اخبار السودان اليوم

نمل السكر يغزو الدندر مجدداً!!

بقلم: أحمد يوسف التاي

لا أشُكُّ مُطلقاً في أن ذاكرة القارئ الكريم لاتزال تحتفظ بالعنوان المثير الذي اخترتُه لتحقيق أجريتُه قبل عامين حول اختفاء» 450 « جوال سُكر من حصة المواطنين بمنطقة الدندر، وقد جاء التحقيق الذي نشرتْه صحيفة (الصيحة) تحت عنوان «محلية الدندر.. نمل السكر يلْتَهِم «450 « جوالاً من سُكر المواطنين.. وهي القضية التي عُرفت بـ»نمل السكر» الشهيرة والتي غزت فضائيات العالم ووكالات الأنباء العالمية والصحف الأجنبية على حد السواء، والتي تناقلتها بنهم من باب الطرافة وذلك للإثارة التي حملها عنوان التحقيق قبل عامين..
الآن.. للأسف الشديد يتكرر ذات السيناريو وفي نفس المحلية وفي زمن التغيير وثورة الوعي ومحاربة الفساد والظلم، للأسف يتكرر السيناريو نفسه وبصورة أفظع وأقبح، حيث استلم عدد من تجار الجلود، والأواني المنزلية، وبعض «الأموات» وآخرين «خارج السودان» وآخرين بالخرطوم عدد ما يقارب ألفي جوال سُكر من حصلة مواطني المحلية لشهر فبراير الجاري، ولا أدري ما علاقة تجار الجلود بالسكر؟ نعم.. (2000) جوال ـ عبوة خمسين كيلو، استلموها من شركة السكر السودانية بمبلغ «2000 «جنيه للجوال على أن يتم بيعه للجمهور بمبلغ 2250 جنيهاً أي بهامش ربح 250 جنيهاً، إلا أن الأغلبية وقبل ضبطهم باعوه بالسوق الأسود بواقع 3200 للجوال..
المفارقة أن تجار الجلود، والأواني المنزلية، وتجار البصل والمحاصيل، دخلوا هذه المرة مضمار «اللُعبة» التي كشفتها لجان المقاومة بقوى الحرية والتغيير وضبطوا كل الكميات والآن لايزال التحري يجري مع « نمل السكر» الجديد الـ (فات الكُبار والقدرو)!، وسيتم استخراج كل السُكر من أي «جُحر» دخله.. والمفارقة الأكبر هذه المرة أن الاستلام تم بأسماء بعض «الأموات» و»المغتربين»!!..
في المرة الفائتة عندما كشفنا هذا التلاعب واخترنا له عنواناً مثيراً للفت الانتباه، قامت الدنيا ولم تقعد، واستُدعيتُ إلى جهاز الأمن للتحقيق معي حول هذا العنوان المثير بعد أن أصبح مادة للسخرية في القنوات الفضائية، وأجرت معي قناة أم درمان حواراً حول عناصر «الإثارة والمهنية»، إلا أن القناة سحبت الحوار من اليوتيوب خلال ساعات فقط، وتم اعتقال بعض المتهمين وفُتحت في مواجهتهم بلاغات تحت مواد خيانة الأمانة ـ لاحظ أنهم لم يخونوا أمانة ـ لكن مع ذلك كان ذلك هو الإجراء المقصود وتمت تبرئة المتهمين بحجة أنهم لم يخونوا أية أمانة، (طبعاً هم أصلاً لم يُؤتمنوا على السكر حتى تُقيّد في مواجهتهم تهمة خيانة الأمانة)، وهكذا اُسدل الستار عن القضية، ولو أن الأمر قوبل بالحسم والحزم واتباع الإجراءات والقنوات المعمول بها، لما تكرر هذا السيناريو في كل شهر.. الآن اُمهل «اللاعبون» الجدد أيام قليلة لإعادة السكر لأصحابه كما هو وبيعه بسعر 2500 جنيهاً..إلى حين ذلك الوقت سنتابع ونفيد.. الـلهم هذا قسمي في ما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الـله، وثق أنه يراك في كل حين.

The post نمل السكر يغزو الدندر مجدداً!! appeared first on الانتباهة أون لاين.

Exit mobile version