أعدها: المثنى عبدالقادر الفحل
حتى ظهر أمس (الأحد) بلغت إحصائيات بحسب المرصد الروسي لفيروس كورونا أو (كوفيد-19)، بلغت (107.353) إصابة توفي منهم (3646) بينما تعافى (60.558) في دول قارات العالم، ويأتي ذلك في وقت اتسع فيه نطاق تفشي فيروس كورونا بعد أن كانت بؤرة التفشي محصورة في إقليم هوبي بوسط الصين، حيث باتت هناك عدة بؤر إصابة حول العالم، بينها كوريا الجنوبية، وشمالي إيطاليا، وإيران، وتخشى منظمة الصحة العالمية أن تكون الإصابات الجديدة غير مرتبطة ببؤرة الإصابة الأولى في مدينة ووهان الصينية، وزاد عدد الدول التي سجلت حالات إصابة بين مواطنيها عن الثلاثين، بينها عدد من الدول العربية، أبرزها الكويت وسلطنة عمان والعراق ولبنان والبحرين والسعودية ومصر، وما زال عدد الإصابات يتصاعد بشكل مضطرد في ظل عدم التوصل إلى علاج للمصابين أو لقاح يحمي الأصحاء من الإصابة، واكتفت دول العالم الثالث التي تعاني من أنظمة صحية ضعيفة بالاستعداد للفيروس بالكمامات والإمكانيات التقليدية وإجراءات الحجر وإغلاق المنافذ وتعليق الدراسة والرحلات الجوية، وخلال هذه السطور نكشف النقاب عن المراحل التي وصلها الفيروس ولماذا لم تضع حكومات العالم خطة موحدة لمكافحته بعد أن تمكنت الصين من علاج أكثر من (60) ألفاً من مواطنيها وأغلقت مستشفى (ووهان) الشهير الذي اُنشئ في 10 أيام بؤرة الإصابة وودع الأطباء هناك المصابين:
رعب جديد..الصحة العالمية: لا دليل على اختفاء الفيروس في الصيف
صرح خبير بارز بمنظمة الصحة العالمية، بأنه لا يوجد دليل على أن فيروس (كوفيد-19) سيختفي مع فصل الصيف، حاثاً الدول على مكافحة الفيروس الجديد بشكل حاسم في المرحلة الحالية، وقال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية مايكل ريان في مؤتمر صحافي: لا نعرف حتى الآن ما هو نشاط أو سلوك الفيروس في ظروف مناخية مختلفة، محذراً من الافتراض بأن الفيروس سيختفي بمفرده في الصيف مثل الانفلونزا. وأضاف علينا أن نفترض أن الفيروس سيستمر في امتلاك القدرة على الانتشار. وإلى جانب ذلك، شدد ريان على أن المرض يمكن أن يظهر في أي مكان على هذا الكوكب، وعلى سبيل المثال، ظهر فيروس إيبولا في أفريقيا في كثير من الأحيان، في حين ظهر آخر وباء لإنفلونزا (إتش1 إن1) في أمريكا الشمالية. ودعا الدول والمجتمعات إلى تجنب ثقافة اللوم وبذل كل ما يلزم لإنقاذ الأرواح.
(77) دولة حول العالم مصابة بفيروس كورونا
تمكن فيروس كورونا من دخول (77) دولة حول العالم، ولم تسجل اكثر من 106 دول حول العالم دخول الفيروس إليها من بينها، 45 دولة في أفريقيا و17 دولة في آسيا و22 دولة في أوروبا و22 دولة في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية ودول الكاريبي لم تصِبها ضربات فيروس كورونا، وفي أفريقيا، سجلت 9 دول فقط من أصل 54 إصابات بالفيروس، كما بلغ عدد الدول التي سجلت إصابات بفيروس كورونا في قارة آسيا حتى الآن 31، وبلغ عدد الدول الآسيوية التي لم تسجل إصابات 17 دولة، أما في أوروبا بلغ عدد الدول التي سجلت إصابات بفيروس كورونا حتى الآن 26 والتي لم تسجل إصابات كورونا المستجد حتى الآن 22 دولة، أما قارتا أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، فتضمان 33 دولة باستثناء عدد من الجزر، وبلغ عدد الدول التي سُجل فيها إصابات بفيروس كورونا المستجد حتى الآن 11 دولة بينما بلغ عدد الدول التي لم يسجل فيه إصابات حتى الآن 22 دولة جميعها تقع في أمريكا الجنوبية وجزر الكاريبي.
أبرز الأوبئة التي ضربت العالم وقتلت الملايين
في الواقع أن فيروس كورونا هو الحلقة الأخيرة في سلسلة من الأوبئة التي ضربت العالم وذهب ضحيتها الملايين من البشر أبرزها:-
الطاعون الأنطوني
في عام 165 ميلادية تم تسجيل الطاعون الأنطوني، وقال المؤرخ الروماني كاسيوس ديو إن هذا الوباء تسبب في وفاة ما لا يقل عن ألفي شخص يومياً حينئذ.
طاعون جستنيان
انتشر في كافة أنحاء الإمبراطورية البيزنطية في آسيا وأفريقيا وأوروبا بين عامي 541 و 542، وتشير الوثائق إلى أن هذا الوباء ظهر أولاً في مصر وانتقل إلى القسطنطينية حيث كانت الإمبراطورية البيزنطية تحصل على احتياجاتها من الحبوب من مصر.
الطاعون الأسود
شهدت أوروبا عامي 1348 و 1349 ما عرف باسم الطاعون الأسود الذي أسفر عن مقتل نحو 20 مليون شخص.
طاعون لندن العظيم
شهدت العاصمة البريطانية عامي 1665 و 1666 ما عرف باسم طاعون لندن العظيم والذي وصلها قادماً من هولندا الذي تجاوز عدد ضحاياه الـ100 ألف شخص وهو ربع عدد سكان المدينة.
الحمى الصفراء
انتشر وباء الحمى الصفراء بمنطقة فيلادلفيا الأمريكية عام 1793 وتسبب في مقتل حوالي خمسة وأربعين ألف شخص.
الطاعون العظيم
في عام 1720 ضرب مدينة مارسيليا الفرنسية الطاعون العظيم الذي قتل في أيام 100 ألف شخص أيضاً.
الكوليرا
في عام 1820 فتكت الكوليرا بالكثيرين في جنوب شرق آسيا وبلغ عدد الضحايا أكثر من 100 ألف شخص.
طاعون منشوريا
انتشر بين سنة 1910 وسنة 1911 في منطقة منشوريا في الصين وقتل حوالي 60 ألف شخص.
الإنفلونزا الإسبانية
في عام 1918 اجتاح وباء الإنفلونزا الإسبانية العالم، وقد أودى بحياة ما يتراوح بين 40 و 50 مليون شخص، ووفقاً لدراسة نشرتها بي بي سي عام 2018 كان عدد الضحايا كبيراً لأنه في عام 1918، كانت الفيروسات لا تزال حديثة الاكتشاف.
الإنفلونزا الآسيوية
ظهر الوباء في الصين بين عامي 1957 و 1958 وانتشر في سنغافورة وهونغ كونغ ثم الولايات المتحدة وكان عدد الضحايا كبيراً.
الإيدز
في عام 1976 ظهر في الكنغو وانتشر في مختلف أنحاء العالم، وقد بلغ عدد المصابين حوالي 36 مليوناً.
إنفلونزا الخنازير
انتشر وباء إنفلونزا الخنازير في عام 2009، وقد اكتشف أولاً بالمكسيك في أبريل من ذلك العام، قبل أن ينتشر في عدد من دول العالم.
إيبولا
في ديسمبر 2013، ظهر هذا الوباء في غينيا وانتشر إلى ليبيريا وسيراليون المجاورتين، توفي حوالي 6 آلاف شخص بسببه.
كورونا
في عام 2020 ضرب العالم فيروس كورونا الذي ظهر بمدينة ووهان الصينية وقد تجاوز عدد الضحايا في الصين حتى الآن 2700 شخص في ما وصل عدد الضحايا خارج الصين 48 شخصاً.
