اخبار السودان لحظة بلحظة

استطلاعات (الانتباهة): ارتياح في جوبا لنتائج الوساطة السودانية بين سلفاكير ومشار

تقرير: ملوك ميوت

مطلب السلام في جنوب السودان هو الأولوية المطلقة خصوصاً في أعقاب التغيير الذي حدث في السودان وتشكيل الحكومة الانتقالية، حيث أكدت تحركاتها المتسارعة الخاصة لإحلال السلام الشامل لكل من السودان ودولة جنوب السودان نسبة للارتباط العضوي للأمن في البلدين. وكان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، قد أكد في منتصف يناير الماضي، بأن الخرطوم ملتزمة بالعمل على تحقيق السلام والاستقرار بدولة جنوب السودان، وشدد على حرص السودان على التعاون والتنسيق مع دول الجوار بصفته رئيس الدورة الحالية لمنظمة (الإيقاد ) لإعادة السلام لدولة الجنوب، تبقى تحديات السلام من أهم العناصر التي تلازم دولتي السودان وجنوب السودان.

نجاح المفاوضات
وحول هذا الخصوص، قال الفريق اول امن وليم الاريو رئيس حركة سانو الفيدرالية للوحدة الوطنية المعارضة بجنوب السودان، ان الحكومة السودانية الانتقالية دفعت بكل ثقلها لإنجاح مفاوضات جنوب السودان بشكل لافت استدعى انتباه الكثيرين حول دوافع الاهتمام وقال إن السبب الرئيس الذي دفع الحكومة السودانية الانتقالية للتوجه جنوبًا، هو الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد ما جعلها تلجأ للجنوب لتصدير النفط الوارد منه عبر الموانئ السودانية. الا ان مجهودات رئاسة الحكومة السودانية الانتقالية خلال الأيام الماضية بإشراف نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو، وُجهت بالكامل صوب حدوث اختراق لصالح ملف السلام بجنوب السودان لتحقيق مصلحة شعب الجنوب، وأضاف الاريو لقد سعت الحكومة السودانية الانتقالية ونجحت في تحقيق سلام شامل للاشقاء في جنوب السودان وهذا هو المهم.
الأزمة الاقتصادية
وأجمع عدد من المراقبين على أن تحرك السودان نحو إحداث اختراق في ملف السلام في جنوب السودان له دوافع اقتصادية قوية لمصلحة الجارتين ورأى القيادي عمر اسحق بالحركة الشعبية الحاكمة بجوبا، أن الحالة الاقتصادية المتردية في دولتي السودان وجنوب السودان أدت إلى نجاح المبادرة السودانية لتحقيق السلام في دولة جنوب السودان، وقال اسحق لـ(الانتباهة) الوضع الاقتصادي ضاغط في دولة جنوب السودان اكثر من السودان، والأزمات المتعاقبة أوضحت عمق الأزمة الاقتصادية خصوصاً في دولة جنوب السودان التي عندما تعاني اقتصادياً تعاني السودان ولو بعد حين، وأضاف ان السودان يتطلّع لعودة إنتاج النفط في دولة جنوب السودان ومن ثم تصديره والاستفادة من رسوم العبور عبر أراضيه.
عودة اللاجئين الجنوبيين
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي ادوار اندوقو لاكو، أن تدخل دولة السودان لإنهاء النزاع المسلح في جنوب السودان مسألة منطقية وطبيعية خاصة أن البلدين تجمعهما أكبر حدود مشتركة وتربطهما مصالح خاصة في التجارة الحدودية والنفط. وأشار لاكو في حديثه لـ(الانتباهة) إلى أن السودان يتطلّع للانتقال للاستثمار في الزراعة بدولة جنوب السودان بصورة أكبر، ولفت لاكو إلى قضية أخرى لها تأثير سلبي على اقتصاد وإمكانيات السودان الشحيحة تتمثل في أعداد اللاجئين الجنوبيين بالسودان، قائلًا الخرطوم تسعى أيضًا لتحقيق السلام في دولة جنوب السودان لتقليل أعداد اللاجئين الذين ضغطوا على الإمكانيات الشحيحة في السودان.
جذور المشكلة
من جانبه قال الجنرال مصطفى يوسف كبسور رئيس حركة الاصلاح والتنمية المعارضة بجنوب السودان، لقد لعب السودان دوراً مهماً في تحقيق السلام في دولة جنوب السودان، وذلك لالمام السودان بجذور وتفاصيل المشكلة السياسية في جنوب السودان حيث كانتا دولة واحدة ذات ميول فكرية وثقافية متقاربة، اضافة الى الثقة التي وجدتها حكومة جنوب السودان في الحكومة الانتقالية بعد سقوط الدكتاتور عمر البشير، اضافة الى حيادية الحكومة الانتقالية الواضح في ايجاد الحل النهائي لهذه المشكلة التي كانت حكومة البشير تتماطل فيها بالتوسط والحيادية، بل كانت تحاول استخدامها ككرت ضغط لحكومة جوبا في ذاك الوقت، واشار كبسور ان للسودان فرصة كبيرة لتمثيل دور رجل السلام على مستوى القارة الافريقية، واكد كبسور ان الحكومة الانتقالية في السودان تسير بنفس خطوات حكومة رئيس الوزراء الاثيوبي آبي احمد الذي نال جائزة نوبل للسلام، ونتمنى ان ينعم السودانان بكل امن ورفاهية حتى يلتفتا نحو التنمية الحقيقة المستدامة.
السودان وسيط موثوق
من جانبه قال اقوك ماكور القيادي البارز في الحركة الشعبية المعارضة بقيادة رياك مشار، إن السودان في ظل الحكومة الانتقالية سعى بصورة حثيثة لتحسين صورته أمام المجتمع الدولي، وتقديم نفسه كوسيط موثوق ومحايد في أزمة جنوب السودان ولا يرعى الحركات المناوئة لحكومة جنوب السودان وكان صادقاً في كل خطواته، وأضاف ماكور السودان يريد إظهار نفسه كصانع للسلام ويحب الخير لجيرانه في الدول الأخرى ويضع نفسه في كفة مع الحكومة الاثيوبية بقيادة آبي احمد. ورأى ماكور أن مبادرة السودان لتحقيق السلام في جنوب السودان بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة سهلت التعامل مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وحتى إسرائيل، وخففت العقوبات المفروضة عليه. وطالما كانت خطوات السلام في السودان متعثرة، ولم تنجح الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو امبيكي في إحراز تقدم في مفاوضات السلام بين حكومة جنوب السودان والحركات المسلحة في المعارضة فما تمكن السودان من تحقيقه عجزت عنه جميع دول العالم، ويرجع ذلك للترابط التاريخي الذي ما زال يجري في عروق الشعبين.
هدية الشعبين
وعلى الرغم من رجوع الرئيس سلفاكير الى صوت العقل، الا انه سيرد الجميل بالاجمل ومهما تباعدت المسافات بين الحكومة الانتقالية السودانية وحركات الكفاح المسلح ستقترب في القريب العاجل وقال السفير تلار دينق، ان من اسباب المبادرة التي قامت بها الحكومة السودانية الانتقالية، خلق علاقات جيدة مع جنوب السودان حتى تقنع حركات الكفاح السودانية المسلحة بالدخول في العملية السلمية الجارية الان في جوبا، واضاف أن السودان يريد أيضاً تطبيع العلاقات مع جوبا، خاصة وأن حركات التمرد في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق لديها ارتباطات وثيقة بحكومة جنوب السودان، وهذا ما سيعجل ايضاً بتحقيق السلام الشامل في السودان قريباً، فالسلام الذي تحقق في جنوب السودان بفضل الحكومة السودانية الانتقالة يعتبر هدية من السماء للشعب الواحد في الدولتين.

The post استطلاعات (الانتباهة): ارتياح في جوبا لنتائج الوساطة السودانية بين سلفاكير ومشار appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد