اخبار السودان لحظة بلحظة

حمدوك مالو؟

محمد عبد الماجد
(1)
الأكيد أن (لجان التحقيق) المتعددة التي تم إطلاقها في قضايا مختلفة سوف تزيد لجنة جديدة بعد المحاولة الإرهابية الفاشلة لاغتيال السيد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك.
أتمنى أن لا تقبر القضية في (لجنة تحقيق) أخرى – هذه الامور الممتدة الآجال غير مجدية لعلاج مثل هذه الجرائم والازمات.
ماذا وجدنا من لجنة التحقيق في مجزرة فض الاعتصام؟.
ماذا عن لجنة التحقيق في تمرد هيئة العمليات في جهاز الامن والمخابرات؟.
لا شيء – مع ذلك سوف نضيف لتلك اللجان لجنة اخرى وهي لجنة التحقيق في محاولة اغتيال رئيس الوزراء.
الفرق بين الحكومة الانتقالية او حكومة الثورة والحكومات الاخرى بما في ذلك الحكومة الديمقراطية المنتخبة – ان حكومات الثورة ذات خطوات سريعة وعملية لا تتبع فيها تلك الطرق الروتينية التي تتم في الاوضاع العادية.
إن لم تفعّل حكومة الثورة وضع (الحسم) فلن تبارح الازمات مكانها – وسوف نصل الى تلك النهايات التي وصلت الجرأة فيها لمحاولة اغتيال حمدوك.
(2)
قلت لاذاعة هلا اف ام 96 التي فتحت برمجتها امس لتغطية هذا الحدث – علينا ان نبحث عن (الاسلوب) الذي اتبع امس في محاولة اغتيال حمدوك– هو مع انه اسلوب دخيل علينا– إلّا انه ارتبط بمذاهب التعصب الديني وللحركات الاسلامية (المتشدّدة) تجارب في هذا المجال – ليس بعيداً عن ذلك اغتيال الرئيس المصري انور السادات في منصة احتفاله بثورة اكتوبر ومحاولة اغتيال حسني مبارك في اديس ابابا، الى جانب محاولات اخرى نجح بعضها في مناحي مختلفة من مناطق العالم، كان السبب الرئيس فيها هو التشدد والتعصب الديني.
من (الاسلوب) يمكن ان تعرف المجرم.
كذلك علينا ان نقف عند الدعوة للفوضى والتي ظل النظام البائد يهدد بها، حتى وهو في الحكم ويعتبر ان بديله الرسمي هو شيوع الفوضى في البلاد.
علينا ألا ننسى فلترق كل الدماء.
(3)
بعض المشككين في الجريمة خرجوا يروجون بحيل شتى ان محاولة اغتيال حمدوك (مسرحية)– وقد نسي هؤلاء ان عهد (المسرحيات) قد ولى– هذا الشعب العظيم لن تستطيع حكومة ان تضحك عليه مرة اخرى– مهما بلغت حبكة مسرحياتها.
نقول ذلك ليس ثقة في الحكومة الانتقالية ولكن ثقة في الشعب السوداني– من ثم ان كانت الحكومة الانتقالية تفكر بهذه الصورة وتبلغ ذلك البعد في التخطيط والتدبير لما وصلت الاوضاع لما وصلت له الآن… على الاقل جرعة (التخدير) كانت سوف تكون اكبر.
حمدوك لا يحتاج لمثل هذه الوسيلة من اجل لفت الانظار اليه او استدرار العطف نحوه– لا احد يمكن ان يعرض نفسه للخطر من اجل ان يلفت الانظار اليه… لم يكن حمدوك يمشي في ممر (رومانسي)، ولا كان في منصة حديث (عاطفي)، حتى يبحث عن لفت الانظار.
ما جدوى ان تُلفت الانظار لجثة هامدة؟.
اما اذا كانت تلك الطريقة يمكن ان تنشل السودان من الازمات الاقتصادية التي هو فيها الان، فان ذلك يبقى مدعاة لأن نقول لحمدوك بالصوت العالي، وبكل فخر وكل اعزاز (شكراً حمدوك) وهو يضحي بنفسه حتى ينسى الشعب ازماته الاقتصادية.
(4)
الوصول لنتيجة في هذه القضية يجب ان يسبقه الوصول لنتائج اخرى– جاءت بنفس الاسلوب.
ماذا تم في لجان تحقيق استشهاد الزبير محمد صالح النائب الاول في حكومة الانقاذ؟.
وماذا حدث في لجان تحقيق رحيل ابراهيم شمس الدين وابو قصيصة وارك طون ودكتور مجذوب الخليفة؟.
ما هي نتيجة التحقيق في سقوط طائرة الدكتور جون قرنق؟.
أنتم تفضحون انفسكم الآن عندما تردون محاولة اغتيال حمدوك الى (مآرب) اخرى تقصدها الحكومة الانتقالية وحاضنتها (الحرية والتغيير).
هل كانت تلك الاغتيالات التي حدثت في عهد الانقاذ (مسرحيات) او (مؤامرات) داخلية او (ربكات) يقصد بها ان يصرفوا الشعب والاعلام الى مناح اخرى.
(5)
بغم /
التأييد والتعاطف والسند الذي وجده حمدوك بعد احداث الامس يؤكد ان محاولة اغتيال حمدوك كانت اغتيالاً حقيقياً للدولة العميقة.
غداً نعود ونكتب إن شاءالله عن آلية معالجة الازمات الاقتصادية برئاسة حميدتي، الذي تسبب هذا الحدث في تأجيل حديثنا عنها.
وحمدوك مالو؟.

اترك رد