هندسة الفوضى
sidiqothman@hotmail.com
في مرحلة ما تحتاج الى التغاضي، عن سفه التطرف الذي يغرس خناجره المسمومة في خصر الوطن، من الذين يبحثون عن نصر شخصي، يلفظ الوطن ويستعدي مواطنيه، الذين هم خاصته اهله.. وابناءه وجاره وابن وطنه. . وفي مرحلة ما تحتاج ايضاً.. الى التغاضي عن الحب المترف للوطن، الذي يجعلك تتغاضى عن أخطاء الفاعلين من صانعي القرار، والذين نحسن الظن بأنهم يريدون نصرا للوطن من خلال ثورة (القرن)؟!
حسناً فعلت لجنة التفكيك، حينما أعلنت مراجعة كشف الإقالة الذي طال عدد من الدبلوماسيين، وكان نائب رئيس اللجنة قد صرح قائلاً: (انهم لا يخجلون من مراجعة أي قرار خاطئ)، وكشف عن تواصله مع أحد الدبلوماسيين لإعادته للخدمة، بعد تصاعد الاحتجاجات من قبل بعض الدبلوماسيين بتهمة الانتماء للعهد (البائد) وكثر اللقط حول تعديلات حدثت في كشف الإقالة.
يقول السفير جمال محمد إبراهيم تحت عنوان (التمكين.. صُوَرُ طافتْ بِذْهِنِي)، ملخصاً تجربة يندى لها الجبين تلحق العار؟!بصانعيه.
قائلاً:(ما الذي طاف بذهني وأنا أنصت لقرارات لجنة إزالة التمكين عن وزارة الخارجية …؟! رأيتُ مثلما يرى النائم مُعلّمي الذي درسني اللغة والأدب الإنجليزي في مدرستي الثانوية، محمد عثمان بابكر، التحق دبلوماسياً بوزارة الخارجية. عدت في أواخر الثمانينات لأراه يغادر الوزارة ممسكاً بخطاب ليس فيه غير سطرين يتيمين: (بهذا قد تقرر إحالتكم إلى الصالح العام. .) ! شاربه الكث ،أكسبه لقبا أطلقه عليه أبناء دفعته في الجامعة: “ستالين”. وقد كتم معلمي غيظه للظلم الفادح، أسلم الروح وغادر الفانية بداء القلب. قَتله “الإنقاذيون” بدمٍ بارد.. (انتهى)..
وحتى تتكرر مأساة (الإنقاذ)!! أورد اليكم رسالة أحد (المتظلمين) من قرار التفكيك الأخير، (الذي اعرفه معرفة تامة)
وإن قدر لي الاستمرار في وظيفتي كنت سأمثل بلادي عبر الحكومة الحالية والتي تليها والتي تأتي بعدها، فهذا هو الوصف الوظيفي للدبلوماسي كموظف في الخدمة المدنية. Diplomats represent their countries through the government of the day
ومعلومة أخيرة أنني كنت ضمن قلة قليلة من الدبلوماسيين الذين أصدروا بيانًا يدعو للتغيير ولكن لم يجد حظه من النشر الكافي في زحمة البيانات.