محمد أحمد الكباشي
(نحنا بلدنا بي خيراتا والبلد البتشبها ياتا) هذه حقيقة ذكرها الشاعر شمس الدين الخليفة وتغني بها العطبراوي وصارت اهزوجة تردد في المحافل الوطنية ولكن ماذا فعلنا نحن بهذه الخيرات التي حبانا بها الله ؟ اعود الى العنوان الذي يحمل اسم مدينتين بين الجنوب الى الشرق وكلاهما يتميز بانتاجية عالية من هذه الخيرات فمدينة طوكر ذات الارض البتول لم يجد مزارعوها هذه الايام بداً من ان يتخلصوا من منتج الطماطم الوفير واستخدامها لتكون علفاً للماشية بدلاً من ان تدر لهم عائداً مادياً يغطي كافة تكاليف الانتاج من بداية الزراعة انتهاءً بعملية الحصاد فالترحيل وكل هذه العمليات تكاليف وعلى حساب هذا المحصول بعد ان تدنى سعره الى الحضيض ووصل سعر الكيلو الى جنيهين فقط وهذا يعني أن المزارعين لم يجنوا غير خسارة فادحة بينما خسرت الدولة هي الاخرى منتجاً بامكان الجهات المختصة ان تؤسس للاستفادة منه في التصنيع وتشجيعاً للمزارع مع العلم ان الاتحاد الاوروبي ويا للاسف بادر بانشاء مصنع للصلصة بطوكر وصرف على هذا المشروع من العملة الصعبة وقدمها هدية من طبق ليستفيد الجميع بمن فيهم حكومة السودان حيث اكتملت عملية الانشاءات قبل اكثر من عشر سنوات ولكن ظل هذا المصنع عرضة للاهمال ودخل مرحلة الفشل قبل ان يعرف النجاح طريقه اليه وربما صار سكناً للقط والكلاب والخفافيش اليست هذه جريمة تستوجب محاكمة من تسبب فيها حكومة كانت ام ادارة مشروع طوكر على الهواء الطلق وامام اصحاب المصلحة واعني المزارعين وهم يدفعون ثمن الاهمال والفساد ويخرجون من المولد بلا حمص ان لم يكن كثيرون منهم مهدد بالسجن والغرامة.
وليس بعيداً عن النموذج الذي اشرت اليه حول اهدار محصول الطماطم هناك ايضاً في مدينة ابوجبيهة والتي اشتهرت هي الاخرى بانتاجية عالية من فاكهة المانجو يعاني المنتجون من سوء التسويق.
واذا كان المزارعون في طوكر يتخلصون من الطماطم لتكون غذاءً للاغنام فان فاكهة المانجو بابوجبيهة وبدلاً عن ادخالها المصانع لتكون عصيراً طازجاً بطريقة افضل من المنتجات المشابهة والمغشوشة بالاسواق الان والادعاء بانها فاكهة مانجو بدلاً عن ذلك فانها تذهب لتكون غذاءً للابقار نعم هكذا يلجأ منتجو المانجو لترك حصادهم بعد ان عجزت الجهات المختصة وهي كثيرة عن تشجيع اصحاب هذا القطاع بدءاً من كثرة الرسوم المفروضة عليهم مروراً برداءة الطرق وصعوبة الترحيل وارتفاع كلفته الى مواقع الاستهلاك بما يجعل هذه الفاكهة عرضة للتلف والتخلص منها كما اشرت بان تكون غذاءً للحيوان.
قطاع الاستثمار والصناعة بالبلاد يترك الموجود ويبحث عن المفقود فهل يكفي ان ينشط الاستثمار فقط ويقف عند محطة صناعة الطوب الاسمنتي والتي يديرها رجال اعمال اجانب.
اقول ان الامور برمتها داخل مشروع طوكر بحاجة لاعادة ترتيب بدءاً من الادارة التي اخذت تتفرج على تلال الطماطم كما انها عجزت عن تدوير ماكينات مصنع الاتحاد الاوروبي.
اما مدينة ابوجبيهة فهي بحاجة الى عقول استثمارية تعمل على الاستفادة من منتجاتها الضخمة من المانجو خاصة مع اقتراب انتهاء العمل في الطريق الدائر وتعهدات الحكومات المتعاقبة على ولاية جنوب كردفان بتوصيل الكهرباء القومية.
The post طماطم طوكر ومنقة أبوجبيهة appeared first on الانتباهة أون لاين.