الخرطوم: الانتباهة أون لاين
وجه رئيس تحرير صحيفة ألوان الأستاذ حسين خوجلي رسالة مهمة إلى رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك. وقال حسين في مقال تم تداوله على نطاق واسع على وسائط التواصل الاجتماعي: (النكتة السودانية مثل الاغنية السودانية لها أغوار وأسرار ودلالات ومن لطائف المسموع أن مجموعة من اهلنا الرباطاب كانت لهم مزرعة تسقى من النيل مباشرة وكانوا يغالبون وطاة الشمس والكدح والعرق بالكثير من التعليقات الساخرة والكوميديا الطازجة التي يفترعونها أثناء العمل الشاق، وفي ضحى إحدى الايام والشمس تضربهم بقسوة أقبل عليهم إبن سبيل يحمل على ظهره جرابه الناحل وقد بدا عليه رهق الطريق ووعثاء السفر, فسلم عليهم فرحبوا به أيما ترحاب ودلوه على موضع قدح الافطار تحت شجرة اللبخ الظليلة وطلبوا منه ان يبدأ وسيلحقوا به. لم يصدق الرجل الجائع المرهق وبدأ الاكل في لهفة ونهم, فلما انتهوا من نوبة العمل غسلوا أيديهم ولحقوا به ممنين انفسهم بفكة ريق مقنعة، ولكن هالهم أن الرجل كاد أن يقضي على محتويات القدح لوحده فنظروا إلى بعضهم في عجب وإستغراب ونظرات ذات مغازي ونالوا قليلا من الطعام واستمسكوا بكثير من الصبر الجميل. نهض الرجل بعد أن شرب (قرعتين من الماء القراح) وقال مستفسرا: (انتو يا جماعة الخير عطبرة بعيدة من هنا؟) فوجدها الرباطابي سانحة (ليفش غبينته) فرد ساخرا: النصيحة لي الله عطبرة بعيدة .. إلا كان مشيك متل اكلك ده في حزتك بتصل).
عندما إستمعت البارحة لإفادة لجنة التمكين وهي تتلمظ بأسماء ضحايا مجزرة الخارجية كنت قبلها حالما حين منيت نفسي بسماع خبر مفرح عن إنفراج تاريخي في الخبز والوقود وإستعادة ثلاثة وستين مليار دولار من حساب قارون الاسطوري، ولكن كانت فجيعتي الشخصية وفجيعة الشعب السوداني مزلزلة حيث تواصل مخطط الحقد الطبقي والتصفية، فقد ابعد اليسار أكثر من مائة دبلوماسي مؤهل وأحل محلهم آخرين من كوادرهم بعيدا عن أبناء السودان المستقلين المحايدين من اصحاب الكفاءات، كانما خلق السودان لكي تتقاذفه أبدا ثارات اليسار واليمين.
وبيت القصيد هو برقيتنا في بريد رئيس الوزراء:
عزيزي حمدوك .. إن كان طحينك مثل تمكينك فإن دامعة الصفوف سوف تنافس رائعة الدفوف لعثمان مصطفى (ماضي الذكريات) أو (مات الهوى) لابو عفان)!.
حسين خوجلي
The post السودان: صحافي يوجه رسالة مهمة إلى حمدوك: (ليت طحينك مثل تمكينك)! appeared first on الانتباهة أون لاين.