اخبار السودان لحظة بلحظة

شكراً شتاينمايروك!!

محمد عبد الماجد
(1)
نحن من قوم اذا شعروا بالراحة والامان للضيف عندما يزورهم ، ويدخل بيوتهم – اكرموه بان جعلوه واحداً منهم – يشبههم ويحمل ملامحهم ، حتى لو كانت عيونه (خدر) وكلامه (عجمي)، لأن التشابه هنا في (الدواخل) – ولعل ذلك ما دفع محجوب شريف يكتب (يا فارسنا ويا حارسنا) – حينما كان الاندهاش بمايو وهي تأتي بشعارات فاضلة وكريمة – تنفصل عنها دائماً الحكومات الشمولية والعسكرية بعد ذلك ان جاءت عبر الانقلاب العسكري.
محجوب شريف تكرماً منه ابتدع ذلك المقطع الذي اصبح من ابجديات (الترحيب) بيننا اذا كانت هناك الفة ومودة (جيتنا وفيك ملامحنا)، باعتبار ان العبارة اثبات حالة تفضّل وتكرّم… ونشعر انك تقول لنا باللغة الالمانية (      Mir geht es sehr gut).
ثقة في (الالمان) نحن نحمل تقديراً خاصاً للمرسيدس ونود بشكل كبير الفولكس فاجن.
في ثقافتنا (مايكل شوماخر) و(اوليفر كان) حتى امثالنا الشعبية فيها المثل الالماني الذي يقول (القمح والعمل الصالح لا ينبتان إلا في أرض طيبةِ) وهو افضل ما نقوله للرئيس الالماني وهو يفتح باب الاستثمارات الالمانية في السودان.
المفك او الزردية اذا كانت (المانية) – يكون عندنا لها (تقدير خاص).
الآن نحن في حاجة ان نكرم الرئيس الالماني (فرانك فالتر شتاينماير) بما كان يبتكره محجوب شريف في مثل هذه المواقف.
نحن نقول للرئيس الالماني ما قاله محجوب شريف، وعندما نقدم ما يقوله محجوب شريف فان ذلك يبقى اقصى غاية الجود– اذ لا نتداول كلمات محجوب شريف إلّا في المواقف الجلل.
نقول لفرانك فالتر شتاينماير (حبابك ما غريب الدار..وماك لي حقنا الودار..كنا زمن نفتش ليك..وجيتنا الليلة كايسنا).
اظن اننا عندما نتجاوز كل المسافات ونتعدى كل الفواصل ونقول للرئيس الالماني (جيتنا وفيك ملامحنا) نؤكد معزتنا له– ونحن اهل فخر بسمرتنا وسودانيتنا وهي تحتفظ بكل تفاصيلها وما فيها من (حرم ويمين وهيع وعلي الطلاق).
وليس عندنا افضل من ملاح (ام شعيفة) او (مواصة) روب او (قنانة) لبن لنكرم بها الرئيس الالماني وهو يحط برحله في الخرطوم.
(2)
عند عبدالرحمن الابنودي (مرافعة) اخرى – يدور رحاها في جانب اخر – لا يختلف كثيراً عن الجانب الذي تحدثنا فيه عند محجوب شريف.
حوار الخال الابنودي مع خالته يدور بتلك الصراحة التى تعتبر طابعاً لاهل  الريف : (حلوة مرتك .. وعويلاتك ؟..وإلّا شبهنا ؟…سميتهم ايه؟…قالولي : ( أية .. ونور).. ماعرفتش تجيب لك حتة واد ؟…والا اقولك: يعني اللي جبناهم….نفعونا في الدنيا بإيه ؟).
وهذا شيء لا يبعد كثيراً عن (الملامح) التى قلنا تجمع بيننا وبين الرئيس الالماني من فرط ترحيبنا به.
القلوب اذا توالفت تشابهت.
ان تحدثنا عن قصيدة الابنودي (يامنة) لا يمكن ان نتجاوز عقاد الحكمة فيها، عندما يفتح للموت : (اول ما يجيك الموت … افتح..اول ما ينادي عليك .. اجلح..انت الكسبان….اوعى تحسبها احساب…ولا واد .. ولا بت…ده زمن .. يوم ما يصدق .. كداب!!…سيبها لهم بالحال والمال وانفد…اوعى تبص وراك…الورث تراب…وحيطان الايام طين…وعيالك .. بيك مش بيك عايشين!!).
ونحن بحمد الله بالمانيا ومن غير المانيا.
بامريكا ومن غير امريكا.
عايشين.
(3)
النظرة لزيارة الرئيس الالماني فرانك فالتر شتاينماير للسودان، تبعد عن المكاسب (المادية) وتعلو عليها. ننتظر من زيارة الرئيس الالماني ان تخرجنا من (القوقعة) التي كان يحبسنا فيها النظام البائد.
كان الوطن سجناً كبيراً كما يقول ازهري محمد علي.
السودان دولة رائدة – والشعب السوداني شعب عظيم ومبتكر وهو اعظم من كل الشعوب.
موقعه دائماً في المقدمة حتى مع شعوب الدول العظمى… ولقد تأخرنا كثيراً بسبب النظام السابق.
(30) سنة اقعدتنا وحرمتنا من الركب ،توقفت فيها البعثات الخارجية وحرم الطلاب من فرص التعليم والتأهيل في الخارج – وقد كان للسودانيين وجود في الجامعات البريطانية والفرنسية والامريكية – حينما كانت كل تحركات الدول العربية والخليجية اليها تنحصر في زيارتها (سياحة). السودانيون كانوا يزورونها انداداً للخواجات – خبراء ونوابغ.
(4)
بغم/
باللغة التى ادخلها رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك في السياسة – وبفضل ثورة ديسمبر المجيدة التي علمتنا ان نقول (شكراً).
بنفس الصك نقول للرئيس الالماني شكراً فرانك فالتر شتاينماير.
ولنثبت ان الحالة واحدة نقول للرئيس الالماني شكراً شتاينمايروك!!

The post شكراً شتاينمايروك!! appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد