كتب : محمد عتيق
إلى قواعد وجماهير الحركة الإسلامية وحزبها الحاكم ، إليكم دون قياداتكم لأسباب واضحة لا تحتاج لكثير شرح : تعالوا دون عصبية ولا مكابرة ، بقلوب مفتوحة وعقول باردة ، تعالوا لجرد حساب بسيط لنتفق بعده : لديكم قيادة من المدنيين والعسكريين يحكمون بلادنا منذ ثلاثين عاماً .. ثلاثون عاماً وهم يخاطبون أشواقكم بشعارات تحبونها ، ولكننا نريد أن نراجع معكم النتائج العملية لحكمهم وشعاراتهم وليكن مقياس ذلك بيننا (عمارة الأرض) التي هي حكمته تعالى من خلق البشر .. والأرض هنا يعني السودان وشعبه ، فهل شهدتم تعميراً لمنشات أو تطويراً للمستوي في أي جانب من جوانب حياتنا ؟ الا تشهدون معنا أن الذي تم هو القضاء الكامل على ممتلكات الدولة السودانية بالبيع والخصخصه او بالتدمير وبسط الهيمنة الخاصة (هيمنتهم هم وذويهم) على كل شيء بوسائل وصيغ شيطانية لا تخطر على بال بشر ، يحفها نوع عجيب من الفساد ، فاصبحت بلادنا هياكل خاوية مجرده من أي ممتلكات ، لا تملك حتي ابسط المؤسسات السيادية .. رفعت يدها تماماً عن الصحة والتعليم ، وراحت تستدين وتستدين من دول ومؤسسات قروضاً ، منها ما ستبقى عالقة في رقاب الأجيال القادمة ومنها ما تم رهنها بأراض شاسعة من مساحة بلادنا .. هل ترون لبلادنا موارد من زراعة أو صناعة ؟ انها دولة تعيش هي وقيادتها على الضرائب والجمارك .. الا ترون ان ميزانيتها رغم العجز والاستدانة تخصص ثلاثة أرباعها للقوات النظامية ؟ ماذا تفعل هذه الاجهزة الامنية المتضخمة غير حماية قيادتكم ومفاسدها وقمع شبابنا في شوارع المدن ومؤسسات التعليم ؟ ..
وجريمة الجرائم : أوليست شعاراتهم التي سحرت اشواقكم هي التي أفقدتنا جزءاً عزيزاً غالياً من مساحة بلادنا وشعباً نادراً في الارض مثل شعب جنوب السودان ؟؟
اما على صعيد البشر ، فقد إستهلت قيادتكم حكم بلادنا بالاعتقالات التي فاضت بها السجون العلنية و السرية ، والتعذيب حتى الموت ، والإعدامات الكيفية ، والفصل التعسفي من العمل والتشريد اللئيم ..
حروب طاحنة ضد أخوة لنا آخرين وتحت نفس الشعارات التي أثارت اشواقكم ، وعندما يتحدث العالم عن مئات الآلاف من القتلى يقولون هم عشرة آلاف (فقط) !!
وباء جديد وقاتل يكتسح مدينة كسلا ، تفيض فيها المستشفيات بالمرضي فتتمدد في الحدائق وتحت ظلال الأشجار وأسوار المنازل ، الموت يتبختر في كل مكان في كسلا ، تتناقل اخباره وأخبار ضحاياه الفضائيات الأجنبية ، وقيادة الدولة (قيادتكم ذات الشعارات الساحرة) تعتبرها مجرد إشاعات مغرضة في وسائل التواصل الإجتماعي مستنكرةً وفاة ولو شخص واحد ..
يا جماهير الحركة الإسلامية وحزبها الحاكم : هذه مجرد إشارات لبعض النتائج العملية لسياسات وشعارات قياداتكم التي تحكمنا منذ ثلاثين عاماً ، راعيت فيها أن تكون بسيطةً وواضحة ، فهل تعترفون بها ؟ وهل لديكم شك في ان التغيير سنة من سنن الكون و انه قادم لا محالة في بلادنا ؟ فانظروا الي اي صف تصطفون : مع شعبكم ومستقبل ابنائكم ام مع الإصرار المستحيل في الاستمرار وعلي رقاب القوانين واللوائح الدستورية نفسها ؟؟