعاء (امس)، للسفر إلى اثيوبيا (كونكشن)، ومنها نتجه للخرطوم .
] كيف هي أوضاعكم المالية الآن ؟
– اخي قدم للعلاج تبع المؤسسة التي يعمل بها، وكل نثرية السفر مسؤولة عنها احدى الوكالات التابعة للمؤسسة التي يعمل بها اخي، وهي محسوبة بالايام، واقامتنا نحو خمسة وعشرين يوماً، فقدمت لنا الوكالة نثرية ناقصة، على ان تكملها لنا في الهند، وحتى الان لم يتم إكمال بقية الإعاشة، ونحن الان نطالب الوكالة بستة الاف دولار، لذا ضغطنا على انفسنا في المأكل والمشرب، وهذا الواقع يشمل كل المنتسبين للمؤسسة التي يعمل بها اخي، وقدموا للعلاج بالهند، وبوجه عام الاوضاع تعبانة جداً، هناك من انتهت نثريته، واخرون (قروشهم كملت)، وهناك من اكمل إجراءات مغادرة الفنادق التي اقاموا فيها، ولا يستطيعون العودة لها مجدداً، وفقاً لحديث القائم بالاعمال معي قد تم إرجاع ستة سودانيين من مطار دلهي، و(33) سودانياً تم إنزالهم من الطائرة في مطار بومباي، وقد صادف ذلك مع صدور قرار إغلاق المعابر .
] هل تواصلتم مع السفارة السودانية بالهند ؟
– تواصلنا مع القائم بالاعمال في سفارتنا بدلهي السفير المفوض عصام الدين ادريس، وقد تعامل معنا بصدر رحب، واخبرني انهم في مرحلة حصر السودانيين بمطاري بومباي ودلهي، ورفع الاحصائية لوزارة الخارجية السودانية، ليتم تدارك اوضاع السودانيين هنا في الهند، وهم في السفارة مجتهدين وما قصروا .
] ما هي رسالتكم للحكومة السودانية ؟
– رسالتي للحكومة السودانية ان ترفع حظر الطيران عن السودانيين العالقين في مطارات العالم كله، لمدة (72) ساعة، وإجلاء جميع السودانيين، فمنهم من مضى توقيت تذاكر سفرهم، بالتعاون مع الطيران الاثيوبي او الطيران المدني، مع الاعتذار للسودانيين، دفعاً للذلة والاهانة، غير السودانيين الذين انقطعت بهم السبل في تركيا، وعلى الحكومة قبل إصدار اي قرار ان تدرسه من جميع الجوانب، وإشراك الجهات ذات الصلة، وإعطاء فترة كافية لتنفيذ القرارات بصورة إيجابية، واذا كانت الحكومة تطبق كل قراراتها هكذا في ساعات، ارجو ان تطبق كل قراراتها التي تصدرها، حتى نرتقي لمصاف الدول المتقدمة .
] وفقاً لمعرفتك.. كيف هي أوضاع السودانيين بالهند الآن ؟
] لا يوجد سوداني لم يتضرر من إغلاق المعابر، سواء في الهند او غيرها، نحن مثلاً من المفترض ان نغادر (الهوتيل) اليوم ونسدد ما علينا، فاذا اتجهنا للمطار ولم نجد طائرة تقلنا وهذا هو الوضع الطبيعي حالياً، لن يكون معنا جنيهاً واحداً للعودة للهوتيل مرة اخرى، فنثريتنا من البداية كانت ناقصة، وكان على الحكومة عندما اصدرت هذا القرار ان تخطر السفارات ان تتحمل نفقات السودانيين بالخارج، وتوفير السكن لهم إلى ان تنجلي هذه المشكلة، وهناك مشكلة اخرى وهي الارتباطات المتعلقة بالعمل، مثلاً انا اعمل مستشاراً قانونياً بوزارة العدل، واخذت اجازة محدودة، وينبغي ان اصل البلاد اليوم الاربعاء (امس) تمهيداً لمزاولة عملي، خاصة وان وزارة العدل لم تصدر قراراً بإجازة للعاملين على غرار وزارات الشؤون الدينية والشباب والرياضة .
وانا بحكم علاقاتي الاجتماعية تواصلت مع وكيل وزارة الخارجية فاخبرني انهم كانوا في اجتماعات لوقت طويل مع لجنة الامن والدفاع، وسوف يصدر قرار باجلاء كل السودانيين العالقين، وانهم بانتظار صدور برقية من الخارجية السودانية عبر سلطة الطيران المدني للخطوط الاثيوبية خلال هذا اليوم الاربعاء (امس ) .
] هل نما إلى علمكم أنباء عن حجر صحي لكم أو ما شابه ؟
– سمعنا انه سيقام لنا حجر صحي لمدة (14) يوماً، لدى وصولنا، ولا مانع لدينا ، طالما نحن في بلادنا معززين مكرمين ،وارجو ان يكون الحجر لائقاً بكرامتنا وإنسانيتنا .
] كلمة أخيرة
– ادعو الحكومة للاهتمام بالصحة في بلادنا، وتوفير الاموال التي يدفعها السودانيون بالعملة الصعبة طلباً للعلاج في العديد من البلدان ،كما ارجو ان تعقد السلطات الصحية اتفاقيات مع نظيرتها بالهند، لنستفيد من خبراتهم في الحقل الطبي، من ناحية الكوادر الطبية والاجهزة والمعدات . كما اشكر القائم بالاعمال في سفارتنا بالهند السفير المفوض عصام الدين ادريس الذي تعامل معنا بكل اهتمام وتقدير، كما اشكر كل الذين تواصلت معهم عبر وسائل التواصل المختلفة، ومنهم القائم بالاعمال بسفارتنا في اثيوبيا مختار بلال عبد السلام، ووكيل وزارة الخارجية السودانية الصديق عبد العزيز ، وكل من عرفني وتواصل معي، وهذه الأزمة سوف تنجلي، ولكن يجب ان تعاد للجواز السوداني كرامته، وللمواطن السوداني كرامته ،وان لا تقل قيمة جوازنا عن اي جواز في العالم .