بقلم: محمد عبدالماجد
(1)
ــ نشطت في الايام الماضية حركة نقدية واسعة لحكومة حمدوك ــ الامر كان اشبه بالحملة الاعلامية الواسعة، استغلالاً للاوضاع الاقتصادية المتردية، بعد ان فقدت الحكومة حصانتها (الثورية) التى كانت تشكّل لها الحماية والغلاف الواقي من تلك (المآرب) التى عاد نشاطها الآن وظهرت جرأتها.
كلهم التقوا في هدف واحد ــ هو فشل حكومة حمدوك.
محاولة اشاعة (الاحباط) ــ والتحدث بتلك اللغة التى تدعو للفوضى في المنابر الاعلامية المختلفة والمؤتمرات الصحفية، يمكن ان تؤدي نتائجها الى كوارث كبيرة.
معالجة مرض خطير مثل (السرطان) قبل ان يكون بالجرعات الكيميائية هو بالارادة القوية وعدم الانهيار والاحباط.
لن تنفعك الف جرعة ان كانت (نفسياتك) منهارة.
الصمود والتفاؤل ــ هو الطريق الصحيح للشفاء.. الادوية لا تجدي بدون الايمان والقناعة والأمل.
مذيعة قناة النيل الازرق في برنامجها الصباحي عندما هاتفها احد المشاهدين معترضاً على الاخبار (المحبطة) التى تقدمها تلك المذيعة في ساعات الصباح، مارت وهاجت ولم تعجبها ملاحظة المشاهد، وكان ردها عليه تأكيداً للاحباط، ليظهر الاحباط كأنه امر مرتب ومخطط له، اذ لا يوجد في الدنيا احد يمكن ان يدافع عن (الاحباط) ــ حتى لو كانت الاخبار تدعو لذلك.
الاحباط الحقيقي تجسّد في ذلك الرد الذي قدمته (بسمات) لمشاهدي قناة النيل الازرق ــ من عجائب التناقضات ان اسمها (بسمات) وتتحدث بكل ذلك (الاحباط)!!… فهي ليس لها من اسمها شيء.
] ليس مهمة الاجهزة الاعلامية (توريث) الاحباط ــ وانما الدعوة للتفاؤل والامل، لأن الانتصارات لا تحقق في وجود (الاحباط)… خاصة في برنامج منوعات صباحي.
] ما قدمته مذيعة قناة النيل الازرق هو اختصار لما يحدث الآن ــ خاصة ان اغلب الذين يروجون للاحباط ويتوقفون عند تلك الازمات الاقتصادية، يقصدون من ذلك التمهيد لعودة النظام البائد او على الاقل الحنين اليه.
] كلهم قلوبهم ليست مع الثورة.
] الذين لا يعجبهم الوضع الآن، فقط هم الذين كانوا ينتمون للنظام السابق او كانوا يستفيدون منه.. لذلك يجب ان تكون هناك مصدات (شعبية) تقاوم تلك (الفيروسات) التى تبدأ صغيرة ثم تكبر.
(2)
] عندما نتحدث عن (الدولة العميقة) ــ لا نقصد بذلك (الحوسبة) التى تنظر بها لجان ازالة التمكين، وانما نقصد بها ذلك (الشعور) الذي ينمو ويتكاثر فقط في تلك الاجواء استهدافاً للأزمات وتربحاً منها وترويجاً لها.
] مخططات المؤتمر الوطني الظاهرة، بما في ذلك الانقلابات العسكرية، لا خوف منها ــ وانما الخوف من (الدولة العميقة)، في تسللها بذلك الشكل غير المحسوس لإشاعة (الاحباط).
] يمكن أن تكون هناك انتقادات بناءة للحكومة الانتقالية ــ هذا امر مطلوب وهو شيء قامت من اجله الثورة ــ لكن الانتقادات التى تكون من اجل الاعاقة واشاعة الفوضى والاحباط غير مرحب بها ــ مع تأكيدنا أن (الدولة العميقة) كامنة في كثير من الأجهزة الحكومية والشرطية والاعلامية، وقد يكون بعضها في (الحكومة الانتقالية) نفسها من اجل صناعة تلك (الازمات) او ترجيح كفة على حساب كفة.
] الدولة العميقة في ذلك (الاحباط) ــ في الفساد والاستسهال.. فكل من لا يملك روح الثورة ويدعو لها (دولة عميقة)، حتى لو كان يجلس في بيته مكتوفاً.
(3)
] النظام البائد قبل سقوطه كان يراهن على (الفوضى)، وان يحمل كل مواطن سوداني (بقجته) على رأسه اذا سقط نظام البشير.
] بعد ان سقط النظام عادوا يعزفون على وتر (الدين)، فخرجت زواحفهم واعلنوا عن نصرة للشريعة الإسلامية التى لم يكن لها وجود طوال فترة حكمهم، ولم نشاهد لهم حمية إلّا في علاوة الزوجة الثانية.
] قصدوا ان تتفاقم الازمات وان تحدث الانفلاتات بعد الثورة، ومثلما اسقطهم صف الرغيف وصف البنزين سوف يسقط غيرهم.
] احتمل الشعب السوداني تلك الازمات في جلد وهو فرح بثورته، فاتجهوا الى اشاعة (الاحباط) بتلك الصورة التى يتحركون بها في جوانب مختلفة، حتى تكتمل الصورة ويفقد الشعب الثقة في حكومة حمدوك.
] إذا نظر الناس الى عجز العالم كله بكل الامكانات ومع كل التطور عن مكافحة فيروس (كورونا) او التغلب عليه، سوف يعرفون ان التغلب على تلك الازمات التى خلفها النظام السابق مهما كانت قوة الحكومة الانتقالية، أمر صعب مثل فيروس (كورونا).
] لا نقول انه أمر مستحيل ــ لكن للتغلب على (فيروس الدولة العميقة) ومقاومة الازمات الاقتصادية التى خلفها النظام البائد نحتاج لعامل الوقت الى جانب الارادة القوية التى لا يطولها (الاحباط).
] السعودية اوقفت مناسك العمرة واصبحت الصلاة في صحن الكعبة امراً غير متاح، ومنعت الصلاة في محيط الكعبة بسبب فيروس (كورونا).
] دول الخليج ودول اوروبا والولايات المتحدة الامريكية بكل قوتها وامكاناتها يهزمها الآن فيروس (كورونا).
] سوف ننتصر على ذلك الفيروس لا نشك في ذلك ــ لكن التغلب عليه الآن أمر في غاية الصعوبة.
] كل ما تستطيع ان تفعله للوقاية من (كورونا) ان تغسل يدك جيداً ــ وهذا بالطبع هو كل ما تستطيع ان تفعله الحكومة الانتقالية الآن.
] فيروس (كورونا) مثل فيروس الدولة العميقة ــ لن نتغلب عليه سريعاً ــ فهذه الازمات لن نهزمها إلّا بالصبر والجلد.
(4)
] بغم/
] لا تعتقدوا أنكم سوف تصلون للنجاح ــ دون المرور بتلك (الأزمات).
] ثورتنا الآن لن تكون ضد الحكومة الانتقالية ــ ثورتنا الآن ضد الإحباط والفشل والانهيار.. وكل هذه الاشياء تمثلها (الدولة العميقة).
The post فيروس (كورونا) وفيروس الدولة العميقة!! appeared first on الانتباهة أون لاين.