اخبار السودان اليوم

السودان: الطيب مصطفى يكتب: شتان بين القحاتة الشرفانين والكيزان!

] وهل يجوز أصلاً المقارنة بين (الشرفانين) من حكومة قحت الذين سارعوا ــ بدون ادنى حياء ــ الى مضاعفة رواتبهم، ليس مرة او مرتين او ثلاثاً او حتى سبع مرات إنما حوالي عشر اضعاف، ليصل راتب الوزير، حسب ما نشرته بعض الصحف بالمانشيت الأحمر، الى (125) الف جنيه .. حتى (الكفاءة النادرة) الوزير مفرح الذي لا يستحق اكثر من وظيفة في مدخل الخدمة، اسوة بالشباب من خريجي الجامعات، يقبض ذلك المبلغ مع بقية المخصصات بما فيها عربات الدفع الرباعي (الما خمج)!
] لا تنس يا صديقي وكلاء الوزارات الذين خرجوا كذلك بصيد وفير كما لا تنس الـ (11) من شاغلي المجلس السيادي، خاصة المدنيين (القاعدين ساكت) والذين يؤدون وظيفة زول واحد هو رئيس الجمهورية! ولسع مستعجلين لتعيين مزيد من العطالة غير المنتخبين .. (300) نائب بلا نيابة، في المجلس التشريعي ولمدة اربع سنوات اضافية قرروها لانفسهم, سيما أن (البحر ما بيابى الزيادة) .. أما اللجان الكثيرة مثل لجنة (ازالة التمكين) وغيرها والتي باتت ترفد بالعطالى من كوادر قحت خارج دولاب الجهاز التنفيذي والخدمة المدنية، فقد اضحت موضة للهف واللغف ويا حليل الشهداء الماتوا سمبلة! وبرضو تقول لي : لماذا تتفاقم الازمة الاقتصادية، بالرغم من وفورات غياب كثير من هياكل الحكم مثل المجالس التشريعية على مستوى المركز والولايات؟!
] ورغم ذلك (يندعر) مزمل ابو القاسم وعادل الباز ومحمد عبد القادر في قصة (الفاخر) وعسكوري والتي تعتبر إحدى النوافل الصغيرة في مشروع التمكين القحتاوي الذي مازال يشهر سيفه الدونكيشوتي الحقود على طواحين الهواء بدون ان يجد شيئاً يبارزه!
] لعلكم سمعتم قرائي الكرام بل شاهدتم باعينكم كثيراً من لجان المقاومة وهي تقبض في كل دفقة بنزين كوم قروش, وليه ما تقبض ما كلهم قاعدين يقبضوا خاصة الكبار .. بس بقت على المساكين ديل؟!
] اما المصطلون بنار الغلاء من موظفي الخدمة المدنية فينبغي الا نظلم مجلس وزراء قحت لانه لم ينسهم .. كيف ينسى الغلابى والمساكين الذين ما استلم الحكم الا من اجلهم؟! هل تعلمون قرائي أن مجلس الوزراء قرر رفع الحد الادنى للاجور الى (ثلاثة آلاف) جنيه في الشهر حتة واحدة، والتي تكفي لشراء ستين طلب فول .. اها بالله الجماعة ديل قصروا؟ وفي اسرة عاوزة تأكل اكتر من طلبين فول في اليوم؟! ده وقت لحم وطبيخ وزيت وبصل وكهرباء وموية وايجار بيت وكلام فارغ؟!
] اسمحوا لي قرائي الكرام بنقلكم الى محطة أخرى لمجرد المقارنة.
] فلعل الناس علموا بأن رئيس الوزراء حمدوك سافر الى المانيا قبل نحو شهر لفترة امتدت ليومين او ثلاثة بطائرة خاصة استؤجرت من دولة الامارات العربية المتحدة بمئات الآلاف من الدولارات!
] بروف ابراهيم احمد عمر رئيس الهيئة التشريعية القومية بمجلسيها (الوطني ومجلس الولايات) عندما تفاقمت الازمة الاقتصادية في آخر سنوات الانقاذ، جمع اللجنة العليا للهيئة والمكونة من رؤساء اللجان ليستشيرهم حول مقترح منه بأن يتنازل المجلس الوطني عن بعض المخصصات بما في ذلك الاسفار الخارجية بحيث يلغى السفر بالدرجة الاولى حتى لرئيس الهيئة التشريعية النظير لرئيس الجمهورية، ناهيك عن رؤساء اللجان الذين يوازون في المناصب الوزراء الاتحاديين.. وكنت حاضراً ذلك الاجتماع بصفتي رئيس لجنة الاعلام والاتصالات.. وعارضه عدد من رؤساء اللجان بحجة أن ذلك يحط من مكانة وهيبة الدولة ممثلة في رئيس الهيئة الذي سيقابله في المطار عند انعقاد مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي (IPU) في جنيف بسويسرا رئيس الاتحاد.. واستطاع البروف بمعاونة بعض الأعضاء تمرير مقترحه بالاغلبية.
] بعدها باقل من شهر سافر البروف الى جنيف على الدرجة السياحية في طائرة عامة وليست خاصة وطبق هذا القرار بعدها على الجميع.. واتضح ان كلفة الدرجة السياحية لجنيف تبلغ حوالى خمس سعر الدرجة الأولى!
] لمجرد العلم فإن بروف ابراهيم كان استاذاً للفلسفة بجامعة الخرطوم منذ فترة حكم الرئيس نميري.
] شتان شتان بين (الكوز) الصوام القوام الورع بروف ابراهيم وبين من لا يجوز ان يقارنوا به ممن جعلوا الدنيا اكبر همهم ومبلغ علمهم، فيا حسرتاه على وطن سرق في وضح النهار وسلم الى الضباع!
] نظير حمدوك رئيس الوزراء (الكوز) معتز موسى رجل عجمت عوده خبرات تنفيذية شتى مع ثقافة وفصاحة وحزم وعزم .. اوقعه حظه العاثر في المنصب بعد أن بلغت الأزمة درجة اللاعودة.. ووضع موازنة صارمة كان الأولى بالقحاتة (الشرفانين) ان يأخذوا بها ويجروا عليها التعديلات التي يرون، ولكن هل يستطيعون وقد جاءوا (لهفانين ليلغفوا) قدر ما يستطيعون؟!
] قدم معتز موسى موازنة معقولة مع تدابير تقشفية كان ينبغي ان تطبق على الجمبع خاصة الوزراء الذين تقرر ان تنزع منهم عربات الدفع الرباعي مع تقليل الوقود المخصص لهم والتضييق على الاسفار.. اما وزراء قحت فقد بدأوا (ترطيب) انفسهم بدلاً من موظفيهم، ولذلك لا اجد للمقارنة المعدومة افضل من قول الشاعر:
ألا ترى أن السيف ينقص قدره
إذا قيل إن السيف أمضى من العصا؟!

Exit mobile version