اخبار السودان اليوم

أسامة عبد الماجد يكتب: (كورونا) وأثرها على اقتصادنا

٭ليس المقلق فقط في فايروس كورونا أثره الصحي على الإنسان .. بل في الأثر الاقتصادي الذي سيخلفه المرض في مقبل الأيام .. سيتعرض – بل تعرض وانتهى – الاقتصاد العالمي إلى هزة هائلة لم يسبق لها مثيل .. تفوق الأزمة المالية العالمية قبل أكثر من عقد من الزمان.
٭خسائر بمليارات الدولارات طالت قطاعي الطيران والسياحة في العالم .. الآن أغلب أجزاء الكرة الأرضية في فصل الربيع، وهو موسم سياحي لكثير جداً من الدول .. كل ذلك ضاع بسبب كورونا .. فالجامعات أغلقت أبوابها والمدارس، والملايين من الموظفين مهددون بفقد وظائفهم.
٭ الشاهد أن السودان ليس بعيداً عن تلك الصورة القاتمة .. الكل عينه على يونيو المقبل، حيث تنعقد الآمال على مؤتمر المانحين بواسطة أصدقاء السودان .. المؤتمر بات مهدداً بالإلغاء أو حتى وإن أقيم في موعده .. فستكون يد الكثير جداً من الأصدقاء مغلولة إلى عنقهم.
٭دولتان مثل فرنسا وايطاليا أبدتا اهتماماً فوق المعدل بالتغيير الذي حدث في السودان .. بل إن رئيس وزراء فرنسا إيمانويل ماكرون امتدح التغيير في خطابه بالأمم المتحدة .. ولبى حمدوك دعوته بزيارة باريس .. وهو من اقترح على السودان مؤتمر المانحين.. الآن تعاني باريس وروما وخاصة الأخيرة من (كورونا).
٭ كما أن تأثيرات انهيار أسعار النفط ستؤثر على ميزانية دول الخليج .. والبورصة العالمية تأثرت .. أخطر ما في كورونا أنها ستؤثر على السلع .. حيث ستحدث ندرة جراء ضعف الاستيراد .. وبأتت ملامح ذلك تظهر من خلال الارتفاع الجنوني في أسعار السلع.
٭ ليس لدى الحكومة ما تصدِّره الآن .. والسبب عدم توفر مدخلات الإنتاج والتي تُستورد من الخارج .. السلعة الوحيدة التي كان من الممكن أن تنقذ البلاد هي الذهب .. لكن للأسف وضعت الحكومة عنقها تحت سيف شركة الفاخر (المغمورة).. كما أن بنك السودان يبدو أنه لا يزال يتدخل في سوق وتجارة الذهب.
٭الوضع خطير للغاية ويجب على الحكومة أن تتعامل بجدية .. ونكرر مقترحاتنا التي كتبناها هنا عدة مرات .. وهي تشكيل حكومة طوارئ (حكومة أزمة) .. وأن تركز الحكومة في تصدير الذهب وتبدأ التصرف في بعض المرافق والمؤسسات الحكومية.. (أقصر طريقين لتوفير الدولار).
٭ كما تملك الحكومة أراض في مواقع متميزة .. وأسألوا الجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي .. يمكن بيعها وستدر مئات الملايين من الدولارات .. بدلاً عن الفكرة البئيسة لوزير المالية ببيع مقار المؤتمر الوطني.
٭وكذلك من الممكن توفير عملات صعبة برفع الدعم عن الخبز .. ولا ضير من زيادة سعره مع زيادة وزنه .. وتوسيع المظلة الضريبية مع الرقابة الصارمة على دافعي الضرائب الحاليين .. للتأكد من إيفائهم بما عليهم من التزامات .. ووقف الإعفاءات الجمركية فوراً.
٭ جميعها حلول ستحقق عوائد فورية غير آجلة .. فالأوضاع لا تستحمل الانتظار .. أما لو تحلى حمدوك بالشجاعة والجرأة فليدخل في مساومات مع رجال أعمال ظهروا فجأة في الإنقاذ وما هم بإسلاميين .. ويطرح عليهم سؤالاً (من أين لك هذا)؟.
٭بصراحة .. أخشى ألا يسعف الوقت حمدوك.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة أخر لحظة

Exit mobile version