] لم يعد خافياً ان معظم طلمبات الوقود باتت مسرحاً لفساد عظيم، ولا عزاء للشهداء الذين رفعوا شعارات كبيرة سقطت في مستنقع الأنفس الشح وهوى الطمع، فقد كان الفساد في سالف الأيام مخفياً وخجولاً، أما الآن فقد دخلت كلمة (فوِّل لي) ــ بتشديد الواو وكسرها ــ دخلت قاموس توزيع الوقود، حيث يقوم عامل المسدس بكب كبتين للعربة من الكمية المقررة البالغ قيمتها (120) جنيهاً مع (60) جنيهاً أخرى (مسحة شنب)!
] اكثر من الف عربة تتلوى امام كل طلمبة، حيث تلتقي العربات المصطفة في الطلمبات المختلفة وما عاد اصحاب السيارات، وقد وقف كثير منهم لحوالى عشر ساعات في انتظار الكبة، ما عادوا يابهون لتلك الخسارة.. اما المترفون والمضطرون اصحاب الحاجة فيذهبون الى التجاري.
] اقول للوزير المختص ولرجال الأمن .. الى ان تنفرج الأزمة عليكم بايجاد معالجة أخرى او تشديد الرقابة.
مكة والأقصى وليس غزة أيها المدلسون!
] رويبضة آخر ــ غير عرمان ــ يسمى السندي يبدو أنه شيوعي تغزل، في اطار حملة تسويق مسرحية اغتيال حمدوك ودمغ الاسلاميين بها، تغزل في عظمة الشعب السوداني المتسامح والطيب، لكنه تناول جانباً آخر تحدث فيه بغضب عن كيف أعدم الرئيس نميري محمود محمد طه والشيوعيين عبد الخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ، ولم ينس أن يذكر كيف عفا الشعب السوداني عن عبود ونميري (رغم الطغيان).
] اكثر ما لفت نظري أن ذلك الكاتب لم يترك شاردة ولا واردة من الاغتيالات والحروب الا احصاها، ما عدا مجزرة الجزيرة ابا التي قتل فيها الشيوعيون آلاف الانصار عام 1970م، وكذلك مذبحة الانصار في ود نوباوي التي قتلوا فيها مئات الشهداء، كما اعدموا بالرصاص عشرات الضباط والجنود في بيت الضيافة عقب فشل انقلاب هاشم العطا.
] وقتها لم يذرف عبد الخالق وأبو عيسى دمعة واحدة على اولئك الشهداء، بل وصفوهم بـ (القوى الرجعية)، فقد كان شعراؤهم يصدحون باناشيد (التطهير واجب وطني) كما كانوا ينشدون: (بيك يا مايو يا سيف الفدى المسلول نشق اعدانا عرض وطول).. هو ذات النهج المطبق حالياً في الكسح والمسح والكنس والتمكين والتهافت على المناصب حتى ولو بتعيين الفاشلين والعاجزين.
] أهم ما دفعني للكتابة ذلك التزوير والتدليس الذي درج عليه الشيوعيون، فقد كتب ذلك الشيوعي ما يلي: (تغيرت الخرطوم حين أصبح الطيب مصطفى يتبجح في المقالات والحوارات بأن غزة احب اليه من الخرطوم)!
] اتحدى ذلك الرويبضة ان يثبت تلك المقولة على لساني فهذا دأب اولئك الكذابين .. يكذبون كما يتنفسون، فمن لا دين له لا خلاق له.
] قلت واقولها مجدداً ولا اتردد بل افخر، إن الأماكن المقدسة مقدمة عندي على الوطن الجغرافي المحدود، مثلما أن الدين مقدم عندي على الوطن الذي لا يسأل عنه يوم الحساب، فقد هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من موطنه مكة وفيها بيت الله الحرام نصرة لدينه.. فمكة التي تضم الكعبة المشرفة التي اصلي نحوها، ولا اصلي نحو مسقط رأسي او نحو الخرطوم، اقول إن مكة احب الي بل هي مقدمة عندي على الخرطوم، وكذلك الحال بالنسبة للمسجد الأقصى المذكور في القرآن الكريم والذي صلى نحوه الرسول الخاتم ستة عشر شهراً قبل أن تتحول القبلة الى مكة الكرمة، فالاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.. أقول ذلك لمن يستهينون بما يفعله المحتلون الصهاينة في فلسطين.