اخبار السودان لحظة بلحظة

جنوب كردفان.. من يقف وراء أحداث الدبيبات؟

الدبيبات: الهادي آدم بريمة
ﺗﻘﻊ مدينة الدبيبات ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﺟﻨﻮﺏ كردفان ﻭﺗﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ 700 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ، ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺪﺑﻴﺒﺎﺕ ﻧﻘﻄﺔ ﻭﺻﻞ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺮﺑﻂ ﺟﻨﻮﺏ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﺑﺒﻘﻴﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ الولاية ﻟﻤﺎ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺟﻐﺮﺍﻓﻲ ﻣﻬﻢ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﺒﺮ ﺷﺒﻜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﻭﺧﻂ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ، ﻭﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻲ ﻭﺑﻬﺎ ﺳﻮﻗ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍلإﺑﻞ، وتشهد حالة من الاستقرار في ما يلي الاوضاع الامنية، الا ان الاوضاع تفجرت امس الاول بعد احداث عنف وتخريب طالت عدداً من المؤسسات الحكومية واحدثت بها اضراراً بالغة وحولت عدداً من المؤسسات الى ركام.
فما هي الأسباب؟
طوال الأيام الماضية انتظمت الوحدات الادارية للمحلية حملة تطعيم ضد مرض البلهارسيا شملت عدداً من المدارس، بعد ان تم تدريب معلمين للقيام بالمهمة في ظل النقص الحاد الذي تواجهه المحلية في الكادر الطبي، ويقول اولياء امور تلاميذ انهم لاحظوا حالة من الاعياء على ابنائهم تطورت الى استفراغ واسهالات، فما كان منهم الا الذهاب بهم الى المستشفى، وهناك تجمع عشرات المواطنين لاسعاف ابنائهم، حيث اكدت مصادر طبية ان هؤلاء التلاميذ تعرضوا الى مضاعفات نتيجة تلقيهم جرعات تطعيم ضد البلهارسيا، وكانت اكثر الحالات بمدرسة اولاد يونس مما اعتبره البعض حالات تسمم.
تكدس أمام المستشفى
انتشر الخبر في اوساط المدينة وتداعى عشرات المواطنين صوب المستشفى، ومن هنا بدأت حالة الغضب ترتسم على الوجوه لتبدأ حملة لتسيير موكب سلمي للتعبير عن رفضهم للطريقة التي تمت بها عملية التحصين، وان هناك اخطاءً وقعت ولا بد ان تتم محاسبة الجهات التي تسببت في ذلك، وبدأت المسيرة وانطلقت صوب السوق، والى هنا يبدو ان الوضع عادي وفق ما ذكره شهود عيان قبل ان ينفرط عقد المسيرة وتسودها حالة من الفوضى.
وجود مندسين
ولتقصي الحقيقة فقد اتصلت (الإنتباهة) بالمدير التنفيذي لمحلية القوز بشير احمد عمر الذي وصف الاحداث بالمؤسفة، متهماً جهات لم يسمها باستغلال الوضع الصحي للتلاميذ لتحريك الشارع، قبل ان تتم السيطرة على الاوضاع بتعزيزات امنية. وعزا المدير التنفيذي بشير احمد الاسباب لاخطاء صحية، لجهة ان الادارة الصحية قامت بصرف حبوب مضادة لمرض البلهارسيا المنتشرة هذه الايام بالمنطقة، لتلاميذ المدارس بواسطة معلمين بعد اخذ جرعة تدريبية قصيرة، ومن ثم استلام الحبوب من مكتب الخدمات الصحية، وبعد اخذ الجرعات تعرض عدد من التلاميذ الى حالات إغماء واستفراغ وحميات واسهالات، ودخول اعداد كبيرة من التلاميذ في مستشفى الدبيبات، واشار بعض الكوادر الطبية الى ان حبوب الوقاية من البلهارسيا تسبب مثل هذه الحالات في حالة زيادة الجرعة التي تتم بصرفة طبية معينة حسب الطول والوزن، الا ان اخطاء اعطاء الجرعة تسببت في الحالات المذكورة.
حرق المؤسسات
وارتفعت السنة الدخان وعمت سماء الدبيبات بعد ان احرق متظاهرون اطارات واغلقوا الطريق الرئيس من الخرطوم للفولة وكادقلي، ومن ثم تحركت جموع المتظاهرين نحو المؤسسات الحكومية ومن ضمنها بنك النيلين وبنك الابداع التي تعرضت الى تكسير، وتم حرق مكتب يتبع لادارية خدمات الوقود بالدبيبات، وتم تمزيق ملفات الادارية، وتحركوا شرقاً، وتم حرق مكتب الزراعة ومكتب الخدمات الصحية ومدرسة الدبيبات الثانوية بنات بصورة كاملة التي لا يعينها الامر بتاتاً، وتم حرق مدرسة الدبيبات الاساسية الام وحرق مكتب التعليم تماماً وبما فيه، مثل (2) كمبيوتر بملحقاتهما و (2) ماكينة تصوير كبيرة و (2) طابعة، وعربة مكتب التعليم دبل كاب التي تعمل لخدمة التعليم، كما تم حرق ملفات المعلمين البالغ عددها (600) ملف الا عشرة ملفات فقط، ويقول الاستاذ مخاوي من مكتب التعليم ان طفلاً تم اخراجه من المكتب بعد سماعهم الصراخ من بين السنة اللهب.
استنكار واسع
واستنكرت قيادات رسمية اهلية حالة الفوضى وتدمير المؤسسات بالمحلية، ويقول مخاوي ان من اقدموا على عملية الحرق والتخريب ليس كلهم من التلاميذ والطلاب، ولم يستبعد استغلال جهات لم يسمها في الاحداث، مبيناً ان من بينهم اعداداً كبيرة من النساء شوهدن وهن يحملن كل ما وجدن من اشياء.
تعطيل الدراسة
ومن جانبه قال عادل حامد يونس لـ (الإنتباهة): (لم تشهد الدبيبات مثل هذه الاحداث من قبل)، وابان ان الطلاب وحدهم لا يقومون بمثل هذه الافعال التي وصفها بالشنيعة ودمرت التعليم بالمدينة. وفي ذات السياق اصدر المدير التنفيذي بالمحلية بشير احمد عمر قراراً باغلاق جميع المدارس بالدبيبات لحين اشعار آخر، وقد بلغت المدارس بالأمر، وصلت قوة من الجيش والشرطة من الولاية لمساندة إخوتهم في الدبيبات.
هدوء في اليوم الثاني
وشهدت مدينة الدبيبات امس هدوءاً تاماً، وقد صادف يوم السوق الذي كانت تتخوف منه الجهات الامنية، لكن لم تكن هناك اية تحركات فقط تبادل الاتهامات بين قوى الحرية والتغيير والمؤتمر الوطني، الامر الذي بصدده يتساءل مواطنو المدينة عن المستفيد.
بلاغات واتهامات
وسارعت الجهات المختصة بتدوين عدة بلاغات بالمادتين (٧٠ و٦٩) في مواجهة بعض الاشخاص، وتحركات امنية واسعة، الا ان المواطنة الاستاذة الدخيرة تقول: (اين دور والي والولاية ووزير الصحة الولائى، وقد سمعوا باكثر من (٦٠٠) حالة، وكنا نود أن نرى دوهم المعنوي حتى وان لم يكن الصحي، فقد غاب دورهم عنا تماماً). والشيخ فضل مطر يقول ان هناك تصفية حسابات ضاع من بينها المواطن الذي حول له ولا قوة. ولا حديث للشارع سوى من الفاعل، وتم حبس الكثير من المشتبه فيهم، وقامت الجهات الامنية بالعمل المشترك وزيادة القوة من الدلنج لحفظ الامن. والمواطن بالمدينة يشكو من عدم الامن الذي يعود لامتداد المنطقة المتزايد والفاقد التربوي القادم من مخلفات الحرب، والادارة الاهلية تقول بلسان امير امارة الحوازمة الامير بقادي محمد جماد: (اننا قادرون على الامر، ولدينا اجتماع مهم مع كل العمد لمعالجة الامر، ولن نرضى بتدمير بلدنا، وهناك مندسون للخراب، ونطلب من السلطات قوات الدعم السريع وقوات امنية اخرى). رئيس لجنة الحصر السيد الضابط الاداري ومدير وحدة الدبيبات الادارية قال: (بدأنا في الحصر لكل الخسائر الحكومية والخاصة، وترفع اللجنة للمدير التنفيذي كل الخسائر بعد حصرها مادياً وتحويلها الى ارقام مالية).

The post جنوب كردفان.. من يقف وراء أحداث الدبيبات؟ appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد