اخبار السودان اليوم

عثمان ميرغني يكتب: ديوان الضرائب.. بعد الثورة

الضرائب وحدة من أهم أدوات الدولة الإيرادية لكنها في السودان تحظى بأكبر قدر من الإحساس العام كونها من سياط الحكومة التي يتحملها الناس كرهاً ويبذلون كل مافي وسعهم للتهرب منها، بل وهو الأخطر أنَّ التهرب من الضرائب لا يدخل في باب العار الوطني ولا حتى العيب، فهل آن الأوان في عهد الثورة والدولة الجديدة أن يتغير رأي المجتمع في الضرائب، وبالضرورة أن يتغير رأي الضرائب في المجتمع.

قبل أيام التقيت بالأمين العام الجديد لديوان الضرائب السيد فتح الرحمن جاويش، وكان محور الحوار هو بالتحديد الوجه الحديث للضرائب الذي يمكن أن يغير حالة الإحساس الشعبي، من كونها واجباً فرضاً محفوفاً بالمكاره والكراهية إلى استحقاق وطني، يجلب الفخر لمن يؤديه والعار المجتمعي لمن يتهرب .

لفت نظري استيعاب أمين عام الضرائب لهذه القضية من زاويتين الأولى الإطارية الشاملة والثانية التفصيلية العملية، بعبارة أخرى على مستوى الماكرو وعلى مستوى المايكرو، وبصراحة قلما أجد مسؤولاً حكومياً رفيعاً قادراً على الجمع بين الاثنتين الشمول والتفصيل، ولهذا ساورني إحساس بأنه ربما أكبر من المنصب من الزاوية التي تعالج معضلات الاقتصاد الكلي لا الوجه الإيرادي المحدود .

ودون التوغل في تفاصيل الحوار الذي استغرق أكثر من ساعتين فإنَّ المهمة التي يتركز عليها اهتمام الأمين العام لديوان الضرائب تنقسم إلى محورين، الأول تطوير آليات الضرائب والثاني توسيع القاعدة الضريبية ليس بالمعالجة الإجرائية وحدها، بل والنفسية بتغيير الصورة النمطية للضرائب في المجتمع السوداني، حتى تصبح ثقافة مجتمعية تقترب من التطوع الذاتي في أدائها .

في تقديري أنَّ نظرة السيد جاويش تتوافق مع روح سودان الثورة، فالأوطان لا تبنى بالشعارات والهتافات والعواطف الجياشة وحدها، والتغيير الذي تهدف إليه الثورة لا بد أن يبدأ من هنا الحقوق والواجبات الوطنية تتساوى مع المطالب .

في تقديري السيد جاويش يستحق الدعم والمؤازرة من الجميع.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة التيار

Exit mobile version