اخبار السودان لحظة بلحظة

أسامة عبد الماجد يكتب: الطبيبة الإنسانة

٭ دخلت عاملة النظافة على مريض بانتظار عملية قلب.. وأثناء قيامها بمهمتها، سألته من طبيبك؟ .. ذكر لها اسمه، قالت له لايمكن، سألها لماذا؟ .. أجابت لأن هذا الطبيب لن تستطيع الحجز عنده إلا بعد مرور عام ..وقد أجرى حتى الآن ألف عملية وجميعها تكللت بالنجاح.
٭ فارتفعت معنويات المريض وذهب الخوف عنه.. المفاجأة أن عاملة النظافة لم تكن إلا طبيبة نفسية .. مهمتها إزالة القلق من المريض قبل العملية .. الرواية أعلاة وصلتني في مقطع فيدو قصير أمس من شخص عزيز جداً .. عبر (واتساب) وقد درج على تزويدي بكل ماهو جميل مثله.
٭ مع اجتياح فايروس كورونا كل أنحاء العالم .. ربطت مابين مقطع (التطمين) وحالة القلق لدى العامة والسودانيين خاصة .. جُبل السودانيون على التحرك بعد وقوع (الفاس في الرأس) .. قلما يطبقون (الوقاية خير من العلاج).
٭ ولذلك تجدهم يقعون فريسة الشائعات وبسرعة مذهلة .. والتي وفرت لها منصات التواصل الاجتماعي أرضية خصبة للانتشار الأفقي والرأسي.. الزميلة النابهة بهذه الصحيفة المسؤولة عن تغطية الدوائر الصحية والخدمية إبتهاج العريفي أجرت حواراً متميزاً – تطالعونه بالداخل – مع المشرف العام لغرفة الطواريء المركزية لمرض (كورونا) د. محمد نقد الله.
٭ الحوار اكتسب أهميته من خلال الصراحة فوق المعدل التي اتسم بها الضيف .. وتأكيداته بعدم تقيد المواطنين بالإرشادات .. وتأثيرات الشائعات عليهم .. د. نقد الله أشار إلى أن أي شخص لو شعر بأي أعراض حمى أو صداع ناتج من نزلة خفيفة.. يقوم بالاتصال على الأرقام، المخصصة من قبل غرفة الطواريء.
٭ ولعل السبب في ذلك يعود إلى إعلان وزير الصحة الاتحادي عن الحالة الأولى.. مما سبب ضغطاً على أرقام الطواريء .. اضطرت معه الوزارة للاتجاه لتخصيص أرقام إضافية.. د. نقد الله ناشد المواطنين، بضرورة الابتعاد عن الشائعات التي تدخل الهلع والخوف في قلوب الناس.
٭ الدول العظمى انهارت أمام حالة التفشي الفيروسي فما بالكم بالحكومة الانتقالية .. والتي حتى الآن وفرت مركز عزل واحد وتجري الترتيبات لتأسيس مراكز أخرى .. ما من سبيل سوى تعاون المواطن مع الحكومة.
٭حالة القلق من الصعب أن نجد لها أمثال عاملة النظافة (الطبيبة) .. كل مواطن يجب ان يكون مثل الطبيبة الإنسانة .. كل شخص يجب أن يكون (سفيراً) ومبعوثاً يساعد من هم حوله ويبث التطمينات في نفوسهم.
٭ الوقاية تكون باتباع الإرشادات الصحية .. صحيح وزير الصحة يفتقد لأهم قواعد وسلوكيات الطبيب .. لا أدري ماذا درس بالجامعة!! .. الأمر يحتاج إلى تضافر الجهود .. مايثير القلق أن د. نقد الله قال للزميلة إبتهاج إن هناك حالات اشتباه رفضت الذهاب إلى العزل .. وأشار إلى ضرورة تدخل العقلاء.
٭ بصراحة يجب ألا تتساهل الحكومة مع أي حالات اشتباه .. المسألة ليست شخصية .. قد يكون هناك شخص مصاب ويلحق الأذى بالعشرات من المواطنين .. يجب أن تتضافر الجهود وأن تتعامل الحكومة بجدية.
٭ الأمر ليس وقوداً أو دقيقاً.. المسألة مسألة حياة أو موت.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة أخر لحظة

اترك رد