محمد عبد الماجد
(1)
من اكبر سلبيات الشراكة بين العسكر والمدنيين في الحكومة الانتقالية، غير الثقة المفقودة بين الطرفين – ان كل ازمة تحدث في البلاد يردها طرف للطرف الاخر تنصلاً وتهرباً من تحمل المسؤولية – لعل ذلك يتمثل في تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عندما رد الازمات الاقتصادية للطرف (المدني) المشارك معهم في الحكومة الانتقالية.
في نفس الوقت فان كل الازمات التى تكون لها علاقة بالامن او التجاوزات التى تصاحب الاحتجاجات السلمية من قبل السلطة يردها الجانب المدني الى (عسكر) الحكومة الانتقالية.
حتى ملفات السلام والعلاقات الخارجية كل طرف يرد (القصور) فيها الى الطرف الاخر– وهذا شيء يتضرر منه (الشعب السوداني)– اذ غياب (المسؤولية) يعني التبرير للاخطاء والتهرب من تحمل وزرها.
لا تهمنا تفاصيل (الوثيقة الدستورية) والتى نحسب ان كل ثغراتها محسوبة عليكم – لأنكم انتم من وضعتم بندوها – لذلك تنصلات (الحرية والتغيير) لا تعفيهم من قصور (الوثيقة الدستورية).
شيء اخر نقوله لمنظراتية (الحكومة الانتقالية) بشقيها المدني والعسكري انكم تجاوزتم (الوثيقة الدتسورية) في كثير من الامور – لماذا عندما تحدث اخطاء تردون ذلك الى نصوص الوثيقة الدستورية التى تلزمكم بذلك.
الوثيقة الدستورية عندما تتضارب مع مصالحكم تتجاوزوها وعندما تتضارب مع مصالح الشعب تحترموا بنودها.
(2)
العنف المفرط الذي تعاملت به القوات النظامية مع احتجاجات 20 فبراير هو امر يسأل عنه مجلس الوزراء والجانب المدني وان كان الجانب العسكري هو الذي تعامل بعنف مفرط مع المحتجين.
لا يكفي ان يصدر مجلس الوزراء (بياناً) يندد فيه بالعنف المفرط مع احداث الخميس من قبل وزارة الداخلية ومجلس الوزراء شريك اصيل في الحكم وطرف اول في الشراكة – ما جدوى ان نصف الحكومة الانتقالية بالحكومة (المدنية) – وهم لا حول ولا قوة لهم امام تلك التجاوزات غير (بيان) يدور حول الشجب والادانة والاستنكار.
ان كان مجلس الوزراء غير قادر على حماية (شعبه) فما جدوى وجدوه.
مثل هذا البيان نقبله من تجمع المهنيين – نقبله من لجان المقاومة او من لجنة الاطباء ولا نقبله من حكومة حمدوك – التى تُسأل عن ذلك القصور كما يسأل الجانب (العسكري).
لماذا يريد مجلس الوزراء ان يشعرنا انهم (ضيوف) الحكومة الانتقالية – ما يصدر من مجلس الوزراء على لسان الناطق الرسمي لمجلس الوزراء فيصل محمد صالح ، لا يختلف كثيراً عما كان يصدر منه وهو (معارض) للنظام السابق.
(3)
قبلنا ان تنتقل معنا (الازمات الاقتصادية) التى خلفها النظام البائد بعد الثورة – قبلنا بصفوف الخبز وصفوف البنزين وقطوعات الكهرباء وازمة المواصلات، باعتبار ان هذه الازمات (مخلفات) طبيعية للنظام البائد لا يمكن التخلص منها سريعاً.
لكن ما الذي يجبرنا على ان نحتمل من الحكومة الانتقالية التصرفات والتجاوزات التى كانت تحدث من النظام السابق في التعامل مع المحتجين ومع كل من يخرج في احتجاجات سلمية.
ما الذي يجبرنا على تلك (الحماقات).
ان لم تختلفوا عن النظام السابق في (الازمات الاقتصادية) يجب ان تختلفوا عنهم في التصرفات السياسية.
هذه العقبات التي تتعرض لها البلاد ويقف فيها حمار الشيخ – توضح (عيوب) الحكومة الانتقالية – وتكشف للشعب السوداني (جينات) النظام البائد التى يجب ان نتخلص منها.
(4)
بغم /
البيانات التى تصدر من الحكومة الانتقالية بعد كل ازمة، كأنها تريد من الشعب السوداني ان يدير خده الايمن ليصفع عليه – بعد ان صفع في خده الايسر.
The post هل ستديرون لهم خدكم الأيمن؟ appeared first on الانتباهة أون لاين.