اخبار السودان اليوم

السودان: إسحاق أحمد فضل الله يكتب: طبقات..

=============
والجيولوجيا السياسية طبقات..
طبقة الخبر الكاذب.. تحتها الخبر الحقيقي .. تحتها معنى الخبر.. و….
وما يميز الدولة الآن.. هو أنها تكذب.. وتكذب لأنها تعرف أنها تجرجر الناس لما يخشونه..
والدولة الآن أجزاء متشاكسون.. وما يميز كل جزء هو أنه يخفي ويخفي.. لأنه خائف ..
ولان كل أحد يخادع الآخرين في الحزب..
والسيد زعيم البعث .. يقوم مساء أمس الأول بإخفاء شيء مثير..
فالسيد زعيم البعث.. يستقبل وفداً من البعث العراقي.. القيادة القُطرية..
ولما كان لا بد للأعضاء الأربعة.. من لقاء عضوية حزب البعث.. ولما كان لا بد من إخفاء ما يريدونه.. كان العشاء والضحكات أشياء كافية..
ولما كان لا بد من تقديم سبب وأن رئيس الحزب يقدم الضيوف على أنهم
جاءوا لتهنئة الشعب على نجاح ثورته
جاءوا بعد الولادة بعام كامل..
بينما السيد زعيم الحزب.. يخفي أن الوفد جاء يطلب اسم مندوب السودان للقيادة القُطرية..
المنصب الذي ظل زعيم الحزب يشغله منذ أيام صدام..
ولما كان مستحيلاً.. تقديم اسم آخر فإن زعيم الحزب يعتذر للوفد عن ترشيح آخر بدله بحجة أنه يتشكك بصلة فلان وفلان بصاحب النظارات السوداء
======
ومن طبقات الجيولوجيا السياسية أن عضو مجلس السيادة العسكري يطير إلى مصر منذ شهر ثم لا حس ولا خبر
والشهر الماضي نحدث عن بيت في القاهرة يقيم فيه النميري أيام نفيه ثم يقيم فيه الصادق أيام نفيه.. ثم يقيم فيه قوش الآن
والسخرية تطلق على البيت هذا اسم المستشفى السوداني
والخشية الآن هي أن يكون عضو المجلس السيادي يرقد في المستشفى هذا..
ويحدث قوش عن آخر عجائب السياسة في السودان
ولعله يحدثه عن.. المشروع الأمريكي الذي يتحدث منذ عام ٢٠١٧ .. وعن أسماء منها.. قوش.. ونافع.. وغندور وآخرون..
والحديث هذا .. يتجدد في مكان ما الشهر الماضي..
والحديث ليس كله حديثاً عابثاً.. فهناك الحديث الضاحك..
ولعل عضو مجلس السيادة يحدث قوش عن أن.. الحكومة التي تسكب بولها فوق رأس الإسلاميين .. تطرق باب أحد مهندسي البترول.. الأسبوع الأسبق.. لتطلب منه إنقاذ أنبوب النفط..
طرقوا الباب في الواحدة صباحاً.. وابنة المهندس.. حين ترى زوار الفجر.. تظن أنهم جاءوا لاعتقال والدها..
مهندس البترول الذي فصل من عمله قبل شهور قليلة.. بححة أنه كوز
لكن الكوز يستمع للزوار ثم يقول لهم
نعم..
نعم.. الوقود ضروي للمواطنين كلهم.. ويجب أن ينساب..
والرجل يتصل بزملائه المهندسين وكلهم ممن فصلوا قبل أسابيع.. ويقودهم..
والعمل في البرد يمضي لأسبوع.. والنفط يعود للتدفق..
ولإخفاء الأمر.. قحت تكرم بعض أعضائها.. بدعوى أنهم أصلحوا أنبوب النفط..
لكن الحقيقة لها دائماً رأس يطل من تحت المستنقع..
وأحد قادة الشيوعيين يقول للحاضرين..
تمنيت والله أن أكون الرجل التالي للمرحوم محمود شريف في نبله
والمهندس الشهيد محمود شريف/ أحد زعماء الأخوان المسلمين/ لما كان يدير الكهرباء.. كان يرفض أن يرفت المهندس صديق يوسف الذي هو ذاته زعيم الحزب الشيوعي الآن
وحين يصر البعض عليه.. الرجل يحمل بندقيته وينطلق إلى الجنوب مجاهداً ( وفي الاشتباك.. حين تنفد ذخيرته يقاتل جنود قرنق بالسونكي على ظهر دبابة.. من دباباتهم.. حتى يستشهد ) ..
============
والشعور عند الناس.. أن كل شيء تحته شيء .. شعور يجعل بعض الشيوعيين يكتب أن
الأنبوب لم ينقطع.. بل.. ( قطع) ..
وقطع ليقدم سبباً للسعر الجديد للنفط..
وللزيادة التي لن تتراجع مهما تدفق النفط.
ومهما سقط الجنيه إلى قاع البحر..
وسقوط الجنيه إلى قاع البحر يصبح هامشاً لقول حميدتي
وحميدتي يقول
الإمارات قدمت ثلاثة مليارات.. ثم توقفت.. والآن .. لا شيء..
والجملة هذه هينة.. فالفريق حميدتي يقول جملة بعدها.. لها رنين..
قال..
وليس هناك جهة أخرى تقدم شيئاً..
والأصفهاني.. صاحب الأغاني.. يقول عن المغني زرياب.. إن صوته ..( مثل رنين الطست الذي ألقيت فيه حصاة يبقى في الأذن.. بعد أن يسكت..)
وما يبقى في الأذن بعد أن يسكت حميدتي..
هو الخبر الذي يقول إن الحكومة قدمت ٤٠% فقط من ثمن القمح والطحن للمطاحن
والمطاحن تتجه الآن للتوقف..
والجملة التالية.. المخيفة.. جملة تقولها الصفوف المخيفة..

The post السودان: إسحاق أحمد فضل الله يكتب: طبقات.. appeared first on الانتباهة أون لاين.

Exit mobile version