اخبار السودان اليوم

لجان المقاومة وسايكولوجية المسمى!

د. حسن التجاني
] احياناً الإنسان في حياته العادية يمر بعدة مشكلات لا يعرف أين تكمن أسبابها.. لكن يذهب بعيداً عن ذلك يبحث عن أسبابها ويزيد تعقيدها، ولكن لو تبصر وحصر بصره فهي قريبة جداً منه، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
] الآن مشكلة السودان حلولها يمكن أن تجدها عند رجل الشارع العام، وهو يتحدث بها ليلاً نهاراً جهاراً… لكن علماء الدولة يفكرون فيها تفكيراً علمياً مضنياً، لذا كثيراً يتوهون في الوصول لطريقها الصحيح ويضلون كثيراً في الوصول (لمكمن) الحل والحلول.
] علماء الإدارة عندما تحدثوا عن أصول الإدارة وعناصرها وسر نجاحها ومفاتيح تحقيق الأهداف، قالوا ان العناصر الأساسية هي التخطيط والتنظيم والرقابة… وهذا بالتأكيد يعني أن ليس بالتخطيط وحده ولا التنظيم مجتمعاً معه يمكن أن يكونا حلاً وطريقاً للنجاة من وحل المشكلات من غير أن تكتمل الدائرة بالرقابة… والقيادة هي التي تحقق هذه الرقابة، ولا تخلو الرقابة من مفاهيم القانون والأمن والملاحقة والمتابعة والحسم، ونهاية العملية الرقابية هي العقوبة والمحاسبة التي تقود لصالح النتيجة في أي عمل.
] سبحان الله الشعب السوداني في كثيره يتحدث حول هذه النقطة المفيدة المهمة وهي الرقابة والمحاسبة، ويخرج نفسه منها ويفرضها على أن تشمل آخرين دونه… ويقول هو نفسه إن الرقابة دون محاسبة لا تصلح، ويجب أن تكون كما في حرفي اللغة الانجليزية (QU).. متلازمين على الدوام، والشعب هو الذي يطلب محاسبته بنفسه، ولتأكيد ذلك ليت الإعلام يطرح هذا السؤال ضمن استراتيجيته البرامجية على المواطنين في شكل استبانة بحثية.. هل تؤيد محاسبة كل من يخطئ في حق أداء الواجب او يقصر؟ هل تؤيد محاسبته علناً على الملأ وعبر أجهزة الإعلام؟… أؤكد لك أن جميع الإجابات في هذه الفرضية ستكون إيجابية.. نعم نؤيد.. وبهذا تنطلق خطة الحكومة في إنزال ذلك لأرض الواقع.
] يعني مثلاً الأوساخ التي حذرت منها الولاية
بعدم قذفها في الطريق العام الا حين وصول السيارة الناقلة لها، لو كانت هناك رقابة ومحاسبة لما ظهرت الطرقات بهذه القاذورات بعد أن وجه الوالي هيئة نظافة الخرطوم العاصمة بذلك… لكن المواطن لأنه يأمن العقوبة لم يعر قرار الوالي أو غيره اي اهتمام.. لكن صدقوني لو عوقب كل من تجرأ على معاداة هذا القرار تأكدوا لن يتكرر، وربما ذكرت ذلك مراراً وتكراراً هنا في (الوهج).. الحل بسيط.. العقوبة وليس بالضرورة أن تكون جسدية فحسب، بل مادية رادعة وحرمان من خدمات معينة، وبعدها ستستقيم الأمور جميعها صدقوني.
] الإنسان بطبيعة حاله في كل دول العالم يخشى دفع المال ويخاف من العقوبة أياً كانت.
] الجميل أن الناس يرغبون في أن يكون هناك من يراقبهم ويمنعهم من أجل مصلحتهم دون (تمييز) فيما بينهم.
] اللجان الخاصة بالمقاومة كنت أتمنى أن تحمل اسم لجان المراقبة أو الرقابة، لكانت أوقع وأكثر علمية كمسمى… لأنها تراقب رغم تحفظي على مسمى مقاومة لأنه مليء بكل مفاهيم ومعاني العنف… كأنك تقاوم (عدواً)، ولكن يمكن أن تراقب ابنك وبنتك واسرتك والعاملين معك، وتراقب حتى نفسك ولكن لا تقاومهم… هذه اللجان هذا دورها وهذا واجبها أن تراقب، لكن المقاومة هي مرحلة أبعد من الاكتشاف، وربما تكون من مهام العمل الشرطي أو من هم يحملون سلطة رسمية. لكن المعروف أن دور لجان المقاومة التي نتمنى أن تسمى ــ تعديلاً ــ لجان الرقابة، ليس في امتيازاتهم أمر قبض ولا سلطة غير الكشف بالرقابة والمتابعة للمخالف للقانون لتتابع الشرطة واجبها وتكمله.
] ولأن لجان المقاومة التي نرجو تعديل اسمها لما له من سايكولوجية المسمى المربوط بالعنف، هي ذاتها لم تقم على نظام مدروس ومنتظم وبمفاهيم استراتيجية معروفة ومدروسة، وهذا الذي يقلق من شأن تكوينها ونشاطها اللاحق.. علماً بأني من أكثر الموافقين على أهمية دورها ووجودها كلجان مراقبة وليست مقاومة… لأنها تقوم في غالبيتها على الكادر الشبابي، والشباب يعرف في بعضهم انهم أكثر حماساً وإيماناً بأن الثورة (حقتهم) لوحدهم.. إنه شعور الشباب بالطبع وهذا في بعضهم بالتأكيد… وصدقوني يجب أن نتوقف في هذا الشأن ونعالج عاجلاً ما يمكن علاجه.
] أخشى أن يحدث من (بعض) شباب المقاومة أو لجان الرقابة أو المراقبة ما لا يمكن أن يقبل بمنطق وفق أطر القانون.
(إن قُدِّرَ لنا نعود).

The post لجان المقاومة وسايكولوجية المسمى! appeared first on الانتباهة أون لاين.

Exit mobile version