اخبار السودان لحظة بلحظة

الصندوق الأسود لمحاولة اغتيال حمدوك

محمد عبد الماجد
(1)
ليس هناك (إدانة) يمكن أن تطال النظام البائد اكثر من اجتهادهم المبالغ فيه لتأكيد ان المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك كانت (تمثلية) ،او (مسرحية) ،حسب فهم النظام البائد للعملية باعتبارهم اكثر نظام قدم (مسرحيات) على خشبة المسرح السياسي منذ اول يوم لهم في الحكم عندما ذهب الترابي حبيساً لكوبر وجاء البشير رئيساً للقصر.
محاولة اغتيال حسني مبارك في اديس ابابا فشلت ولم يصب احد بأذى– هل كان يعني ذلك ان المحاولة كانت (مسرحية) لتصفية الاسلاميين في السودان ومصر ؟.
محاولة اغتيال مبارك يمكن ان نصفها بأنها من اكثر العمليات (غباءً) في العالم – جعلت السودان يتنازل عن جزء من اراضيه العزيزة في منطقة (حلايب) – هل ذلك يعني ان (الغباء) الذي خططت به العملية ونفذت يبعد الاتهام عن نظام البشير؟.
الغباء دليل يؤخذ عليكم.
النظام البائد من شدة احترافه لذلك النوع من (الخدع) وادمانه له اعتقد انصاره  ان كل شيء  يحدث في الساحة الآن (مسرحية) – وفات عليهم ان ذلك الامر لا يمكن ان يطبق او ينفذ في (حكومة انتقالية) جاءت بعد ثورة كانت ضد الفساد والمسرحيات التي كان يقدمها نظام البشير.
مثل هذه التخطيطات لا يمكن ان تحدث في ظل (تحالف) سياسي يتكون من عشرات الاجسام السياسية والمدنية، واي عمل (سري) او (مسرحي) يستوجب الوحدة الفكرية والأيدولوجية الواحدة – وقوى اعلان الحرية والتغيير تتنافر فيها الاطراف وتتعدد الافكار وتختلف الطرق وتتنوع المرجعيات.
التحالفات التى تشكّل من مكونات مختلفة– لا يمكن لها ان تتفق على القيام بمثل هذا العمل – هذا شيء من ابجديات (تمهيدي) السياسة.
(2)
اما الحديث عن ان المؤتمر الوطني ليس لديه مصلحة في موت حمدوك لأنه بحسابات السياسة ضعيف وفاشل والمسؤول الضعيف يخدم خط النظام السابق ومحاولات الاغتيال تتم للمسؤول الناجح والمؤثر وصاحب الكارزيما وكل هذه المواصافات لا تتوفر لحمدوك كما قال الامين السياسي لامانة الشاب بالوطني (المحلول) الطيب اسماعيل للانتباهة امس، فهو قول مردود عليه – لأن شخصية بهذه الصفات لا تخدم محاولة اغتياله ان كانت (مسرحية) الحكومة الانتقالية في شيء.
لا ادري كيف كان نظام البشير يفاوض حمدوك ويستجديه ويتمناه ليكون وزيراً للمالية ان كان بتلك المواصفات؟.
لو ان الامر كما يقول اسماعيل – لعدت المحاولة بشكل عادي ولم يقم نفس (المؤتمر الوطني) بهذا الشكل الذي يؤكد سقوط (المؤتمر الوطني) للمرة الثالثة.
اذا كان الامين السياسي للمؤتمر الوطني (المحلول) بهذا الفكر– فلا عجب من سقوط النظام– غير اننا نستعجب ان يكون شخص بهذا الفكر بعيداً عن (كوبر) – فما يتحدث عنه الامين السياسي للمؤتمر الوطني المحلول الآن يدخل في اطر (الفساد) السياسي و(البله) الفكري وهو شيء يجب ان يحاسب عليه – واظن ان وجود شخصيات بهذا الفكر في الساحة السياسية وبلوغهم مرحلة (التصريح) و(التبجح) يكشف لنا ما هي الجهة التى كانت وراء محاولة اغتيال حمدوك.
