اخبار السودان لحظة بلحظة

عضو آلية إدارة الأزمة الاقتصادية محمد شيخون لـ(الانتباهة: حميدتي ترأس الآلية بطلب وإلحاح من أعضائها

حوار: ندى محمد أحمد
لا تزال تداعيات الأزمات الاقتصادية تتفاقم مع شروق كل يوم جديد، وقبل أن تبدأ الآلية الخاصة بإدارة الأزمة الاقتصادية – التي أعلن عنها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك مؤخراً- أعمالها انتاشتها سهام الرفض والتحفظ، من بعض أحزاب تحالف قوى الحرية والتغيير الحاكم، حتى أن بعض الأنباء غير الرسمية تحدثت عن استقالة رئيسها الفريق محمد حمدان دقلو، ولتسليط الضوء على تفاصيل عمل الآلية، وما أُثير حولها من جدل استضافت (الانتباهة) عضو الآلية الممثل لتجمع المهنيين بروفسور محمد شيخون محمد، الذي وضع النقاط على الكثير من حروفها المبهمة ..
] بداية ما هي الأسباب التي دعت لتشكيل الآلية ؟
– تشكلت الآلية عبر اجتماع مشترك ضم مجلسي السيادة والوزراء، وقوى إعلان الحرية والتغيير ، حيث استشعر المجتمعون تفاقم الازمة الاقتصادية في نواح عدة، هي السلع الضرورية (الخبز والمحروقات والدواء )، وترتب على ذلك آثار جانبية على حركة النقل والمواصلات، وهذا انعكاس لضعف القدرة على الاستيراد، ومن ناحية ثانية ارتفاع المعدل العام للأسعار .
] ما هي دلالة ضعف القدرة على الاستيراد ؟
– دلالة على فجوة في إمكانيات الدولة من حصيلة النقد الاجنبي .
] ما هي مهام الآلية ؟
– مهامها محددة ، وهي مؤقتة ، للعمل على حل الازمة الآنية ، فهى إسعافية ، بحيث يتم تدبير حلول للانتهاء من هذه الصفوف الطويلة ،والمعاناة في السلع الضرورية التي ذكرتها سابقاً .
] هل وُضع قيد زمني لحل هذه الأزمات ؟
– لم يوضع قيد زمني ، لكن على الاقل هناك المؤتمر الاقتصادي قادم ، فالآلية ليست بديلاً لمجلس الوزراء او وزير المالية، ولا بديلة للسلطة التنفيذية المباشرة ،وليست بديلة للمؤتمر الاقتصادي ، انما هي محاولة لاستنفار الطاقات ،سواء من داخل البلاد او الاصدقاء من دول الخليج ، ودولة جنوب السودان ، التي يمر نفطها عبرنا ، لاستدراك الوضع الراهن ، فإدارة الازمة عبر خلية تضم كل الفاعلين يحدث في دول كثيرة ، فالآلية تضم خمسة من مجلس الوزراء (وزراء القطاع الاقتصادي) ، وخمسة من قوى الحرية والتغيير واثنين من المجلس السيادي ، واثنين من الخبراء الاقتصاديين .
] ألم يكن من الأوفق حل الحكومة وتشكيل حكومة أزمة عوضاً عن تكوين الآلية ؟
– لا يوجد اتجاه لحل الحكومة ، على العكس كل الاتجاهات تمضي لتدعيم الحكومة ، فهي تواجه مشاكل كبيرة موروثة ، وقد لا يتفق الناس مع السياسات المتبعة لمواجهة الازمة الموروثة، ولكن لم يصلوا لمرحلة التفكير في الإعلان عن فشل الحكومة ، وحل الحكومة لم يخرج عن جهة تؤخذ في الاعتبار ، لكن بوجه عام فان استقرار البلاد والانتقال السلمي يقتضي الحفاظ على المؤسسات الموجودة ، والمحافظة على العلاقات فيما بينها ، كمجلسي السيادة والوزراء ، واعتقد ان قوى الحرية والتغيير حريصة على لُحمة ووحدة التجانس بين المؤسسات الحكومية .
] ثمة توقعات بفشل الآلية.. على غرار آلية صناع السوق في أواخر عهد النظام السابق ؟
– بصراحة ، ستنجح الآلية فيما إذا توفرت لها القدرة على الاستنفار الداخلي ذاتياً ،والعلاقات الإقليمية ،وعلاقات الجوار ،خاصة دولة جنوب السودان ، فإذا وجدنا انفراجاً في الخبز والمحروقات والدواء ، سنجده من كل عون يصلنا من الخارج ، وانا كاقتصادي اتمنى ان يتم وضع رؤية اقتصادية طويلة للثلاث السنوات القادمة ، وليس الاكتفاء فقط برسو باخرتين او ثلاث محملة بالمحروقات ، لتنتهي الصفوف، بينما يمكن ان تعاود مرة اخرى ،وبموازاة حل الازمة الآنية يجب التفكير في حلول مستقبلية .
