اخبار السودان لحظة بلحظة

السودان: الطيب مصطفى يكتب: هل المشكلة في الوزير أكرم أم في حمدوك؟!

] حق لحزب المؤتمر الشعبي ان يطالب باقالة وزير الصحة دكتور اكرم علي التوم، كما يحق له أن يطلب من النائب العام التحقيق معه بتهمة السعي لعزل السودان وتدمير صادراته.
] فقد اثبت هذا الوزير الكارثة بصورة غير مسبوقة صحة مقولة (عدو عاقل خير من صديق جاهل) ذلك أنه ظل، جراء عيوب كامنة فيه، يتحين الفرص لالحاق الاذى ببلاده وشعبه!
] لا أظني في حاجة للتذكير بـ (جلايطه) في التعامل مع قضية فيروس كورونا الذي سارع قبل نحو شهر، ومن خلال مؤتمر صحفي، بالاعلان عن وجود بعض حالات الاشتباه مما ادخل السودان، بدون أدنى سبب، في قوائم المنظمات الإقليمية والدولية حول البلاد التي دهمها الفيروس، ولم يكن هناك أي مبرر لحديثه سوى حب الظهور!
] في مؤتمره الصحفي (الفضيحة) قبل ايام قليلة قال، في نزق وخفة وعباطة تشبه تصرفاته الحمقاء: (عمر البشير قدرنا عليهو ما بنقدر على الكرونا الصغيرة دي)؟! مقولة سارت بها الركبان وكانت مثار تهكم وتندر الناس وضحكهم، واثبتت خطل الاسلوب الذي اتبع في اختيار (كفوات) (قحت) ومجلس وزرائها الذي اكاد اقسم ان السودان لم يشهد مثيلاً له منذ الاستقلال، من حيث ضعف الكفاءة والخبرة.
] كل العالم يقف على رجل واحدة تفاعلاً مع ذلك الخطر العالمي العظيم، بينما وزيرنا الهمام يعتبره حاجة (صغيرونة كده)!
] لم ينس الناس تلك الفضيحة او الخطيئة التي عطل بها وزيرنا الهمام صادر الماشية الذي كان سيدر على خزانة السودان الخاوية مليارات الدولارات كانت بلادنا وقتها ومازالت في اشد الحاجة اليها.. ومما يثير الضحك ويفقع المرارة انه لا علاقة للوزير أكرم بالثروة الحيوانية، ورغم ذلك ادلى بذلك التصريح الغريب، حيث خاطب منظمة الصحة العالمية ليعلن ظهور بعض حالات حمى الوادي المتصدع في القطيع السوداني!
] قامت المنظمة فور تلقيها الخبر بتعميم نشرة عالمية وزعت على شتى انحاء العالم حول الخبر الذي بثه الوزير، اصابت صادراتنا في مقتل خاصة للسعودية التي كان السودان يزودها بكميات هائلة من خراف الهدي!
] صدقوني أن البصيرة ام حمد ظلمت كثيراً، إذ ظل الناس عبر الأجيال (ينبشون) ويشوهون سيرتها بالباطل أنها، لكي تخرج رأس الثور من الجرة، أمرت بقطع رأسه، أما اكرم فقد حرم السودان من ايرادات ربما مليون ثور وليس ثوراً واحداً!
] لكن دعونا نسأل إخواننا في المؤتمر الشعبي الذين طالبوا باقالة هذا الوزير.. هل انتم جادون في طلبكم هذا أم أنه مجرد ابداء موقف سياسي؟!
] اقول لهم ولغيرهم لا تطمعوا في فعل من رئيس الوزراء (حمدوك) الذي ظل (لا يهش ولا ينش) منذ ان تسنم موقعه، وليس ادل على ذلك من تصريح الامين العام للشعبي بالانابة د. بشير آدم رحمة الذي قال إن حمدوك اخبره في مكالمة هاتفية قبل نحو شهر أنه (اتخذ قراراً بأن يسافر د. علي الحاج للعلاج في المانيا)! وعبر بشير عن أسفه لأن قرار حمدوك لم ينفذ لأن القرار ليس في يد حمدوك!
لذلك، ايها الشعب السوداني، رئيس وزرائكم الذي لم ارجم بالغيب عندما وصفته منذ الشهر الأول في منصبه بأنه اضعف من ان يقود الجهاز التنفيذي بل إني اوقن أنه لم يسبق للسودان ان شهد اضعف منه في ذلك المنصب الكبير.
] لذلك شهدنا كيف يحطم وزير المالية، امام ناظري حمدوك، كل الاجراءات والاحكام المعمول بها في المعاملات المالية، وكيف يفتح الباب على مصراعيه لأكبر عمليات الفساد في اهم سلع الصادر، وكيف يصبر حمدوك على وزير الخارجية التي لا تصلح حتى في منصب سفير، بل ويشيد بها ويستبقيها حتى ولو بتعيين وزير دولة للخارجية ليقوم باعبائها، وكيف يسكت على خرمجات وتصريحات وزرائه وكبار موظفي دولته مهما فعلوا او قالوا، وكيف يصبر على تجاوز سلطاته المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية، وكيف يرهن سيادة السودان للامم المتحدة بدون علم مجلس وزرائه او المجلس السيادي، وكيف وكيف وكيف؟!
] ظللت أقول لمن يحتجون على اداء الوزراء، إن المشكلة تكمن في رئيسهم الذي يعتبر من أكبر كوارث الفترة الانتقالية المحتشدة بالمصائب والبلاوي.

اترك رد