هاجر سليمان
ولمن لا يعرف معنى كلمة (صي) فهى تعنى الجفاف، ويقال (صوى) الضرع أى جف ولم تتبق فيه نقطة لبن، سنحدثكم بـ (الدارجى) كده يا أهلنا.
(1)
تعجبت كثيراً لسيدتنا (عائشة) عضو السيادى امس وهى تطلق نداءً عاجلاً تطالب فيه بتقديم يد العون والمساندة للمواطنين الذين اودعوا بالحجر الصحى بمستشفى (يونيفيرسال) اسفل كبرى القوات المسلحة من ناحية حى الواحة كوبر، واحسب ان مصدر تعجبي هو ان السيدة عائشة بمكانتها السامية كعضو مجلس سيادة وهى مكانة توازى مكانة مساعد او مستشار لرئيس الدولة، فكيف لها ان تطلق نداءً بتقديم الماء والطعام للمحجورين، وهى تعلم تماماً ان هذه مسئولية الدولة وليست مسؤولية تكافلية يا سيدة، وقمة الاستياء ان تجد الدولة تشحذ المواطن وهى الادرى بحاله، وتعلم تمام العلم ان المواطن هو الوحيد الذى ضاع وسط زحام قرارات هذه الحكومة الانتقالية وحديثها (النئ) فى كافة المحافل، وعدم سعيها لبسط وتوفير الاستقرار الغذائي والصحى للمواطن.
(2)
لسنا رافضين لتقديم يد العون لاخوتنا، ولكن الحق يقال، من أين تأتيكم الجرأة وقسوة القلب للحجر على مواطنين فى مبنى يخلو حتى من ماء الشرب وتطلقون النداءات للمواطنين من أجل مد يد العون، شعبنا لا يغلب حيلة ويقف وقفة بطل فى مثل هذه الظروف، وقادرون، بل على استعداد، لـ (دق الشير) حتى لا يجوع ولا يعطش اخوتنا المحجورون، ولكن هذا لا يعفى الدولة من مسؤوليتها التامة، فكيف للدولة ان تقوم بحجر مواطنين دون ان توفر لهم الغذاء والمشروبات بانواعها، وهذا لا علاقة له بظروف وزارة المالية يا هؤلاء، ووين بالله (أكرم شو) الراجل فلاحتو بس فى اطلاق التصريحات ووقت الجد يدسدس.
(3)
بالله يا حكومة الصى والجوع والجفاف، كيف تتجرأون وتحجرون مواطنين دون ان توفروا لهم الاكل والشرب والرعاية الصحية؟ من وين جاتكم كل الجرأة واللؤم البخليكم تحبسون مواطنين بدون أن توفروا ليهم اكلاً أو شراباً او حتى رعاية صحية, وانتو عارفين تماماً ان من بينهم مواطنون اساساً سافروا للقاهرة من اجل العلاج، فهؤلاء المشتبه فى اصابتهم بالكورونا بينهم مرضى قلب وضغط وسكرى لا يحتملون الجوع والعطش، وما تفعلونه يعتبر جريمة مكتملة الاركان فى حق هؤلاء، فماذا انتم فاعلون؟
(4)
استوقفنى حديث احد الكوادر الطبية الذي يؤكد انهم ابلغوا عن ورود حالة يشتبه بفي أنها مصابة بـ (كورونا)، ولكن لم يكلف اى شخص من وزارة الصحة نفسه عناء تسجيل زيارة للوقوف على الموقف، واكتفوا بأن يردوا له عبر الهاتف بان عليهم حجر انفسهم كإجراء تحوطى، بالله دى دولة دى، تدعى الاهتمام بالمواطن وهو فى آخر قوائم اولوياتها، كتر خير السيدة عائشة قامت بتسجيل زيارة، ولكننا لم نشاهد حتى الآن زيارة مصورة لـ (أكرم)، والله انا لو فى محلك اعلن استقالتى على الملأ، مش انت لوحدك بل ومعك أيضاً وزير المالية، ووين الراجل ده، بالله تركنا فى عز الجمر، ورمضان قرب وارتفاع مريب فى اسعار السلع والمواد الغذائية يا جماعة.
(5)
اذا كان هنالك مسؤولون يعيشون فى فنادق امثال (كورنثيا)، كيف لهم ان يشعروا بمعاناة المواطن السودانى؟ وامثال هؤلاء المسؤولين ان لم يتقدموا باستقالتهم من انفسهم يجب ان يُقالوا وللشعب مطلق الخيارات الآن، واعتقد ان المواطنين وصلوا الى مرحلة من الوعى، والآن بعد كل هذه المواقف التى تثبت عدم اهتمام هذه الحكومة بنا كمواطنين، واننا فى اواخر قوائم اولوياتها، فماذا ننتظر؟