اخبار السودان اليوم

داليا الياس تكتب: حصن الأمومة!

فلا تكتفي كأم بالتنديد بمثل هذه الحكايات.. ولا تستكيني لكونها ظواهر دخيلة وتظلين أبداً فى بحث دؤوب عن تفاسير ومبررات لما بات عليه سلوكنا الاجتماعى من تردٍّ, وما تكابده براءة أطفالنا من تعدٍّ.. فنحن أصحاب الدور الأبرز في توفير الحماية اللازمة لأطفالنا، وإن كان ذلك على حساب حريتهم وطفولتهم المنطلقة, فما جدوى الحرية التي نتشدق بها مع طفل فقد نقاءه وتلوثت ذاكرته بتجارب مريرة وذكريات حالكة السواد وحيرة دامية؟.. سيظل البعض يحتج على ما بتنا نمارسه مع أبنائنا من رقابة محكمة وملاحقة دائمة وتحجيم لدائرة نشاطهم وحركتهم.. وسيتهكمون على مخاوفنا وحرصنا البالغ ويتهموننا بدفع أبنائنا نحو الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية وإضعاف مناعتهم الاجتماعية وتقليص تجربتهم الحياتية وانفتاحهم على العالم… وليكن!

ولا يعنيني أن يستحيل ابني إلى صبي وديع ومسالم لا يجيد المشاجرة ولا يتقن لعب كرة القدم ولم تعركه حياة الشارع بالقدر الذي يشتد به عوده، فهذا الشارع لم يعد مصنعاً للرجال ولكن احتمالات الانكسار والضياع والانحراف به صارت أكبر, ولم يعد (البلي) هو اللعبة الأشهر فقد باتت العديد من الألعاب تمارس فيه علناً وتتحول لاحقاً إلى حِرف وطبيعة إنسانية ضد الطبيعة.

*تفقّدي أطفالك باستمرار.. وابحثي عن من هم أهل للثقة ليعينوك في رسالتك، ففي الغالب ستكونين أماً عاملة تسعى لتأمين مستقبلهم ولا يجوز أن يكون ذلك أبداً على حساب مستقبلهم أيضاً.

تابعيهم في المدرسة والروضة.. وعندما يقترب زمن عودتهم تفرغى لاستقبالهم واحرصي على جعلهم يسردون عليك تفاصيلهم اليومية بتلقائية تتحول لعادة دون أن تشعريهم بأنك تحققين معهم, لا داعي لخروجك للجيران أو الدكان أو (خت الحنة) في زمن تلك العودة, فكم من طفل عاد به (الترحيل) أدراجه لأنهم وجدوا الباب مغلقاً بسبب غيابك أو استسلامك للقيلولة أو إسترخائك لسطوة (الحنة).. كل ذلك (ملحوق) ولكن إحساسه بالغبن والضياع حينها لا يضاهى.. وإحساس معلمته بالحنق والاستنكار أيضاً غير مطلوب.

تلويح:

كوني واعية .. وصادقة.. وقوية .. واستميتى في الدفاع عن أطفالك بكل ما تمنحه لك الأمومة من حدس وطاقة….وتذكري أن أمومتك تلك أقوى أسلحتهم ضد مخاطر الحياة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة الصيحة

Exit mobile version