– عثمان…
– أسلوب الوصول إلى الاجتماع السري جداً كان مثيراً جداً.. ومساء الإثنين كان قادة حزب البعث يجعلون سياراتهم تتوقف بعيداً عن مكان الاجتماع
– وعدم تخلف أحد من القيادات كان يعني أن الاجتماع دقيق وله ظلال قادمة
– وبالدقة ذاتها كان السيد أبوراس/ الذي يرتدي بدلة دافئة/ يقدم تقريره
– بعده القيادي في حزب البعث عادل خلف الله يقدم تقريره
– والجدال الذي يمتد حتى صباح الثلاثاء أمس كان يطوف بكل شيء
– الشيوعي والحكومة والإسلاميين و..
– والنقاش يلتف ليصل إلى أنه
: لا بد من دعم استمرار الحكومة الحالية
– قطع الطريق على دعوة الأمة لانتخابات مبكرة
– المناقش الخمسيني يقول بصوت خافت
: الشيوعيون مستعجلون لتحقيق شعاراتهم
– والرجل الذي يعرف خطورة ما سوف يقول يطوف بعيونه من خلف نظارته ثم يقول
: موكبهم لإعادة المفصولين يغطى بدعوى إعادة الملازم صديق.. بينما الشيوعي في اجتماعاته قبل الموكب.. كان يخطط للضغط على الجيش حتى يعيد (كل) العسكريين الشيوعيين الذين اُبعدوا من الجيش منذ عام 1989
– أحدهم يقول هامساً: يخططون لشيء!!
– آخر يقول ساخراً دون أن يرفع رأسه
: الناس ديل ناسين أن الكيزان أولاد كلب.. عارفين كل حاجة؟
– والجملة كانت إشارة إلى أن القوات المسلحة / وفي رد غاضب على محاولة الاختراق/ تضطر لإخراج أوراق ضابط عندها.. لأول مرة
– اللقاء يقول إنه
: لا صدام مع الإسلاميين الآن.. ويجب دفع الشيوعي للصدام معهم
– الاعتراض كان يقول
: لا.. الصدام بين الإسلاميين والشيوعيين (يهز) الاستقرار الذي نريده
– النقاش بعدها يذهب إلى
أنه
:معروف أن الاتفاق هو أن يكمل الجزء العسكري عامين في السلطة.. والعام الأخير الذي يسبق الانتخابات تسلم السلطة فيه للمدنيين فقط..
– قالوا
: وفي العامين هذين لا بد من أن نطلق تجنيداً كثيفاً في العضوية (لعل المجتمعين هناك استعادوا في أذهانهم أن الشيوعيين والجمهوريين يطلقون الآن حملات تجنيد واسعة)
– وأن (جهة) ما تخصص مكافآت تبلغ ثلاثة آلاف جنيه لمن يجند عضواً جديداً
– ثم خمسمائة دولار لمن يجند أكثر من ذلك
– ولعل آخرين بين المجتمعين كانوا يتساءلون عن
: المال الضخم هذا إذن .. من أين؟
– ولعل الإجابة كانت عند آخرين هي
: المال تسكبه الجهة التي ظلت تدفع مبالغ هائلة للجماعات التي قامت بتغطية كل حائط في السودان في أضخم حملة في تاريخ السودان وغيره)
– اللقاء يذهب إلى ضرورة
: دعم حمدوك حتى يكتمل تدريب عضوية الحزب وهذا يستدعي الدفاع عن حمدوك بالحق والباطل.. ثم
– أن يتخذ الحزب سياسة من طبقتين
– طبقة تتماشى مع الشيوعي حتى لا يقع الصدام الذي يشوش على ما نريد حتى لو بلغ الأمر أن نصنع تحالفاً مرحلياً
– ثم طبقة داخلية تديرها مجموعة لا يعرفها إلا القيادات العليا للحزب
– وهمس جانبي يطلق ضرورة (شراء) إعلاميين ماهرين
– قالوا
: مسيرة الإسلاميين لدعم الجيش/ التي يكررون بها مسيرتهم الشهيرة عام 1988 لدعم الجيش/ كانوا يريدون بها بث الخوف عند حمدوك وعند الشيوعيين
قال الهمس الجانبي
: و.. ونجحوا
قال الحديث
: الإسلاميون مسيرتهم لم تكن تطلب أن تكون السلطة عند الجيش..
قال: لأن السلطة هي الآن عند الجيش بالفعل
قال اللقاء
: نحن أقرب إلى الناس من الشيوعي.. فشعار الحزب (أمة واحدة ذات رسالة خالدة) لا يستفز الناس مثلما يستفزهم شعار الشيوعيين
– اللقاء ينتهي بتشجيع التواصل مع (غواصات) الحزب في الأحزاب الأخرى (يسمونهم الجذور).. لأن الجذور عادة تخفي تحت الأرض)
– ولما كان لا بد من الحديث عن الأزمة الاقتصادية
فالحديث الأخير/ وفي نغمة من لا حيلة له/ يقول
:الأزمة تجعل اللقاء مع الإسلاميين شيئاً لا بديل له
– واللقاء الذي يشهده جميع قادة الحزب.. ينتهي في ساعات الفجر البارد.
– عثمان.. نحدثك عن لقاء الشيوعيين في الليل ذاته
– وعن (دفن الليل).. حتى نستطيع أن نحدثك عن ما يحدث في السودان الفترة القادمة.. وكيف.. ولماذا
The post السودان: إسحق أحمد فضل الله يكتب: دفن الليل (2) appeared first on الانتباهة أون لاين.