اخبار السودان لحظة بلحظة

بيان صالح وخطاب البشير.. نفس الملامح والشبه

مصطفى محكر
تنويه تلفزيون السودان ليلة الخميس بأن مسؤولاً حكومياً رفيعاً أبلغه بأن الحكومة ستصدر بياناً حول استخدام العنف ضد موكب رد الجميل.. أعاد للأذهان  التنويهات التي سبقت خطاب الرئيس المخلوع عمر البشير بباحة القصر الجمهوري، حينما حبس أهل السودان في الداخل والخارج أنفاسهم في انتظار مفاجأة من حجم (التنحي)، وتأخر حينها خطاب البشير، وظلت الانفاس محبوسة نظراً لحالة الاحتقان في الشارع جراء الظروف الاقتصادية بالغة السوء، ومع كل دقيقة تمر كان سقف التوقعات يرتفع، غير أن  المفاجأة أن جاء الخطاب أقل من التوقعات بكثير، بل كان بمثابة دفع لحركة المظاهرات.
وليلة الخميس كانت التوقعات تبتعد كثيراً عن التصريح (المختصر) الذي ادلى به وزير الثقافة والاعلام فيصل محمد صالح .. مضى وقت طويل والناس تتابع على الشريط اسفل الشاشة البيان المنتظر، حتى خرج فيصل في افادة نقلها التلفزيون على الهواء، والمفاجأة انها كانت اقل من (عادية) وليس في قيمة ان ينوه بها التلفزيون، بحيث كان يمكن ان يكون تصريحاً طبيعياً من الحكومة بأنها ستجري تحقيقاً حول استخدام العنف المفرط ضد  مسيرة رد الجميل التي سيرت الخميس للاصطفاف حول الملازم محمد صديق الذي احاله الجيش للتقاعد وفقاً لقوانينه التي لم يتعود الشارع ان يتدخل فيها الآخرون، فقد ظل الجيش منذ تأسيسه يحيل للتقاعد ويفصل ويرقي، فيما اهل السودان فقط يتلقون اخباره باعتباره مؤسسة لها اعرافها ولوائحها التي تنظم اعمالها.
نعود لخطاب وزير الاعلام الذي حوله تطول الأسئلة وتكثر الاستفسارات.. هل تم تغيير البيان الحكومي الذي ادلى به صالح، كما جرى تعديل على خطاب البشير في لحظاته الأخيرة؟.. ومما يوحي بذلك أصلاً أن العلاقة بين المدنيين والعسكريين ليست على ما يرام، وامامنا إفادات النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) حينما قال لـ (سودانية 24) انه لا توجد شراكة حقيقية بين العسكر والمدنيين بما يهدد الفترة الانتقالية .. وهي احاديث أيضاً تدور في أوساط المكون المدني، فيما الأزمة الاقتصادية تعصف بالبلاد.. عموماً ما كان على تلفزيون السودان أن ينوه ببيان حكومي هو في حقيقة الأمر خبر (عادي).. وما كان لوزير الاعلام أن يسهر طويلاً ليلقي ببيان.. لا يرقى لتخبر الناس أن يترقبوه. معطيات الواقع تذهب بنا إلى أن خطاب الوزير جرى تغييره او تعديله كما حدث في خطاب البشير.. وحتى لمحات الغضب في عيون الوزير لا تتسق مع الإفادة الحكومية.

The post بيان صالح وخطاب البشير.. نفس الملامح والشبه appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد