اخبار السودان اليوم

السودان لغير السودانيين

سهير عبدالرحيم
لم نسمع في التاريخ القديم او الحديث عن دولة تغلق بابها في وجه شعبها الا في السودان، الحكومة تلفتت يمنة ويسرة ثم طاااااخ اغلاق المطارات …!!
هكذا.. دون إنذار او فترة سماح او انتظار للرحلات المجدولة خلال (٧٢) ساعة، المهم انه قرار بإغلاق الحدود كيفما اتفق، أناس معلقون في الهواء وآخرون في عرض البحر وغيرهم على الحدود.
علماً بأن المملكة العربية السعودية قد امهلت السودانيين والذين هم ليسوا من رعاياها، أمهلتهم (٧٢) ساعة للعودة الى المملكة في لفتة تنم عن اهتمامها بحقوق المقيمين فيها.
ولكن كيف يستقيم ان تمنح دولة شقيقة مواطنيك مهلة ولا تمنحها أنت، وذلك علماً بأننا كنا قد طالبنا عقب أزمة (كورونا) الأخيرة بضرورة إغلاق الحدود، ولكن لم يكن طلبنا يعني (أخنق فطس )..!!
ولا كان المقصود بالأمر الرعايا السودانيين في الخارج العالقين في المطارات والموانئ والذين حزموا امتعة الرحيل، بل كان المطلوب منح مهلة بما حدوده (٤٨) او (٧٢) ساعة لعودة الذين يرغبون في العودة ومغادرة الذين يرغبون في المغادرة.
ولكننا فؤجئنا بقرار طبخ على عجل فخرج نيئاً لا يشي بشيء بمقدار انه يشي بأنها كلفتة وقلة خبرة في إدارة البلاد.
الآن آلاف السودانيين عالقون في المطارات، يتكئون على ارصفة الانتظار، منهم من تقطعت بهم السبل، ومنهم من نفد ماله الذي انفقه في علاج او دراسة او تجارة او سياحة.
فالشاهد ان المواطن الذي يصعد الطائرة عائداً الى وطنه في الغالب انه اكمل ما بحوزته من نقود، حسب تخطيطه انه عائد الى وطنه، حيث لا مشكلة ان كان مقطوعاً او كان مفلساً.
دكتور الانصاري سوداني مقيم بلندن حدثني عن اسرة سودانية مكونة من أم وأب وطفلتيهما، عادوا أدراجهم من المطار بعد القرار المفاجئ بإغلاق المطار، ولم تكن لهم وجهة يقصدونها فقام السودانيون بلندن بمحاولة إيوائهم وتقديم يد العون لهم.
ترى كم أسرة سودانية وكم طالب علم وكم مريض في رحلة علاج، اختلط عليهم الحساب وتقطعت بهم السبل وانتهت صلاحية فيزاتهم واصبحوا من غير مأوى ومن غير مال!!
خارج السور:
يقول الكاتب الايطالي أمبيرتو إيكو: ‏إن أدوات مثل تويتر وفيسبوك.. منحت حق الكلام لفيالق من الحمقى.. ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط.. بعد كأس من النبيذ.. دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع.. وكان يتم إسكاتهم فوراً.. أما الآن فلهم الحق في الكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل.. إنه غزو البلهاء!!

Exit mobile version