اخبار السودان لحظة بلحظة

تأمين القيادات .. هل هناك ثغرات؟

الخرطوم: مشاعر أحمد

ألقت حادثة محاولة اغتيال رئيس الوزراء، دكتور عبد الله حمدوك، الضوء على تأمين الشخصيات الدستورية المهمة، ووضعت تساؤلات عما إذا كان هناك ثمة ثغرات تتعلق في تأمين تحركاتهم ومقرات إقامتهم وفرق تأمينهم.

ماذا حدث؟

وقعت الحادثة عند الساعة التاسعة والخمس دقائق من صباح الأمس (الإثنين) أثناء مرور موكب رئيس الوزراء بضاحية بري من موقع سكنه بحي كافوري متجها نحو مقر عمله بمجلس الوزراء الخرطوم .

ويقول الفريق أمن حنفي عبدالله لـ(السوداني) إن عملية محاولة الاغتيال دخيلة على السودان ولم تتكرر ومن الواضح أنها مدبرة لإرباك المرحلة
الانتقالية، موضحاً ان الأجهزة الأمنية بها شقان للترتيبات والتأمين.
وأكد ان ما يتم الآن يتم في إطار حسن النية بحكم ان مثل هذه الحوادث بعيدة عن الخلق السوداني، ومن الواضح لم يتم تمشيط للشارع ومتابعة جيدة
للموكب، مضيفاً ان ما يتم في تأمين المسؤولين عبارة عن إجراءات أولية فقط وهو سيارة واحدة للحماية ودراجة نارية في مقدمة الموكب .

وطالب حنفي بإعادة النظر في مواكب القيادات من ناحية التمشيط الأمني قبل مرور الموكب وسرية حركة القيادات واختيار الطرق جيداً وتأمينها،

مطالبا بإعادة النظر في مواكب القيادات والتمشيط الأمني قبل مرور الموكب وألا يتم استخدام طريق واحد يوميا مع سرية في الحركة.
وعزا أمر ضعف التأمين للأجهزة الأمنية نفسها لأنه شابها نوع من التشويه مما أضعف روحها المعنوية ، مضيفاً انه لابد من هيكلتها لكن يجب ألا يؤثر ذلك على قيامها بدورها في التأمين وفي كشف الشبكات الإجرامية وموقع وجود الأسلحة، بإعطائها سلطات ولو محدودة حتى تقوم بعمليات استباقية للكشف عن مثل هذه الأشياء من إنذار مبكر خاصة ان الفترة الانتقالية تواجهها تحديات كبيرة.

و نوه حنفي الى إيجاد دور للأجهزة الأمنية بصورة معقولة بعيداً عن الهياج السياسي، والا تقلل هيكلتها من وجودها الأساسي وإعطائها الثقة حتى لا تحدث فوضى خلاقة، ويجب أن يؤدوا دورهم في الحماية دون المساس بالحريات.

هناك ثغرة
ولم تشهد البلاد أحداثا مماثلة طوال تاريخها الحديث سوى اغتيالات لشخصيات أجنبية في الخرطوم مثل حادثة اغتيال المعارض العراقي مهدي الحكيم امام فندق الهيلتون بالخرطوم، وكذلك اغتيال السفير السعودي في الخرطوم عبد الله الملحوق بواسطة مجموعة أيلول الاسود.

ويضيف نائب رئيس المراسم الأسبق مجدي عبد العزيز لـ(السوداني) أن حادثة امس بها ثغرة أمنية، لأنه لم يحدث مسح أمني للشارع لكشف المتفجرات، منوها الى أن هناك طريقة الكترونية تكشف وجود المتفجرات وكذلك بعض الرجال لديهم مهارة ذاتية في كشف مثل هذه الحوادث. و شدد عبد العزيز على أنه من ناحية سكنية فإن رئيس الوزراء يسكن في حي فيه بيوت الدبلوماسيين وحكوميين وبه تأمين عالٍ وهناك شرطة لحماية البعثات، منوها الى أن المسؤولين الحكوميين يفضلون السكن في مواقع عادية مما يوقع العبء على طاقم التأمين.

وأوضح عبدالعزيز أن توفير التأمين للشخصيات المسؤولة يكون بالتنسيق مع عدد من الوحدات حتى يعبر الموكب من المنزل وحتى مقر العمل، وتأمين الطرق يكون لتأمين المسؤول وفي نفس الوقت لا يضيق على المواطنين.

وكشف مجدي عن ان هناك نظما الكترونية للتأمين فيها أجهزة قطع في حال وجود عبوة ناسفة او متفجرات بالريموت كنترول على موكب تعطلها فوراً، وذلك يلاحظ على تأمين الرؤساء في العالم بحيث أنهم يتواجدون في تجمعات بدون رجال أمن حولهم ولكن يكون التأمين كبيرا جداً من ناحية الكترونية او وجود قناصة ومناظير للتغطيات الأمنية.

وأضاف: أن عملية التأمين معقدة جداً وتقع على قائد الفرق الأمنية ومتاح له كافة الاتصالات مع كافة القوات للتأمين. يمكن أن يحدث.
اللواء أمين مجذوب يكشف في حديثه لـ(السوداني) الى أن التحقيقات الأولية عن عربة آكسنت كانت بالقرب من الكوبرى وان الجناة كانوا يتتبعون سير

الموكب لعدة أيام لان الاستهداف كان للسيارة في الوسط، كما أن التفجير تم بواسطة ريموت كنترول.

وأضاف أن تأمين المسؤولين يقع على جهاز المخابرات، لذلك يتم التأمين بطرق حديثه جداً في القرب والبعد، لكن من يريد أن يوقع حدثا إرهابيا يعرف تمامًا كيف يختار الزمان والمكان، موضحاً ان ما حدث بالأمس في الطريق العام يمكن أن يحدث لأي موكب آخر.
ونوه مجذوب الى أن الحادث فيها ثغرة امنية، ولكنها تعد غريبة ويعتبر نهجا جديدا وعلى الجهات الأمنية ان تتبع نهجا جديدا في التأمين ، لأن البلاد
تتعرض لتحديات أمنية .
وأضاف أن المسؤولين لديهم حساسية من السكن الحكومي وأغلبهم يفضلون السكن في منازلهم العادية لذلك يتم التأمين في السكن المخصص.

اترك رد