اخبار السودان اليوم

أسوأ سيناريو

هاجر سليمان 

ظللت طيلة الايام الماضية أنظر لما يدور من أحداث فى الساحة دون أن ادلى بدلوي ليس لجهل منى او عدم قدرة على تحليل مجريات الاحداث ولكننى قررت ان أنظر بعين ثاقبة لكل ما يدور ..

(1)

حينما وقعت التفجيرات ثار الشعب السودانى وخرج الشباب وهم يوجهون الاتهامات للكيزان، ولكن من خلال المعطيات التى توصلت اليها فان الكيزان أبعد ما يكون عما يحدث لاسباب وهى ان الكيزان لو أرادوا تصفية حمدوك لفعلوا خاصة ان الرجل لا تحيط به هالة من الحراسات والتأمين الذى كان يتمتع به البشير من قبل فالرجل صيده سهل وربما بندقية قناصة كانت كافية لقتله ولكن هذه الفرضية بعيدة جداً خاصة ان حمدوك يتمتع بشخصية مرنة ووفاقية ومتفق عليه من قبل جميع اوساط المجتمع وحتى الكيزان انفسهم لا يجدون غضاضة فى ذلك اضف الى ذلك ان السودانيين حتى الان لم يصلوا لهذا المستوى من التخطيط الاجرامى وقنابل التحكم عن بعد …

(2) 

لا اعتقد ان الحزب الشيوعى له يد فيما يحدث لا سيما وان حمدوك هو ابن الحزب واعتقد ان ما اثير لا يخرج عن كونه هالة اعلامية لتضليل الرأى العام وزعزعة افكار المواطنين فالشيوعيون على مر تاريخهم قد يستخدمون الاسلحة فى القتل ولكنهم لا يميلون للتخطيط لاغتيالات عناصرهم وبهذه الطريقة وما اشيع ربما الغرض منه خلق بلبلة تعجل بانهاء حكم الشيوعيين وانسحابهم قبل انتهاء الفترة الانتقالية خاصة بعد ان اصبحت الاحوال تزداد سوءاً، أما اذا ثبت فعلاً ان هنالك عناصر من الحزب الشيوعى متورطة فى هذه العملية رغم استبعادى لهذه الفرضية تماماً الا ان ذلك لا يعنى سوى ان ما حدث مسرحية دبرت بليل، وربما بعلم حمدوك نفسه، وعندها فقط يمكننا القول بانها (مسرحية) سيئة الاخراج خاصة ان المتفجر المستخدم من النوع الصوتى ويعتمد فى تأثيراته على قوة الانفجار ولو اراد منفذ العملية قتل حمدوك لكان قد اضاف القليل من المواد الحارقة للمتفجر حتى يتسبب فى احتراق المركبات تماماً والحيلولة دون خروج أي من ركابها بسلام ولكن التفجير قصد منه ارسال رسالة فقط.

(3) 

اعتقد ان فرضية اتهام الشيوعى فى هذا المخطط بعيدة، ولكن الاقرب لهذا ان هنالك مخابرات أجنبية قصدت ارسال رسالة لحمدوك وللشعب السودانى بأكمله مفادها انها قادرة على تنفيذ أى مخطط داخل السودان، وان لديها أذرع بالداخل وهذا ما يفسر فشل عملية القبض على جميع عناصر خلية شرق النيل.

هنالك عدة اسباب لتصيد حمدوك فهو زعيم الحكومة الحالية وفى حال سقط حمدوك فسيصبح السودان عارياً تماماً وصيداً سهلاً لكل من يبحث عن السلطة وعندها سنعود لمربع الاحتجاجات والانقلابات اضف الى ذلك ملف المياه ووقوف عناصر من الحكومة الى جانب اثيوبيا، بالاضافة الى ان هذا المخطط اختير فى هذا الوقت الذى يشهد تراجعاً لرصيد حمدوك وحكومة قحت عند الشارع السودانى وبالفعل المحاولة جعلت الشعب يلتف مرة اخرى حول حمدوك .

(4)

تصريحات وزير الداخلية الفريق اول الطريفي ادريس بالاستعانة بالاصدقاء لفك طلاسم جريمة محاولة اغتيال حمدوك والاستعانة بالـ(اف بي آي) بالنسبة لى هي قمة الفشل لوزير الداخلية ويمثل اعترافاً صريحاً منه بعدم اعترافه بقدرات الشرطة السودانية وان كنت تجهل عزيزى الوزير فان الشرطة السودانية لديها خطاب اعتراف من الـ(اف بي اي) نفسها يؤكد بانهم اندهشوا من تقدم المباحث السودانية وجدارتها حينما تمكنت من فك طلاسم اخطر جريمة ارهابية شهدتها البلاد وهى جريمة اغتيال جون مايكل غرانفيل مسؤول المعونة الامريكية بالخرطوم فى ليلة رأس العام 2008م فلا تستهن بقدرات الشرطة وانت لست بحاجة لامريكا لفك طلاسم جريمة وقعت فى بلادك ورغم نقص امكانيات الشرطة السودانية الا ان عناصر الـ(اف بي آي) ليسوا بأذكى وأقوى من عناصر شرطتنا بالمناسبة تصريحات الطريفي أشبه بالرجل الذى يستعين بجارته لغسل ملابسه فى بيته رغم وجود زوجته. !!

Exit mobile version