أحمد يوسف التاي
بكت المآقي أدمعاً حرَّى..
وأخرى ما زالت أسْرَى..
تغالب صبراً وهي حيرى..
وتردد مع حمد ود سليمان في مرثية شقيقه:
ياضَيْ القبيلة الشايلْ اسـمَ الجَـدْ
يا الكَمَلْتَ أوْصافْ الرجـالْ للحَدْ
ياالخَليْت فرَقَتـاً باجَهْ ما بْتِنْسَـدْ
و يا الخَليْت حَوَايي بَلاكَ ما بْتِنْشَدْ
و يا الخَليْت بَوادي بَلاكَ ما بْتِنْمَدْ
ومع الشفيع ود احمد تردد أيضاً
رقد الليلة دود كيده البلايم وغادر
رقد الخيرو وافر وبالمكارم بادر
ميزان العدالة البنصف المتظلم
رقد الليلة خلى اليوم نهارو مضلم
جيش الأمة لي فقدك شديد متألم
يات من يبقى جادع عمتو ومتبلم.
بقلب صديع وادمع حَرَّى وأخرى مازالت أسرَى تغالب النزول وحُرقة الفراق ، بكت محلية الدندر بحاضرتها البديعة، وقراها الوديعة ،ونجوعها البعيدة ،وبواديها النجيعة ، بكت أمس علماً من أعلامها البواسل، ونجماً من نجومها الزواهر طالما أشاع (الضو) في دروب الحيارى ، ومسح على جبين اليتامى، بكت الدندر يوم أمس ناكر الذات الفانية التي انفق أيامها المعدودة في العمل العام وحب الخير للناس، وخدمة الاهل والعشيرة بلا من ولا اذى ولا سمعة ولا رياء… لقد رحل (الضو) وغاب عنّا وما أقسى غياب (الضوء) في عتمة الليل، ولهذا كان الفقد كبيراً والمَصابُ جللاً ولا نقول إلا مايرضي الله، وإنا لفراقك يا عشم الغلابى لمحزونون..
يوم امس كان رحيله المُر فاجعة لكل من يعرف سجاياه السمحة وشمائله الحلوة، وهدوئه المُنتج، وقد كان حُزناً لمن يُدرك منبعه الأصيل وحبه للخير وتفانيه من اجل إسعاد الآخرين، فقد رحل امس الرجل الوطن الذي جُبل على العمل الطوعي فجرى في عروقه مجرى الدم فأصبح يتنفس أعمال الخير فأصبح عنوانها البارز ورمزاً من رموزها، فقد خَبِرَ الضو عبد الرحيم دروب العمل العام فلن ترى عملاً طوعياً خيرياً إلا وتجده في مقدمة الركب، فشهدت له اعمال الخير في المدارس والمستشفيات وكافة مواقع الخدمات بلا مقابل لا يبتغي الاجر إلا من رب العالمين فهو حسبه ووكيله..
رحل رجل البر والاحسان الضو عبد الرحيم ولا نملك إلا دعاءٍ بأكف الضراعة أن تتغمده برحمتك يا أرحم الراحمين وأن تُسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء والصالحين، فقد كان “الضو” عبداً من عبادك الذين اختصصتهم بقضاء حوائج الناس، وحببتهم إلى الخير، وحببت الخير إليهم، أولئك هم الآمنون من فزع يوم القيامة إن شاء الله…اللهم هذا قسمي فيما املك.. أصدق التعازي إلى الإخوة عاطف وعمر وأسامة وكل آل عبد الرحيم بالدندر…
نبضة اخيرة:
ضع نفسك في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.
The post إلى جنات المأوى الضو عبد الرحيم appeared first on الانتباهة أون لاين.