اخبار السودان لحظة بلحظة

أبـوزبـــــد.. محليــة تشــكــو الظـلــم والظـلام

أبوزبد: آدم أبوعاقلة
تشهد مدينة أبوزبد تردياً مريعاً في الخدمات الأساسية، ومواطنها ظل ملتزماً بخط الدولة فلم يرفع صوته أو سلاحه في وجه الحكومات المتعاقبة وجاء الظلم من أقرب الأقربين (حكومة الولاية)  ظلمت محلية أبوزبد عندما تعمدت توصيل الكهرباء إلى مدينة الفولة من محطة أبو زبد التي تبعد حوالي (150) كلم من الفولة وتركت أبوزبد في ظلامها الدامس.. الخطوة وجدت استنكاراً وشجباً ورفضاً من قبل المواطنين بل توعدوا بتصعيد القضية بكل الوسائل القانونية والسياسية إذا لم تتدارك حكومة الولاية الموقف وتدخل الكهرباء للمدينة قبل حلول شهر رمضان المعظم.. مع العلم أن أبوزبد ظلت لأكثر من عام مظلمة بسبب توقف محطتها المحلية وأن العمل في محطتها القومية اكتمل منذ عشر سنوات وتنقصها فقط الشبكة الداخلية .
صحيفة (الانتباهة) سجلت زيارة إلى مدينة أبوزبد وتجاذبت أطراف الحديث مع قياداتها من قطاعات الشباب والأجهزة التنفيذية فماذا قالوا؟.
تدني الخدمات
كان مدخلنا للحديث من باب الشباب الذين يمثلون رأس الرمح في البناء والتعمير حيث التقينا نائب رئيس اللجنة العليا للشباب أبو ذر ميرغني حامد النور، الذي أوضح أن الكهرباء ظلت تمثل حلماً لإنسان المنطقة بسبب تنصل الحكومة عن واجبها في تقديم الخدمات الأساسية واكتمال المحطة قبل عشر سنوات دون أن يستفيد منها المواطن وتدني الخدمات بالمحلية كان دافعاً لتكوين جسم شبابي يطور الخدمات الأساسية بعيداً عن المحسوبية والحزبية القبلية الضيقة فكان ميلاد اللجنة العليا للشباب بالمحلية ولجانها المساعدة بالإداريات والوحدات الإدارية والتي توافق عليها الجميع فانهالت عليها التبرعات من المواطنين وأبناء المنطقة بالخرطوم والخارج ووجدت الدعم المعنوي والمادي من السيد الوالي ومستشار الولاية بالمركز محمد أحمد الخريسي.
اكتمل الخط ولكن!
وكان على رأس أولويات اللجنة كهرباء أبوزبد من الخط القومي الذي اكتملت محطته بالمحلية قبل عشر سنوات وتقف في طريقها الشبكة الداخلية فوصلت اللجنة إلى الخرطوم وتم التصديق لها بمبلغ (26) مليون جنيه تخصم من مال تنمية الولاية وتم توظيف المبلغ لتوصيلات الضغط المتوسط 33 بطول (12) كلم من الشبكة وتأسف أبوذر على عدم إيفاء حكومة الولاية بالمبلغ رغم نزول الدعم بصورة شهرية في حساب الولاية، وأردف ميرغني أن أبوزبد ظلت تعيش في ظلام دامس منذ أكثر من عام بسبب توقف المحطة المحلية، مؤكداً أن المدينة من حقها أن تنعم بالكهرباء القومية التي تقع محطتها على مرمى حجر من المدينة وناشد حكومة الولاية بضرورة الإيفاء بمبلغ الـ(26) مليون حتى تودّع المحلية عهود الظلم والظلام، كما ناشد الجهات ذات الصلة بموضوع كهرباء أبوزبد بضرورة الوقفة لإكمال المشوار، مؤكداً أن اللجنة ظلت تعمل بتناغم تام ووجدت الثقة من المواطنين والحكومة والجهاز التنفيذي للمحلية، مشيداً بجهود الفنيين والمهندسين المدنيين والشركة السودانية للكهرباء الذين قاموا بدورهم وزيادة.
وكشف ميرغني عن جملة من المشاريع التي نفذتها اللجنة، مشيراً لدورها في تحسين البيئة المدرسية بتسوير أربع من مدارس البنات الثانوية بالمواد الثابتة، كما أشرفت اللجنة على جهود الولاية في توصيل الكهرباء لمستشفى أبوزبد من الخط القومي عبر شركة (كونسيرت) وكذلك صيانة المركز الصحي وعنبر الأطفال، إلى جانب تأهيل المركز الصحي و(دونكي) جر العسل مؤكداً مواصلة جهودهم في تحسين البيئة المدرسية وترقية الخدمات بالمحلية..
مياه عبر (الكارو)
وأوضح النور أن المدينة تشرب عبر (الكارو) بسبب عدم صلاحية الشبكة الداخلية للمياه، مؤكداً أن اللجنة تعمل في المرحلة القادمة على تأهيل الشبكة وتوسعة الخط الناقل للمياه من (4-8) بوصات وزيادة الآبار بالمصادر التي تعمل منها بئران من أصل ثلاث آبار داعياً إلى ضرورة مساهمة الدولة في تنفيذ هذه المشاريع التي تعتبر من صميم عملها، كما استعجل أبوذر الوالي لتوريد مبلغ الـ(2) مليون جنيه التي تبرع بها لشراء الاسلاك لـ(500)عمود من الشبكة.
تكاليف باهظة
في السياق أوضح رئيس لجنة نفير توصيل كهرباء أبوزبد عمر علي محمد فقيري، أن أول عمل للجنته بعد تكوينها كان مراجعة الدراسات التى أجريت لإكمال مشروع كهرباء أبوزبد فوجدت أن أقل الدراسات أوضحت أن توصيل الشبكة الداخلية يحتاج إلى (531) مليون وأن هذا المبلغ فوق طاقة المواطن لكنهم عزموا وتوكلوا على الله وبدأوا عملهم بالتبرعات الشخصية حيث وصل المبلغ في زمن وجيز إلى (900 ألف وأدى ذلك لتفاعل المواطنين الذين جمعوا حوالي مليون جنيه وقدمت الشركة السودانية لتوصيل الكهرباء مواد عينية لتكملة الشبكة تقدر قيمتها بحوالي (9,5) مليون جنيه وتكفلت حكومة الولاية بتحسين الشبكة الداخلية القديمة التي تمثل حوالي 10% من طول الشبكة. مؤكداً أن حجم الإنجاز في الشبكة تجاوز الـ(95%) واتفق فقيري مع أبوذر أن تأخير مبلغ الـ(26) مليوناً الذي تم تصديقه من الحكومة الاتحادية أعاق العمل تماماً وعطل عمل شركة (طل) الهندسية التي وقع عليها مهمة تنفيذ المشروع.
وأوضح عمر أن سعر الدولار عند التصديق بالمبلغ قبل عام كان (72) جنيهاً والآن وصل إلى (120) جنيهاً متسائلاً عن الجهة التي تتحمل الفرق.
رمضان على الأبواب
وأوضح فقيري أن التحدي أمام اللجنة توفير(2) ألف عمود و(20) لفة سلك سعة (5) آلاف متر لإنارة المدينة وامتداداتها قبل شهر رمضان المعظم واضاف: لتسهيل مهمة الفرق الفنية التي تشرف على تشغيل المحطة قامت اللجنة بتجهيز مكاتب وسكن للفرق العاملة.
ظلم واضح
وقال الهادي صالح مكي إن إضاءة مدينة الفولة من محطة أبو زبد يمثل ظلماً واضحاً لإنسان المنطقة الذي ظل يعاني من الكهرباء لاكثر من عشر سنوات والمحطة مكتملة بجواره، داعياً إلى ضرورة إضاءة المواقع التي اكتمل العمل فيها وقطع بقوله خلال أسبوع إذا لم ير مشروع كهرباء أبوزبد النور سوف نعمل على تعطيل خط الفولة.
بطء الإجراءات
وقال الأمين العام للجنة نفير الكهرباء نحن نعلم جيداً أن مبلغ الـ(26) مليوناً خصم وهو مجنب في بنك أم درمان الوطني، ولكن الإجراءات الإدارية بالولاية تسير ببطء شديد. وناشد بضرورة استعجال المبلغ لإنجاز المشروع الذي أصبح حلماً لإنسان المحلية.. واضاف: الشباب لهم آليات أخرى للحسم إذا لم تستجب حكومة الولاية لاصوات لجان التنمية التي تبنت تنفيذ مشاريع الدولة.
المهندس المدني المقيم بمشروع تصنيع الاعمدة حسين بشرى حسن أشاد بروح التعاون بين مكونات المجتمع واللجان، مبيناً أنهم وجدوا تعاوناً وثقة كبيرة من اللجان الذين كانوا حريصين على عدم توقف العمل من خلال توفير مطلوبات تصنيع الأعمد وأوضح أن العمود يباع للمواطن بمبلغ عشرة الاف جنيه بدلاً عن تكلفته الحقيقية في السوق (12) الفاً، وذلك بفضل المال الدوار الذي يجمع من عائدات الأعمدة مشيداً بدعم الشركة السودانية لمشروع تصنيع الأعمدة.
الناطق الرسمي باسم الحرية والتغيير محمد الصادق حمدية بالمحلية أوضح أنه مهما اختلف الناس فإن دخول الكهرباء أصبح حلماً يجمعهم، مؤكداً أن المحلية جربت جملة من طرق الضغط على الحكومة لكنها لم تجد أفضل من تفعيل الجهد الشعبي والمساهمة الشخصية لتذليل عقبات دخول الكهرباء فتضافرت جهود لجان التنمية ومنظمات المجتمع المدني لإنجاز المهمة، مؤكداً أن دخل الكهرباء يحقق الأمن والسلم الاجتماعي والاستقرار السياسي ويعزز الشراكة بين المواطن والحكومة ويفوت الفرصة على المتربصين بأمن المحلية .
وقال إن الحرية والتغيير بالمحلية تشارك بفعالية في تنفيذ المبادرات المجتمعية، مشيراً لدورهم في إلغاء نظام التصاديق التجارية للسلع الاستراتيجية وقال إن ذلك وطد العلاقات السياسية والاجتماعية بين المحلية والمناطق المجاورة.
موسى الرضي قال إن المحطة اكتمل العمل فيها منذ عشر سنوات، ولكن كانت أولوية الحكومة توصيل الكهرباء إلى مناطق الحرب في جنوب كردفان وأخيراً توصيل الكهرباء لمدينة الفولة التي تبعد (150) من محطة أبوزبد وعدم اعتبار لمواطن أبوزبد الذي لم يرفع صوته أو سلاحه في وجه الحكومة وظل يطالب بصورة سلمية عن حقوقه ويقطع من حر ماله لتنفيذ المشاريع الخدمية التي تعتبر من صميم عمل الحكومة وختم بقوله: نتمنى أن لا نضطر لاتباع اساليب أخرى للمطالبة بحقوقنا .
المدير التنفيذي للمحلية أحمد الطاهر بدأ حديثه بالأمن مشيداً بجهود لجنة الأمن في بسط الأمن وتحقيق الاستقرار بالمحلية، كما أشاد بتعاون الإدارة الأهلية ولجان الحرية والتغيير ولجنتي الشباب والنفير مع المحلية إلى جانب المتابعة اللصيقة من والي الولاية المكلف لقضايا الأمن والسلم الاجتماعي، وحول معاش الناس قال إن المحلية تداركت الأخطاء السابقة وبفضل تعاون وتكاتف الجميع أصبحت الحصص المقررة من الدقيق تصل إلى مستحقيها بصورة سلسة، مستدركاً أن أزمة الوقود في شهر مارس جعلت حصص الدقيق تتأخر عن موعدها، كما اشار لدور اللجان في تحسين الأوزان واستحداث طرق لضمان التوزيع العادل للخبز.
وقود بـ(الكروت)
وعن الوقود قال الطاهر إن لجانه المختصة تعمل على توزيعه بالكروت وفق إجراءات أمنية ورقابية مشددة، مشيراً لاهتمامهم بتوفير الوقود لمصادر المياه ووسائل نقل وترحيل المواطنين.

اترك رد