بقلم: محمد عبدالماجد
(1)
] جبّل الشعب السوداني وقام على احترامه لقوات الشعب المسلحة والشرطة، وليس هناك دليل لهذا الاحترام أكبر من أن كل (أطفالنا)، ونحن أيضاً عندما كنا صغاراً ونسأل: (عاوز تبقى شنو يا شاطر لمن تبقى كبير) ؟. كنا ومازال أي طفل من أطفالنا يقول: (عاوز أبقى ضابط)، دون تفصيل إن كانت تلك الأمنية لضابط في القوات المسلحة، أم في قوات الشرطة.
الذي يهمنا من ذلك، أن (البزة) العسكرية تجد عندنا الكثير من الاحترام والتقدير والحب.
] ورغم الفساد الذي ضرب تلك المؤسسات (العسكرية) الشامخة والسيادية في الثلاثين عاماً الماضية، والتفريغ والتجريد الممنهج لها في العهد البائد، إلّا أن الشعب السوداني يظل يحفظ تقديره لقوات الشعب المسلحة والشرطة، ويعرف أنهما مهما خرّب فيمها وأفسد، تبقيان مؤسستان شامختان، ويمكن الاعتماد عليهما والرجوع إليهما. وأوضح علامة على ذلك، أن الشعب السوداني في مدن السودان المختلفة عندما ضاقت به الحياة في العهد البائد، لم يجد غير (القوات المسلحة) ليلجأ إليها ويعصتم أمام قياداتها المسلحة.
] وفي كل الاشتباكات والمواكب التب كانت تخرج للشارع، كان الشعب لايثق إلّا في (الشرطة) والتي كان يطالب أن تكون هي التي تحرسه وتحميه وتتابع مواكبه، حتى أنه لم يهدأ للشعب بال، إلّا عندما أعاد الشرطة وأجهزتها للشارع لتحل مكان قوات أخرى.
] كان الشعب السوداني وهو أعزل يحتمي بالقوات المسلحة بأسلحتها الخفيفة والثقيلة، وهو يعلم أن ذلك الصرح العظيم قد تم تسيسه في العهد البائد، وأصبحت جُل قياداته -إلّا من رحم ربي- تنتمي لحزب المؤتمر الوطني الذي ثار الشعب السوداني ضده.
] أقول ذلك، لأني شعرت بالباشمهندس الطيب مصطفى قد ذهب في كتاباته أمس الى إشاعة شيء من (الفتنة) بين الشعب وقواته المسلحة، وكأنه يجرهم الى (حسم) ذلك الأمر على طريقة ما حدث في فض مجزرة الاعتصام، مع إيماني أن الطيب مصطفى يفعل ذلك دون أن يدري بمخاطر ما يشير إليه، ودون أن يقف في تأثير كلماته على نحو ما حدث من (مجزرة) في فض الاعتصام في آخر ليالي الشهر الفضيل.
(2)
] كتب الطيب مصطفى أمس في زفراته الحرى الآتي: (وهكذا يتحرك شياطين الأنس من الشيوعيين وواجهاتهم مثل تجمع المهنين والحركات المسلحة المتمردة لإضعاف القوات المسلحة السودانية والشرطة).ولا شياطين أخطر على السودان من مثل هذا القول، ولا إضعاف ولا هوان كان لقوات الشعب المسلحة والشرطة أكثر مما حدث لهما بصورة ممنهجة ومنظمة في العهد البائد.
] أقطع أن أكثر المؤسسات تضرراً من النظام البائد قوات الشعب المسلحة والشرطة، واللتان جردهما النظام البائد من كل صلاحياتهما وكاد أن يذهب بهيبتهما بعد أن لعب باستقلاليتهما وهو يسيس تلك المؤسسات ويجعل من شروط الالتحاق بهذه المؤسسات (التزكية) او التوصية التي تأتي من (كوز كبير) في البلد.
] النظام البائد هو الذي أفرغ قوات الشعب المسلحة والشرطة بأن جعل لهما مؤسسات مؤازية جعلت كل أدوار القوات المسلحة والشرطة تنحصر في (المهرجانات) الاستعراضية، عيد الاستقلال رغم الدور الكبير الذي تلعبه قوات الشعب المسلحة والشرطة في حفظ أراضي الوطن وتثيبت أركان استقراره وأمن شعبه.
(3)
] هيكلة القوات المسلحة أمر لا بد منه بعد أن عبث النظام السابق ولعب في أنسجة ومفاصل القوات المسلحة. من مصلحة البلاد ومصلحة القوات المسلحة نفسها، أن تظل بعيدة عن (السياسة) وذلك تقديراً للقوات المسلحة من (قذارات) السياسة التي يعرفها أهلها بأنها (لعبة قذرة).
] كذلك لا بد أن نقول إذا أردنا أن نستفيد من التجارب وأن نتعلم من الأيام، أن كل الحكومات الشمولية طلعت من لدن الحكومات العسكرية التي جاءت عبر الانقلابات العسكرية من رحم قوات الشعب المسلحة.
] لا نحب أن نكرر تجربة عبود او تجربة حكومة مايو او تجربة (30) عاماً من حكم انقلاب الإنقاذ للبلاد.
] لأجل ذلك يجب أن تتم هيلكة قوات الشعب المسلحة ليس لإبعاد (الكيزان) من ذلك الصرح الشامخ، وإنما لإبعاد كل الأجسام السياسية منه بما في ذلك الحزب الشيوعي السوداني وحزب البعث.
] الطيب مصطفى كتب مادحاً لرئيسة القضاء مولانا نعمات عبد الله وعلى حرصها على استقلالية القضاء وعدم تسيسه، وهذا شيء نجزم عليه بأن يكون كذلك في قوات الشعب المسلحة والشرطة. فقد جاءت ثورة ديسمبر المجيدة من أجل ذلك، وقد أكدت نعمات عبد الله ذلك . وهي قيادية (ثورية) لم تأتِ من كوكب المريخ، وإنما أتت من رحم ثورة ديسمبر المجيدة.
(4)
] بِغِم /
] هل ينتظر الطيب مصطفى أن يعاد (تمرد) هيئة العمليات في جهاز الأمن والمخابرات في وسط الخرطوم وقلبها من قبل بعض أجسام قوات الشعب المسلحة والشرطة، أم نتدراك ذلك قبل أن يطلق الرصاص؟!!.
The post والطيب مصطفى إذا زفر!! appeared first on الانتباهة أون لاين.