] هل تشير إلى أن عمل الآلية سيمضي في مسارين.. إسعافي للأزمة الحالية.. وآخر للمستقبل ؟
– ايوه .. افتكر ان التخطيط للمستقبل يجب ان يكون ابعد من (كدا) .
] كيف تم اختيار نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) لرئاسة الآلية ؟
– انا لم احضر الاجتماع الذي تم فيه اختيار نائب رئيس مجلس السيادة رئيساً للآلية ، ولكن علمت من الحاضرين ،كان هناك طلب وإلحاح ليترأس حميدتي الآلية ، وانا اتفهم هذا الإلحاح ، بانه رجل من خلاله يكون العشم في العلاقات الإقليمية ،وعلاقات دول الجوار ، وايضاً العلاقة بـ (الناس) الذين لديهم إمكانات داخل البلد ، كتحريك اتحاد الصناعات ،ورجال الاعمال ، والذين يمكن ان يسهموا في حل الازمة، فالقصة (نفرة ، زي ما بقولوا وفزعة) لحل المشاكل الآنية ، لذا فهو هو إنسان مناسب.
] ثمة معلومات تتحدث عن رفض السعودية والإمارات تكملة منحة الثلاثة مليارات دولار إلا بعد إنشاء جسم اقتصادي خاص –الآلية- برئاسة حميدتي؟
– انا اول مرة اسمع بمثل هذا الكلام، ولكن اول من دعا لتكوين الآلية حسب اطلاعي الشفيع خضر، وطالب بان تتفرغ لحل الازمة ، واقترح ان تضم كل المسؤولين الموجودين فيها حالياً .
] إذاً لماذا استقال حميدتي من رئاسة الآلية ؟
– بصراحة لا اعلم ،ومن قال لا اعلم فقد افتى .
] متى كان الاجتماع الذي استقال فيه ؟
– هل خبر الاستقالة مؤكد؟
] توجد أنباء تتحدث عن استقالته ؟
– انا لم ادعَ لاجتماع جديد لا علم هل استقال بالفعل ام لا، وانا كعضو للآلية لم ابلغ باستقالة حميدتي او باي هيكلة جديدة في الآلية ، واشير إلى ان الآلية عقدت اجتماعها بالاثنين الماضي برئاسة حميدتي.
] هناك من يرجع الاستقالة إلى رفض وتحفظ بعض أحزاب قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة على رئاسة حميدتي للآلية ؟
– هذه محاولة لفهم اسباب شيء غير مؤكد ، لانه ترأس الاجتماع الاخير للآلية كما ذكرت لكِ .
] وُصفت رئاسة حميدتي للآلية بأنها تغول من المجلس السيادي على مهام وصلاحيات مجلس الوزراء .. ما تعليقك ؟
– رأيي ان مجلس الوزراء طرح في اجتماع ثلاثي انعقد بناءً على طلبه ، بانه اجتمع لاربع ساعات ، نتيجته ان الازمة متفاقمة ، ولا بد من تداركها ، وعلى ذلك الاساس تم تشكيل الآلية ، ومن اعلن عن الآلية هو رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك ، واذا كان هو مغلوب على امره حقاً ، لكان من الاولى ان يدافع عن حقوقه كسلطة تنفيذية ، وانا استبعد تماماً ان تكون الآلية مفروضة على مجلس الوزراء ، لان خمسة من عضوية مجلس الوزراء اعضاء في الآلية ، وسبق عندما تباينت الاراء حول مشروع الموازنة ، طلب مجلس الوزراء اجتماعاً مع قوى الحرية والتغيير ، وبحضور الخبراء الاقتصاديين ، واتفقوا في الاجتماع على تجميد اتجاهات رفع الدعم ، ومناقشة القضية في مؤتمر اقتصادي ، فلجوء مجلس الوزراء لبقية المؤسسات لا يضعفه ولا ينتقص من صلاحياته ، فالاستعانة بالاخرين امر جيد ، لمواجهة ازمات كبيرة تخص الوطن .
] هل ترى أن رئاسة حميدتي للآلية دلالة على أن العلاقة بين مجلسي الوزراء والسيادة متميزة ؟
– نعم ، هذه رؤيتي من مشاركتي في اجتماع الآلية ، فاختيار حميدتي قد يكون مرتبطاً بعلاقاته الإقليمية ،ودول الجوار ،وعلاقاته الداخلية ، باعتباره شخصية مقتدرة على التحشيد للحل الإسعافي للازمة .

اترك رد