الامين السياسي للوطني (المحلول) بلغ من مرحلة (السفه) السياسي ان قال في حواره امس مع (الانتباهة) في الخطوط الرئيسية للحوار : (محاولة الاغتيال تمثيلية كبيرة ..وحمدوك لم يكن بالسيارة) وقال في عنوان اخر للحوار (بعض مكونات قوى التغيير تسعى للتخلص من حمدوك) – كيف تكون المحاولة (تمثيلية)، وفي نفس الوقت بعض مكونات قوى التغيير تسعى للتخلص من حمدوك.
سيد الطيب اسماعيل – انت لا تصلح ان تكون الامين السياسي حتى لمزرعة دواجن ناهيك ان تكون الامين السياسي لامانة الشباب في الوطني (المحلول).
قال الطيب اسماعيل في الحوار في اتهام واضح للمكون العسكري في الحكومة : (نحن لو كنا نقر مبدأ القتل والتصفيات، لكنا اتجهنا لفض الاعتصام بالقوة) – وكأن طلب البشير بابادة او قتل نصف الشعب او حتى ثلثه خرجت من (الشفيع خضر).
(28) ضابطاً في رمضان هل قتلوا في غرق مركب على النيل؟.
الامين السياسي لامانة الشباب للوطني المحلول قال: (حمدوك لم يكن في سيارته وقت هذه المحاولة، وناس الجهاز اخبروه بالحكاية وطلبوا منه عدم ركوب السيارة وبالفعل ما مشى) – يقول ذلك وهو من قال في صدر الحوار ان العملية (تمثيلية) – ان كان الامر تم بهذا الترتيب فهو شيء يحسب للحكومة وللجهاز ولحمدوك.
من ثم ان كنتم تعلمون كل صغيرة وكبيرة عن تحركات حمدوك- ان كان داخل السيارة او خارجها وانتم في امانة للشباب– كيف لنا من بعد ان نرفض الاتهامات التى تشير للنظام السابق باعتباره صاحب المصلحة الاكبر في اغتيال حمدوك.
رجل ليس في يده شيء او كما يقول الطيب اسماعيل ملفات الاقتصاد والمفاوضات والجيش والشرطة والامن كلها ليست من سلطاته لماذا تتابعون خطواته بهذه الصورة – وتعلمون الهمس الذي يدور بينه وبين الجهاز.
(3)
(1) –  تطابقت نوعية المادة المتفجرة التى استهدفت موكب حمدوك من بعض المواد التى تستخدمها خلية شرق النيل.
(2) –  في يوم الخميس 5 مارس اى قبل 5 ايام من محاولة اغتيال حمدوك جاء في صحيفة الصيحة : (انعقد اجتماع للمكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني المحلول داخل سجن كوبر في سرية تامة، دون محضر لتسجيل الوقائع).. وجاء في تفاصيل الخبر (شهد الاجتماع البشير وعلي عثمان محمد طه وبكري حسن صالح وعبدالرحيم محمد حسين ونافع علي نافع وعوض الجاز وحسبو محمد عبدالرحمن بجانب احمد هارون وعثمان كبر).
هذا الاجتماع اكيد لم يكن يناقش التجهيزات لشهر رمضان الكريم!!.
(3) – التفجيرات تمت عل مقربة من سجن كوبر.
(4) –  بعد محاولة اغتيال حمدوك – تم بصورة تلقائية تشديد الحراسة على البشير في كوبر!!.
(4)
بغم /
في مثل هذه المحاولات (الارهابية) – عليك ان تحذر من الحزب (المحلول) – الحزب الذي يعمل في النور لا خوف منه.
علينا ان نصدق روايات اهل الانقاذ ان لا علاقة لهم بالمحاولة وهم في (المعارضة) وان نصدق اتهاماتهم لمكونات داخل الحرية والتغيير وهم جزء من الحكومة.
أكبر دليل على تورط الوطني (المحلول) في العملية – فشلها.

اترك رد