اخبار السودان لحظة بلحظة

أحداث الخميس.. استنكار رسمي

الخرطوم: صديق رمضان
من يرصد ردود الأفعال الرسمية التي أعقبت أحداث الخميس التي تصدت لها قوات الشرطة بعنف مُفرط ومفاجئ لموكب رد الجميل، تتملكه الحيرة وفي ذات الوقت يصل الى قناعة راسخة مفادها أن ما حدث جاء مباغتاً وخارج التوقعات، بل هو أقرب للردة.
فعدد من أعضاء مجلس السيادة والوزراء وقادة بالحرية والتغيير استنكروا الاعتداء الذي تعرض له الثوار، ومثل غيرهم ما تزال الحيرة تسيطر عليهم وهم يبحثون عن الأسباب التي وقفت وراء ما يعتبرونه انتكاسة في الحريات ظلت الثورة تحافظ عليها منذ اندلاعها.
ومن الذين اعتبروا أن ما حدث جاء مفاجئاً وغير متوقع، عضو المجلس السيادي البروفيسور عائشة موسى، التي بدأ عليها التأثر بما حدث نهار الخميس، وهي تلفت في حديثها (للإنتباهة) الى أن الثوار ظلوا ومنذ اندلاع الثورة يضربون أروع الأمثال في السلمية التي رفعوها شعاراً وعملوا على تنفيذها بسلوك متحضر وراق وجد الإشادة من كل العالم الذي شهد للشباب السودانيين بالحرص على إيصال رسالتهم وصوتهم بما يتسق مع الممارسة الراشدة. وقالت إنهم ظلوا في المجلس السيادي يحرصون على استقبال المواكب ويستلموا المذكرات من ممثليها وأنه لم يسبق أن شهد موكباً خروجاً عن المألوف. وأردفت:»يحضر إلينا الثوار في مواكب سلمية هادرة وبكل تنظيم ويسلموا مذكرتهم الى المجلس السيادي وينصرفوا وظللنا نحن نحرص جداً على استقبالهم لأن هدفنا الاستماع الى رؤاهم ووجهات نظرهم في كل القضايا التي تهم الوطن». وتؤكد البروفيسور عائشة موسى أن ما حدث مرفوض كلياً وأن العنف الذي شهده نهار الخميس، ليس له مبرر وأنهم في المجلس السيادي في انتظار تقرير عن الأسباب الحقيقية التي وقفت وراء ما حدث، وقالت إن إصابة مواطنين سودانيين من الثوار والشرطة يعد أمراً فاجعاً ومؤسفاً. وتقطع بأن الحريات التي بستطها الثورة تعد خطاً أحمر لن تحيد عنه الحكومة الانتقالية بكل مكوناتها، وأن المواكب السلمية لن تتوقف لأنها من أدوات التعبير عن الرأي والمشاركة.
أما القيادي في تحالف الحرية والتغيير، أحمد ربيع، فهو الآخر بدأ مندهشاً لما حدث ولم يجد له تفسيراً منطقياً،ويؤكد في حديثه (للإنتباهة) على أن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين، يعتبر أمراً مرفوضاً جملة وتفصيلاً، وأنهم يستنكرونه بأوضح العبارات لجهة أنه لا يشبه ثورة ديسمبر ولا أهدافها السامية، ولم يكتفِ بالإدانة، بل طالب الحكومة بإجراء تحقيق شفاف وشامل لمعرفة من الذي أصدر التوجيهات ومن الذي عمل على تنفيذها وكيف حدث ذلك؟. ويعتقد بعدم وجود مبرر لاستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين، وقال إن ما حدث يستوجب الانتباه أكثر والعمل على حماية الثورة للوصول الى أهدافها.
ومن الوزراء الذين صوبوا سهامهم مباشرة وزيرة الشباب والرياضة ولاء البوشي، التي واصلت تغريداتها على الوسائط الإلكترونية وأكدت في إحدى التغريدات نشرتها ليلة الخميس أن الثورة ستنتصر مهما تكالبت عليها الأيادي، وأنها ماضية واثقة الخطى مهما تعثرت بالمطبات والعقبات، وتؤكد البوشي أن ديسمبر ثورة الحرية والسلام والعدالة وأن شعار الحرية يأتي أولاً. وخاطبت الثوار قائلة: ما تعرضتم له نهار الخميس من قمع وعنف مُفرط، لا مبرر له ومرفوض تماماً قلباً وقالباً. ومضت البوشي بعيداً في استنكارها وهي تشير صراحة الى أن هيكلة الشرطة والأجهزة الأمنية ضرورة تصفها بالحتمية. وتؤكد أن المواكب هي روح الثورة، وأن لجان المقاومة تعتبر الأصل، والأساس والسند، وتعترف أن الثوار تحملوا فوق طاقتهم ومارسوا ضبط النفس في أصعب وأحلك الظروف، مؤكدة بأن السودان سيكون بخير مهما تكالب عليه الأعداء، قاطعة بأنها معهم على العهد.
ولم يغرد رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير خارج السرب الرافض لما حدث يوم الخميس فقد عرج مستنكراً “قمع المواكب السلمية بالهراوات وقنابل الغاز”، ووصفها بأنها “ممارسة استبدادية لا تليق بسودان ما بعد الثورة”.
وأضاف الدقير على تويتر تعليقاً على أحداث الخميس (20 فبراير 2020م): “المواكب السلمية هي التي أسقطت النظام السابق ونصّبت السلطة الانتقالية.. ينبغي على هذه السلطة أن تنظم وتحمي حرية التعبير لا أن تعتدي عليها.يجب التحقيق فيما حدث والمحاسبة عليه”
ولم تقتصر الإدانات على المسؤولين بالحكومة، فقد مضت عدد من مكونات الحرية والتغيير على ذات الطريق حيث أكد حزب الأمة أن ثورة الشعب السوداني تميزت عن غيرها من الثورات بالسلمية، بها هزمت الآلة القمعية للنظام المباد، وقد حافظت على هذا النهج السلمي خلال الفترة الانتقالية تعبيراً عن دعم النظام الانتقالي واستنهاض الشعب للمحافظة على مكتسبات الثورة وحمايتها من الاختطاف ومن الثـورة المضـادة.
ويلفت الحزب الى المواكب السلمية والمسيرات جاءت من أجل استكمال مقاصـد الثورة وبناء مؤسسات الحكم الانتقالي، وهذا حق كفلته الوثيقة الدستورية، ويتوافق مع الحريات العامة وحقوق الإنسـان في كل الأعراف والمواثيق الدولية.
ويعتبر حزب الأمة استخدام العنف المفرط الذي تعرض له الموكب السلمي يوم الخميس غير مبرر، وغير مقبول، ويستدعي المساءلة الفورية للأجهزة الشرطية.
ويحذر من مغبة قمع الحريات والبطش بالمسيرات السلمية، ويؤكد على صيانة حرية التعبير في المواكب والمسيرات، ويناشد السلطة الانتقالية بتحمل مسؤوليتها في حماية المواطنين والوفاء باستحقاقات الحكم الانتقالي المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية.
حالة الاستنكار الواسعة التي قابل بها قادة الحكومة والتحالف الحاكم تؤكد على أن الجميع يدرك أهمية الحفاظ على الحريات التي تعد من أهم مكتسبات ثورة ديسمبر، أو فلنقل تعد حالياً النجاح الوحيد الذي أفرزته الثورة، وحالة الاستنكار تعني أن الشرطة في موقف لاتحسد عليه وليس أمامها غير تقديم توضيحات وتفسيرات حول عودتها لاستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين.

The post أحداث الخميس.. استنكار رسمي appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد