على الرغم من الإعلان المستمر عن خطاب لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك بتلفزيون السودان، الا اننى لم أكن متحمسة لحضور الخطاب وكأننى كنت اعى تماماً ان القنبلة التى أنتظرها ليست سوى (بالونة) مليئة بالهواء، وبالفعل قد كان، كما توقعت انا، فكل الذى توقعه الشعب بان حمدوك سيستقيل او انه سيعلن اقالة وزراء حكومته والاتجاه لتصحيح مثار الثورة لم يكن سوى أضغاث أحلام ، ولم يقف الامر عند ذلك بل لمسنا الكثير من اخفاقات حمدوك وقراراته غير الموفقة فى قراره القاضى بتشكيل لجنة برئاسة النائب العام للتحقيق حول احداث يوم الخميس 20 فبراير المصاحبة لمليونية رد الجميل .
كان على حمدوك ان يشكل لجنة تضم عناصر من السيادى بجانب النائب العام واحد قيادات الشرطة لأن الخطأ الذى حدث فى ذلك اليوم ليس خطأ الشرطة فحسب حتى يتم تكليف النيابة بالتحرى وحدها ، فما لا تعلمونه اعزائي القراء والثوار والحقيقة الغائبة وراء احداث مليونية الخميس الماضى هى ان العنف الذى بدر من الشرطة ما كان سيحدث إن لم تكن هنالك موافقة وتعليمات مباشرة من قادة النيابة الذين رصدتهم الكاميرات ورصدتهم وشاهدتهم انا شخصياً متواجدين بأرض الحدث .
سادتى لن يجرؤ شرطى واحد على اطلاق قنبلة مسيلة للدموع الا باذن من النيابة ووقتها كان وكيل النيابة يصول ويجول ببزته الانيقة و(الكرفتة) الراقية التى كان يرتديها وكان وسط (الدارة) وكأنه عريس كان يشاهد الثوار الذين تجمهروا فى موكب ضخم، كان هنالك بعض الشباب قد حاولوا اجتياز السياج ونجحوا فى ازالة السياج الموضوع وهنا كان مربط الفرس لم تكن الشرطة لتجرؤ على فعل شيء الا باذن وكيل النيابة خاصة وان مدير شرطة الولاية وقتها لم يكن بالميدان وما لا تعلمونه اعزائي الثوار فان تعليمات الميدان هى تعليمات تقديرية تأتى من اعلى رتبة بالميدان حسب تقدير الموقف بالساحة، وكان اعلى رتبة موجودة فى ذلك اليوم هى النيابة اها شن قولكم، مدير شرطة الولاية ما عندو أى دخل فى العنف الذى حدث ولا تنسوا كيف تم تأمين المواكب السابقة وتم تأمينها بسلاسة ودونما اى صدام ولا تنسوا ان الشرطة هى اول جهة أعطت التعليمات لقواتها بعدم استخدام العنف مع الثوار ابان نهاية حكم الانقاذ ووقتها كانت تتصدى للمتظاهرين قوات اخرى لا علاقة لها بالشرطة آنذاك وكانت الشرطة أول جهة تبشر بالتغيير واعتقل عدد كبير من ضباط الشرطة الذين طالبوا بالتغيير وطالبوا البشير بالتنحي .
الخطأ الذى حدث سيطال ليس ضباط الشرطة المتواجدين بموقع الحدث فحسب بل حتى وكلاء النيابة الذين كانوا بالموقع وان كان هنالك لجنة للتحقيق يجب ان تخضع النيابة والشرطة للتحقيق كمتورطين وليس الشرطة لوحدها، أما فيما يتعلق بمن الذين يجب ان تتم اقالتهم من الشرطة فانتظرونى فى الايام القادمة سأحدثكم حديث العارف وسأخبركم من يستحق الاقالة فعلاً ومن هنا لحدى ما اوريكم جهزوا الهاشتاقات .
The post الحقيقة الغائبة وراء أحداث (رد الجميل) appeared first on الانتباهة أون لاين.