اخبار السودان لحظة بلحظة

عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا لـ(الانتباهة): محاولة التفجير تمت عبر سيارة مفخخة فُجِّرت عن بُعد

حاورته بالهاتف من موسكو: ندى محمد أحمد
على حين غرة تطايرات الأنباء التي تحدث عن انفجار قوي نواحي سجن كوبر، وسرعان ما تناثرت المعلومات عن محاولة لاغتيال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بالقرب من نفق كوبري كوبر، وهي الحادثة الأولى من نوعها في تاريخ الحركة السياسية السودانية، التي يباهي السودانيون بخلوها من مثل هذا السلوك العنيف، وللوقوف على تفاصيل هذه المحاولة وأبعادها استنطقت (الانتباهة) عضو المجلس السيادي الفريق ياسر العطا، عبر الهاتف من مقر إقامته بالعاصمة الروسية موسكو، التي قصدها طلباً للعلاج، وقد تماثل للشفاء.. تالياً أحيلكم إلى تفاصيل المقابلة..
] بداية كيف تبدو لك عملية التفجير التي تعرّض لها موكب رئيس الوزراء صباح اليوم ؟
أولاً لا داعي للانزعاج، هو حادث تفجير تم من خلال عربة مفخخة، حسب التحريات الاولية التي ظهرت، فهي عربة مفخخة موقعها جوار الحديقة شرق كوبري كوبر، وتشتمل على نظام التفجير من بعد، واثناء مرور موكب رئيس مجلس الوزراء، وبعد مرور عربة الحراسة الامامية تم التفجير، لكن عربته مصفحة، ولا توجد اي خسائر بشرية، فقط اصابات طفيفة لا تذكر، لبعض السيارات المصاحبة للموكب، وليس للاشخاص، فكل الطاقم البشري المصاحب لموكب رئيس الوزراء سليم ومعافى، ولا توجد اضرار كبيرة على الاطلاق، وقد تم اخذ هذا الامر بمأخذ الجد، فهي اول ظاهرة من نوعها على مر التاريخ السوداني، فالسودان في حركته ومسيرته السياسية كان معافى، من عمليات الاغتيال والتفجيرات، وكان العمل السياسي محكوماً بقيم التعامل بشرف، وبالقيم الانسانية، وقيم الشعب السودانية السمحة، وحتى مسيرة الحركة الاجتماعية السودانية مهما كانت الاشكالات التي تعتريها، كانت تمضي بقيم النزاهة والشرف والامانة والعفة والتسامح.
] هل يهدف التفجير لاغتيال رئيس الوزراء ؟
بالتأكيد .. سيارة مفخخة يتم تفجيرها امام موكب رئيس الوزراء، بالتأكيد الهدف هو اغتيال رئيس الوزراء .
] ما هي طبيعة موكب رئيس الوزراء ووجود سيارته ضمن موكبه ؟
طبيعة الموكب تكون حسب الحالة الامنية، فلست متأكداً على وجه التحديد، لكن الاجراءات الكلية في الدولة هي التي تمنع الإرهاب، لكن عدد العربات التي امام او خلف سيارة رئيس الوزراء اثناء سير موكبه لا تأثير لها في الحالة الامنية، لكن اجمالي العمل الامني في الدولة ككل، وبين كل الاجهزة الامنية والخطة الامنية، هي التي تقلل من تأثير الإرهاب العالمي داخل الدولة .
] هل يفيد هذا الحادث أن هناك خللاً في حماية رئيس مجلس الوزراء ؟
لا نستطيع ان نقول هو خلل في حماية رئيس مجلس الوزراء، لان الحادث يمكن ان يحدث لرئيس مجلس السيادة او نائبه، او لاي من اعضاء مجلس السيادة ومجلس الوزراء، او الاعضاء الفاعلين في التحالف الحاكم .
] هل نتوقع تشديد الحماية لرئيس الوزراء وقيادات وأعضاء مجلسي السيادة والوزراء ؟
لا اقول تشديد، انما ستكون هناك يقظة اكثر، وإحكام للخطة الامنية بوجه عام داخل الدولة، من المنافذ والمعابر، التي يتم الدخول عبرها للبلاد، والإجراءات، والتفتيش ونقاط السيطرة في البلاد، والدوريات الليلية، حتى نطمئن لاحباط اي مخطط، لاي خلايا، سواء قدمت من الخارج او خلايا محلية، ومن ثم يتم تفكيكها، وعقب ذلك تعود الحالة الامنية إلى وضعها الطبيعي .
] ما هي الجهة المسؤولة عن حماية رئيس الوزراء ؟
لكِ ان تسألي مكتب رئيس الوزراء .
] ظلت الساحة السياسية السودانية معافاة من الاغتيالات السياسة فما الذي تغير اليوم ؟
يعود ذلك للظواهر الدخيلة في المنطقة والاقليم من حولنا، الانفلاتات الامنية في العالم والاقليم، فضلاً عن ظاهرة الارهاب العالمية، وبالتأكيد لكل ذلك تأثيراته على كل المجتمعات في العالم، لكن نحن في السودان بطبيعتنا وبالجهود الحثيثة، عبر الخطط التي يضعها الان الاخوة في مجلس الامن والدفاع الذين دخلوا في اجتماع من حوالي ثلث الساعة، حتماً سيضعون من الضوابط والخطط الكفيلة التي تحد وتحظر من مثل هذه الظواهر الدخيلة إن شاء الله، والمدبرين لهذا الامر يعلمون تماماً ان العنف يولد مزيداً من العنف، كما سيقابلون بمثل هذا العنف .
] هل المدبرون من داخل السودان أم من الخارج كمخابرات دولية على سبيل المثال ؟
لا يزال الوقت مبكراً للرد على هذا السؤال، لكن تم القبض على بعض الافراد في منطقة الحادث، وهناك التحريات والادلة الجنائية وكل الاجهزة الامنية الان تعمل، وان شاء الله سيصلون لحقيقة الامر .
] ما هي طبيعة التفجير الذي حدث للموكب ؟
هي عبارة عن متفجرات في سيارة متوقفة، وعندما يمر الموكب يتم تفجيرها عن بعد، وهذا ما حدث .
] وأين تتوفر مثل هذه المتفجرات إقليمياً أو دولياً ؟
موجودة في كل دول الاقليم، وموجودة في كل دول العالم.
] هل ترجّح أن يكون التدبير للتفجير داخلياً أم خارجياً ؟
لا تزال التحريات جارية، ويصعب الجزم بتصنيف التدبير ما اذا كان داخلياً او خارجياً، لكن دائماً نجد ان الإرهاب العالمي يرتبط بنظام عالمي، تدعمه خلايا داخلية، حتى ولو كانت هذه الخلايا اجنبية، ولكن بالتأكيد تجد العون من بعض الخلايا في الداخل، فالنفوس المريضة كثيرة .
] هل يمكن القول إن محاولة الاغتيال تتبع للخلايا الإرهابية التي ألقت السلطات القبض عليها مؤخراً ؟
التحقيقات لم تصل لذلك حتى الان، لكن تقديراتي الشخصية ان الارهاب كله مرتبط ببعضه البعض .
] ثمة تفسير يفيد أن القصد من الحادث زعزعة الأمن، تمهيداً لانقضاض المكون العسكري على السلطة ؟
المكون العسكري لا يريد سلطة، المكون العسكري يريد حماية ثورة هذا الشعب، ووجوده في السلطة فقط لحماية ثورة الشعب، إلى ان يقوى عودها، وتمضي في طريق ترسيخ الديمقراطية، فنحن ليست لدينا اي رغبة او نوايا في الاستيلاء على السلطة إطلاقاً، ومهما حدث من انفلات امني، ونحن نرجو ان لا يحدث اي انفلات امني، فنحن نسعى لحماية الثورة، ومهما حدث سنمضي نحو الديمقراطية، وتنظيم انتخابات حرة نزيهة امينة ومعافاة، فضلاً عن حث الحكومة التنفيذية للمضي قدماً صوب معافاة الاقتصاد، كما سيدعم ويسهم معهم في هذا الاتجاه، ولكن مهما حدث فان المكون العسكري لن يستولي على السلطة، فالقوات المسلحة والمؤسسة العسكرية جميعاً، على قناعة تامة بان لا علاقة لها بالسلطة، ولن تسمح لاي احد بالاستيلاء على السلطة، فالسلطة للشعب فقط .
] حالياً ثمة تداول لاتهامات للإسلاميين وللشيوعيين باعتبارهم رافضين لقيادة المكون العسكري للآلية الاقتصادية.. ما رأيك ؟
استبعد ذلك، استبعد ان يكون المقابل لرفض الشيوعيين لقيادة المكون العسكري للآلية الاقتصادية هو محاولة اغتيال رئيس الوزراء، فهذا امر غير صحيح في تقديري الشخصي .
] وماذا عن الإسلاميين ؟
استبعد ذلك من الإسلاميين الذين نعرفهم في السودان، انما قد يكون إرهاباً وتطرفاً إسلامياً خارجياً، قد يجد بعض النفوس المريضة في الداخل، التي قد تتعامل معه او تمهد وتسهل له الامر، او تكفل له حماية ما او تغطية ما .
] ما هي الغاية من محاولة اغتيال رئيس الوزراء ؟
الغاية خلق بلبلة في السودان، وانهيار الدولة، وحدوث اقتتال داخلي، مثلما حدث في ليبيا وسوريا واليمن.
] ما الغاية من ذلك كله ؟
الغاية هي انهيار الدول العربية، ومن ثم إعادة صياغتها بحيث تكفل وتحقق مكتسبات للعالم الاخر بطبيعة الحال .
] من لديه المصلحة في ذلك ؟
كل العالم لديه مصلحة في انهيار الدول الضعيفة وإعادة تقسيمها لدويلات صغيرة مفككة، حتى تسهل السيطرة عليها .
] ما الذي تحتاجه الفترة الانتقالية حالياً ؟
تعافي الدولة واستقرارها، يتطلب ان تتكامل القوى السياسية مع القوى الامنية والعسكرية مع القوة الاقتصادية والقوى الاجتماعية والعلمية والتكنولوجية والثقافية، بحيث تتضافر كل تلك القوى الحيوية، وتكون يداً واحدة لتتجاوز التحديات التي تواجه البلاد، وتمضي وفق خطط معينة، للوصول لغايات محددة، فنحن الان في مرحلة تقتضي ضرروة توحد كل قوى الدولة والشعب السوداني، العسكرية والامنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في اتجاه وحدة متجانسة، تمضي على نهج متفق عليه، لتجاوز هذه التحديات، وقد نواجه صعوبات في تحقيق هذه الغاية، ولكن بالتأكيد وفي وقت قريب ستتضافر كل هذه القوى، لنمضي بالسودان للإمام .

اترك رد