هاجر سليمان
ما لا تعلمونه يا سادة ان قطاع الكهرباء يعانى من تدهور كبير فى هذه المرحلة من عمر البلاد، ويبدو ذلك واضحاً من خلال القطوعات المستمرة للكهرباء صباحاً ومساءً دون مراعاة للتلاميذ الممتحنين ويستمر مسلسل القطوعات رغم ان الايام القادمة ستشهد امتحانات الاساس والشهادة السودانية، وهذا يثبت فشل القائمين على امر الكهرباء ومسؤولية انقطاع التيار الكهربائي تقع بصورة مباشرة على مدير الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء الذى يبدو انه فشل فشلاً ذريعاً فى ادارة المهام الموكلة اليه فاذا كان المدير امين عثمان ثبت فشله فى ادارة شركة التوزيع وتوفير الكهرباء واعمال الصيانة فكيف له ان ينجح فى ادارة شركتين، فبالاضافة لشركة التوزيع اوكلت اليه مهام ادارة شركة النقل عقب اقالة مديرها والاخيرة تعتبر شركة سيادية لا يقل دورها عن دور الوزارات السيادية، وكان الاجدى ان يعين لها مدير قادر على ادارتها بدلاً من اسناد المهمة لمن فشل فى توفير الكهرباء فى هذا الصيف .
ما لا تعلمونه ايها السادة اعضاء السيادى ومجلس الوزراء (البرهان) و(حميدتى) و(حمدوك) وبقية العقد الفريد فان التوليد المتاح حالياً لا يغطى (40-45%) من حاجة البلاد ويعتمد ذلك التوليد بصفة اساسية على التوليد المائي (مروى، عطبرة، ستيت والروصيرص) والمصيبة ان هنالك تدنياً فى منسوب المياه وبعد ايام قلائل سيصبح منسوب مياه النيل اقل من المناسيب المتوقعة وهذا سيقود لكارثة حقيقية وفشل فى توفير الكهرباء وبالتالى توقف عجلة الحياة فى السودان .
فى الاعوام السابقة كانت عمليات الصيانة لمحطات التوليد الحرارى وخطوط النقل وشبكة التوزيع تبدأ عقب توفير النقد الاجنبي والمحلي وطرح العطاءات للشركات المحلية والعالمية، ويبدأ كل هذا من سبتمبر وحتى منتصف فبراير من كل عام ويقف الوزير على اعمال الصيانة ويقوم بمراجعتها بنفسه استعداداً للصيف ورمضان والخريف القادم، الا انه هذا العام لم تتم أى اعمال صيانة واعتقد ان سبب احتراق احدى وحدات التوليد الحرارى ببحرى هو عدم الصيانة .
هل تعلمون ايها السادة ان محطة التوليد الحرارى ببحرى تعطلت كل ماكيناتها عدا ماكينة واحدة تنتج ما لا يتجاوز (30) ميقاواط ، هل تعلمون ايها السادة ان محطة قري الحرارية الان تعمل بنسبة 50% فقط نسبة لعدم توفر الوقود (الفيرنس والديزل) بجانب عدم الصيانة ، هل تعلمون اعزائي ان محطة ام دباكر مهددة بالخروج عن الخدمة بسبب تذمر الشريك الهندى الذى لم تسدد له المديونيات المطلوبة من حكومة السودان الشريك الهندى لمحطة ام دباكر فى موقف مماثل لموقف البارجة التركية ببورتسودان، والتى لم تسدد الحكومة ما عليها من مديونيات لها لذلك الشريك الهندى الان يلوح بفصل الخدمة ما لم تسدد له مديونياته بالله ده اسمو كلام، تبكوا وما عارفين الميت منو؟
نتساءل اين وزير الطاقة من كل الذى يحدث؟ سأجيب على هذا السؤال السيد الوزير مشغول وما فاضى يوفر ليكم كهرباء وحتى انه لا يكلف نفسه عبء الخروج للمواطنين فى مؤتمر صحفى لتوضيح الحقائق وترك الامر لمحمد وداعة يصرح عن الكهرباء بس قولو لى يصرح بصفتو شنو الوزير بالانابة ؟ ام المهندس المسؤول؟ ام بصفته الحزبية ؟ وحتى التصريحات التى صرح بها باهتة وأقل ما توصف بها انها تصريحات (فطيرة) لم يوضح من خلالها ما يحدث .
أين الصيانة التى كانت تبدأ كل عام فى اغسطس وتشكل لها لجنة عليا برئاسة الوزير نفسه لماذا لم تجرِ هذا العام ما الذى حدث واين اموال الصيانة ؟ بالمناسبة الكهرباء هى المؤسسة ذات الايرادات الاضخم على مستوى السودان فاين تذهب تلك الاموال سنحدثكم لاحقاً فتابعونا..