اخبار السودان اليوم

مستقبل البلاد وتوقعات الغد

صديق البادي
الأوضاع السيئة المتردية في شتى المجالات، لا تحتاج لإبانة وتوضيح. وهي كتاب مفتوح معلوم للجميع بكل تفاصيله, وتشهد البلاد في طولها وعرضها، أزمات حادة في الضروريات وعلى رأسها الوقود والغاز والخبز الذي أخذت صفوفه الطويلة تستنزف بالوقوف الممل طاقات المواطنين ووقتهم مع قلة أوزانه وصغر أحجامه وضآلته مع ارتفاع جنوني في الأسعار وفوضى وهمجية في الأسواق وغياب تام للدولة مع انشغال المسؤولين الجدد بقضايا انصرافية ومعارك في غير معترك. وبدلاً من الاعتراف بسوء الأوضاع بسبب ضعف الإرادة وسوء الإدارة وقلة الخبرة والسعي الجاد لإيجاد معالجات، أخذوا كسابقيهم في العهد السابق يتبرمون من أي تنبيه لا سيما الرئيس السابق الذي كان يغضب لإثارة أي حديث عن الفساد وفي أخريات عهده اعترف لأول مرة في الوقت الضائع (وبعد أن كال الرماد حماد)، بهذا الداء الوبيل، وأخذ يتحدث عن القطط السمان ووجه بالتحري مع عدد قليل من الأفراد بطريقة انتقائية. وكما قال إمام المتقين سيدنا علي كرم الله وجهه (ما أكثر العبر وأقل الاعتبار)! وعلى الممسكين بخيوط السلطة في الوقت الراهن بحكم الأمر الواقع بلا تفويض مباشر من الشعب عبر انتخابات عامة، أن يتجنبوا أخطاء سابقيهم وعليهم أن يقفوا على الأوضاع على الطبيعة بلا زيف وخداع للنفس.
وتدور الآن مفاوضات في جوبا بين وفد الحكومة ووفود الحركات الحاملة للسلاح وفي نهاية المطاف فإن اقتسام السلطة السيادية والتنفيذية والتشريعية والولائية، ستكون هي مبلغ همهم وهذا يعني أن تتم إعادة كل مكونات السلطة وبالتالي فإن نصيب (قحت) داخل السلطة سيتقلص وقد يؤدي هذا لشد وجذب بينهم.
أما الجبهة الثورية، فإن الشد والجذب سيكون أكثر بين مكوناتها،بل داخل كل حركة وكل منهم يرى أنه أحق بالمشاركة في السلطة، ولكن المؤكد أن المكوِّن العسكري في السلطة وكل الأحزاب المنضوية في (قحت) وكل مكونات الجبهة الثورية غير مستعدة وغير متهيئة لخوض الانتخابات العامة، وترى أنه ليس بالإمكان بالنسبة لها أحسن مما هو كائن وكل المؤشرات تؤكد أنهم سيجمعون على تمديد عمر الفترة الانتقالية لتصبح خمسة او عشرة أعوام, وأن الفريق أول عبد الفتاح البرهان هو رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة. وإذا تنازل لأحد المدنيين ليصبح رئيساً لمجلس السيادة، فإن البرهان سيغدو عضواً في المجلس وعليه في هذه الحالة أن يرضى بهذا الوضع او يقدم استقالته ليحل محله غيره من المؤسسة العسكرية ليصبح عضواً في المجلس والراجح أن يتم التمسك به والتوافق بين المكونين المدني والعسكري على استمرار الرئيس البرهان في موقعه وأن يستمر مجلس السيادة بطرفيه العسكري والمدني مع التوافق على أن يتولى المدنيون السلطة التنفيذية والتشريعية ممثلة في المجلس التشريعي المعين. وكما يقولون (الفي إيدو القلم ما بكتب نفسو شقي). والمتوقع أن يجيز المجلس التشريعي الانتقالي بالإجماع او بالأغلبية المطلقة قراراً بتمديد الفترة الانتقالية وتأجيل إجراء الانتخابات لأمد معلوم او لأجل غير محدد, والذين يراهنون على أن الانتخابات ستجري في أواخر عام2021م او بداية عام 2020م فإنهم ينتظرون السراب وماء الرهاب وما نلتمسه هو تجميد كل المسائل الخلافية وعدم الخوض فيها لحين قيام الجمعية التأسيسية المنتخبة القادمة مهما طال الزمن ونأمل عند إعادة تشكيل الجهاز التنفيذي اختيار أقوى وأصلب العناصر وأكثرها كفاءة وقدرة على العطاء مع إيلاء المشكل الاقتصادي والهموم المعيشية للمواطنين أقصى درجات اهتمامهم وإيجاد المعالجات الناجزة لها.. وتوقعات الغد هي مد عمر الفترة الانتقالية وتأجيل الانتخابات لأمد غير محدد.

The post مستقبل البلاد وتوقعات الغد appeared first on الانتباهة أون لاين.

Exit mobile version