الكباشي محمد احمد
الاسبوع الماضي واثناء عودتنا من حاضرة جنوب كردفان كادقلي بعد جولة شملت عدداً من الاسواق التي خصصتها حكومة الولاية لاجل تحقيق السلام المجتمعي تمهيداً لتحقيق سلام شامل، توقفنا عند مدينة الدبيبات لفترة تجاوزت الساعتين، استمنعا خلالها الى تنوير مفصل من التنفيذي للمحلية بشير احمد عمر عن مجمل الاوضاع التنموية والخدمية والتحول الكبير الذي شهدته المدينة بعد دخول الكهرباء القومية، اضافة الى الاستقرار في العملية التعليمية واهتمام المجتمع بالتعليم في الوقت الحالي اكثر عما كان عليه في السابق، رغم المشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم في البنيات التحتية والكادر. وبدا المدير التنفيذي اكثر تفاؤلاً بتحسن كافة الاوضاع ومن ضمنها الاوضاع الامنية، اذ انه اشار الى انحسار الجرائم بكافة اشكالها.
خرجنا من رئاسة الوحدة الادارية واتجهنا نحو السوق والذي كان حينها يعج بالحركة التجارية مع نشاط لحركة البصات السفرية العابرة من والي جنوب الولاية وذات المعاناة التي تواجه مواطني كافة الولاية كانت حاضرة بمدينة الدبيبات، إلا أن ما يميز هذه المدينة وفرة المنتجات المحلية من بقوليات وفول سوداني وخضروات خالية من المواد الكيميائية وجميعها باسعار تكاد تكون في متناول اليد.
هكذا بدت مدينة الدبيبات الاسبوع الماضي اكثرهدوءاً واستقراراً وحركة دؤوبة، إلا أن الامور انقبلت رأساً على عقب بعد الاحداث المؤسفة التي شهدتها امس الاول وتحولت الاحتجاجات السلمية الى عمليات تخريب ودمار، نسفت تلك الصورة البهية التي رسمها المدير التنفيذي. ومؤلم جداً أن تطال عمليات التخريب مؤسسات تعليمية! ولعل الجناة أرادوا تدمير التعليم وجعل انسان المنطقة يقبع تحت مظلة الجهل، وإلا فما علاقة أن تطالب بالتحقيق في حدوث اخطاء من المؤكد انها غير مقصودة خاصة بانها صدرت من معلمة نالت تدريباً للقيام بالمهمة فما علاقة ذلك بعمليات التدمير التي لحقت بالمدارس والبنوك وحتى السيارة التي تستغلها ادارة التعليم للتنقل الى مناطق المحلية مترامية الاطراف قد طالتها يد التخريب وتم حرقها تماماً. إذن.. هناك جهات لعبت دوراً كبيراً في اشعال فتيل الازمة بمدينة الدبيبات وبدأت الاتهامات متبادلة بين قوى الحرية وقيادات تابعة للمؤتمر الوطني وبين هذي وتلك، لا بد من وجود جهات اخرى كانت تحاول الاطصياد في تلك الاجواء سلباً ونهباً وتصفية حسابات، وهذا بالضرورة امر لا بد أن تكون الجهات الامنية قد مسكت بخيوطه واخذت في متابعة الجناة
نقول إن ظاهرة الاحتجاجات في الفترة الاخيرة باتت تشكل خطراً يهدد استقرار الولايات فضلاً عن ممتلكات الدولة والمواطنين ذلك عندما تجنح عن السلمية الى فوضى حتماً ستقود الى النهب والخراب والدمار. وعليه، لا بد أن تشدد الجهات الرسمية وتحرص على حماية الارواح والممتلكات. فما حدث بالدبيبات، سيلقي بظلاله السالبة على مجريات الأحداث بالمحلية، فضلاً عن التأثير السالب لمجرى العملية التعليمية.
خارج النص
بعد اسبوع من استقالته، عاد والي نهر النيل اللواء عبد المحمود حماد لتسلم مهامه هذه الخطوة يمكن النظر إليها من عدة زوايا، أولها أن التأييد الجماهيري عبر الحشد الذي تم تنظيمه جعل الوالي لأن يتراجع عن الاستقالة ويواصل مشواره ثم أن المناوئين له من لجان المقاومة بعبرة عليها الاعتراف بأن قرار الولاية ليس بيد جهات معينة بامكانها أن تسيطر على المشهد لوحدها، وبالتالي مطلوب من هذه اللجان أن تعمل لأجل نهضة الولاية يداً بيد مع حكومة الولاية، بعيداً عن حالة الشد والجذب وخلق معارك في غير معترك.
The post الدبيبات .. تخريب ممنهج!! appeared first on الانتباهة أون لاين.