علماء: كورونا يمكن أن يعيش لـ(9) أيام
ينتشر الفيروس الجديد من عائلة فيروسات كورونا بسرعة حول العالم، ويقول مسؤولون أمريكيون في مجال الصحة إنهم يعملون بدأب على معرفة كم من الوقت يمكن للفيروس البقاء على الأسطح سعياً لفهم مخاطر العدوى على نحو أفضل. واستناداً إلى ما هو معروف عن فيروسات كورونا المشابهة، يقول خبراء في الأمراض إن الفيروس الجديد كوفيد-19 ينتشر بالأساس بين البشر عن طريق السعال أو العطس، كما أن ملامسة براز شخص مصاب يمكن أيضاً أن تنقل العدوى. وتقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنه من الممكن أن يصاب المرء بالفيروس إذا لمس سطحاً أو جسما ملوثاً بالفيروس ثم لمس فمه أو أنفه أو عينيه. وبتحليل 22 دراسة سابقة لفيروسات كورونا مشابهة، ومن بينها التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، خلصت نتائج نشرتها دورية عدوى المستشفيات على الإنترنت، إلى أن فيروسات كورونا البشرية يمكن أن تظل معدية على الأسطح الجامدة وفي ظل درجة حرارة الغرفة لمدة تسعة أيام. لكن من الممكن جعل هذه الفيروسات غير نشطة سريعاً باستخدام المواد المطهرة الشائعة، كما أنها يمكن أن تتلاشى في ظل درجات الحرارة الأعلى.
فيروس كورونا.. الإعلام الروسي يشير لـ(المؤامرة الأمريكية)
أصبح تفشي فيروس كورونا في الصين مادة خصبة لنشر معلومات مغلوطة ونظريات مؤامرة عبر الانترنت حول العالم، لكن في روسيا، انتقل هذه اللغط إلى أحد أبرز البرامج التليفزيونية، وتركز سردية الإعلام الروسي على نقطة واحدة بشكل متكرر، وهي أن النخب السياسية الغربية، خاصة الأمريكية، تقف وراء هذا الوباء، ووصل الأمر بالقناة الحكومية الأولى، أحد أبرز القنوات التلفزيونية، تخصيص فقرة ثابتة لتناول المؤامرة الغربية بشأن فيروس كورونا، في برنامج الأخبار المسائي، وأحد أبرز المبالغات التي عرضها البرنامج مؤخراً هو أن كلمة كورونا التي تعني التاج باللغتين اللاتينية والروسية، تشي بضلوع دونالد ترامب في الأمر بطريقة أو بأخرى، وجاء في التقرير الذي عُرض بعد ذلك أن نظرية الشبه بين شكل الفيروس والتاج غريبة، ويقول أحد الخبراء خلال التقرير إن سلالة فيروس كورونا الصيني مخلّق صناعياً، وإن المخابرات الأمريكية وكبرى شركات الأدوية تقف وراء ذلك، ويكرر التقرير ادعاءات قديمة وزائفة سبق أن نشرها الكرملين مفادها أن الولايات المتحدة كانت تدير مختبراً في جورجيا، حيث كانت تختبر أسلحة بيولوجية على البشر، ويشير البرنامج إلى أن هدف شركات الأدوية هو تحقيق أرباح هائلة من اللقاحات ضد الفيروس، أو في حالة المؤسسات الأمريكية يكون الهدف هو إضعاف الاقتصاد الصيني ومن ثم إضعاف المنافس الجيوسياسي.
العالم العربي.. أكثر من 130 إصابة في 9 دول مختلفة
تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا 130 حالة، في 9 دول عربية، وغالبية المصابين قادمون من إيران، أو على علاقة بقادمين من إيران، وأعلنت وزارة الصحة العامة في قطر، أن الفحوصات الطبية كشفت عن إصابة حالتين إضافيتين بفيروس كورونا (كوفيد-2019) تعود لمواطنين قطريين من ضمن الذين تم إجلاؤهم على متن طائرة خاصة من إيران في 27 فبراير الماضي، لتصل الحالات إلى 15 حالة. وكشفت وزارة الصحة العامة في لبنان، امس (الأحد)، عن تسجيل ثلاث حالات جديدة مثبتة مخبرياً مصابة بفيروس كورونا الجديد، ليصبح العدد الإجمالي للمصابين عشرة، وأعلنت وزارة الصحة الكويتية عن حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا الجديد مرتبطة بالسفر إلى إيران، ليصبح إجمالي عدد الإصابات في البلاد 46 حالة، ،بدورها أعلنت جامعة الدول العربية، إرجاء القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في الجزائر، إلى أجل لا يتجاوز نهاية يونيو، بدلاً من موعد مبدئي كان مقرراً في نهاية مارس الحالي؛ بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا، بينما أكدت مصادر في وزارة الصحة المصرية، امس (الأحد)، نقل حالتين مشتبه في إصابتهما بفيروس كورونا إلى مستشفى النجيلة بمحافظة مرسى مطروح في سيارة إسعاف ذاتية التعقيم، لعزلهما لمدة 14 يوماً، بينما أعلنت السلطات عن تأكد وجود 45 إصابة جديدة بفيروس كورونا على متن باخرة سياحية في النيل كانت متجهة من أسوان إلى مدينة الأقصر جنوبي البلاد.
وسجل العراق 56 حالة إصابة مؤكدة، فضلاً عن 4 حالات في كركوك لأسرة عادت من إيران، وكشف وزير الصحة في سلطنة عُمان، أن عدد الأشخاص في الحجر المؤسسي والمنزلي بلغ 1320 شخصاً، وإحدى الحالات المصابة تماثلت للشفاء، وسجلت الإمارات 45 حالة إصابة منذ 28 يناير الماضي، وكان أحدثها لمواطن بحريني عائد من إيران، وفي السعودية أعلنت وزارة الصحة السعودية تسجيل حالتين جديدتين مصابتين بفيروس كورونا ليبلغ إجمالي عدد الإصابات المسجلة في المملكة 7 حالات.
كيف يستفاد من تجربة الصين لمواجهة كورونا الجديد؟
بعد اندلاع فيروس كورونا الجديد، ورغم التأخر في البداية في التعامل مع الحالات الأولى من جانب الحكومة المحلية، اتخذت الحكومة المركزية الصينية إجراءات غير مسبوقة لوقف انتشار الفيروس، وأغلقت مدينة ووهان، مركز تفشي الفيروس ويبلغ عدد سكانها أكثر من 10 ملايين نسمة، وعززت الضوابط، وبنت المستشفيات، وحشدت العاملين في المجال الطبي، وشاركت المعلومات مع منظمة الصحة العالمية، وبدأت الأبحاث حول لقاح فعال، الإجراءات التي اتخذتها الصين في الوقت المناسب للتعامل مع الفيروس، لم تحسن الآفاق داخل الصين فحسب، بل أعطت بعض الوقت لباقي العالم للرد، واستخدمت الصين في ذلك اولاً المسؤولية الفردية تجاه الآخرين من أفراد عائلتك ومجتمعك، بالاضافة الى الوحدة والتعاون باعتبار ان الكل في قارب واحد، ولا بد من الوحدة والتعاون، لأن أحداً لن يستفيد لو انتشر الفيروس، وموقفك السليم لن يحافظ على بلدنا فقط، بل سيساعد في المكافحة العالمية للوباء، إنه أمر في مصلحتك ومصلحة الوطن ومصلحة العالم في آن واحد، بجانب ان الصين استغلت تحدي الفيروس كفرصة لإظهار الوحدة وإظهار الصبر والتضامن، حيث هناك من يتحدث عن فوضوية السلوكيات وإن البعض غير مستعدين لمواجهة ذلك الفيروس، ولكن باظهار الصبر والتضامن والثقة الكبيرة يمكن إبهار العالم بدروس إنسانية جديدة، بالتالي فإن التحرك باتجاه مجالات كهذه يساعد كثيراً في تنظيم حركة الناس وخصوصاً في أوقات صعبة مثل انتشار الأوبئة. وكل هذه القطاعات يمكن أن تكتسب قوة دفع قوية من إدخال تقنية الجيل الخامس في البلاد المختلفة، والتي يمكن أن تفيد أيضاً في إدارة الصحة العامة مثل القيادة عن بعد وإدارة البيانات الضخمة وروبوتات الوقاية من الأوبئة وقياس الحرارة بالأشعة تحت الحمراء، وكله من أجل بناء وحماية مجتمع عالمي ذي مستقبل مشترك للبشرية جمعاء.