البروفيسور عبده مختار
(أنتم الآن تقودون دبلوماسية شعبية وتمثلون السودان ــ حكومةً وشعباً. وأرجو أن تنقلوا تحياتنا القلبية وتقديرنا للشعب السوداني الشقيق؛ فالسودان هو الدولة الوحيدة التي لم تغلق سفارتها في مقديشو في أيام الحـرب وفي أصعب الظروف. ومهما تحدثنا لا نستطيع أن نعبر عما يستحقه الشعب السوداني من شكر وتقدير من الشعب الصومالي. ولو كان هنالك جوار جغرافي مباشر لأصبح الصومال والسودان شعباً واحداً…).
هكذا عبَّــر الدكتور محمد حاجي شيخ أحمد مخاطباً حفل تخريج الدفعة الخامسة في جامعة طه العالمية في العاصمة الصومالية مقديشو في العاشر من فبراير 2020م بمشاركة وفد جامعة ام درمان الإسلامية برئاسة مدير الجامعة البروفيسور الحسن المثنى عمر الفاروق الذي قص شريط افتتاح مركز جامعة ام درمان الإسلامية للدراسات العليا بالصومال ضمن اتفاقية مع جامعة طه العالمية.
الصومال دولة تعيش مخاضاً عسيراً في الانتقال من حالة الاضطراب إلى حالة الدولة المستقرة، والأوضاع مستقرة نسبياً مع تحوطات أمنية مشددة والسبب معروف. والملاحظ أن الدولة الآن تحاول أن تجد طريقها نحو التنمية وسط صعوبات معقدة وتحديات كبيرة. والملاحظ أيضاً أن الصومال يقودها الشباب مع قليل من حكمة الشيوخ، فمعظم الوظائف العامة يشغلها شباب صغار السن، وحدثني بعض المسؤولين الشباب عن طموحات كبيرة لا تعيقها إلا التدخلات الدولية والإقليمية، وكأن لسان حالهم يقول للآخرين: (دعونا وشأننا).
جمهورية الصومال الديمقراطية هي دولة عربية تقع في القرن الإفريقي، وهي جمهورية برلمانية (بنظام المجلسين) ونظامها الإداري فيدرالي. والحكومة المركزية لا تمسك بكل الخيوط، ومن أمثلة ذلك ليس هناك بنك مركزي، والعملة الرسمية هي الدولار الأمريكي بجانب الشلن الصومالي. والجامعات خاصة (تعليم أهلي)، وتوجد جامعة حكومية واحدة وقد كانت متوقفة لسنوات عديدة ثم عادت للعمل لاحقاً. والمجتمع الصومالي محافظ جداً والمرأة فيه محتشمة ومهذبة، ويبدو أن المجتمع المدني هو الذي يقود الصومال الذي يتمتع بسواحل طويلة جداً (الأطول في إفريقيا) على كل من البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي الذي تطل عليه العاصمة مقديشو، وقد أكرمتنا الجامعة المضيفة على ساحله بليلة (ولا كل الليالي).
فالتحية والشكر للأخ مدير جامعة طه العالمية (الشيخ الدكتور أبو بكر حسن مالن) الذي تخرج في جامعة ام درمان الإسلامية، ونائبه الشاب د. عبد الفتاح عبد الله، ورئيس مجلس الأمناء د. عبد الرحمن محمد طاهر الزيلعي، والدكتور عبد الله عبد القادر عميد كلية الدراسات العليا، والدكتور محمد عبدي (مدير العلاقات الخارجية) الذي رافقنا من السودان ولعب دوراً كبيراً في ترتيب السفر والاجراءات والبرنامج في الصومال. والأستاذ عبد الحميد مدير الإعلام والعلاقات العامة وكل العاملين بجامعة طه، وكذلك كبار المسؤولين في الدولة، فقد زارنا مستشار الرئيس الصومالي ونقل لنا تحيات رئيس الجمهورية الذي قال إنه على علم بوجودنا، وكذلك نائب وزير التربية والتعليم العالي فيصل عمر جوليد، ومدير عام وزارة التعليم د. اسماعيل يوسف عثمان. وقد زرنا السفارة السودانية بقيادة السفير خلف الله مصطفى ومعاونيه الأربعة (فقط) ــ الأستاذ عبد الرحيم تاج الدين (نائب السفير والمستشار الأول) والإخوة عصام إدريس والصادق المليح ومهدي تورشين، حيث اتحفونا بـ (ونسة سودانية وقهوة سودانية). وقد تركت الزيارة أثراً طيباً في نفوس الوفد، وازدادت قناعتنا بأننا قد ظلمنا الدولة الصومالية فهي تكن معزة واحتراماً شديداً للشعب السوداني، وقد لاحظنا حبهم للفن السوداني، وأن بعضهم يردد أغنيات سودانية بإعجاب شديد مثل: (سال من شعرها الذهب وتدلى وما انسكب)، وأغنيات سيد خليفة ومحمد وردي وغيرهم. ويمكن توظيف الفن والثقافة مع العلاقات التعليمية في تعزيز العلاقات بين شعبين يشبهان بعضهما البعض في جوانب كثيرة من ضمنها (الشكل).
وضم وفد الجامعة إلى الصومال (بجانب المدير) كلاً من د. أحمد موسى صيام (أمين الشؤون العلمية)، والبروفيسور يوسف عيسى (عميد الدراسات العليا) والبروفيسور/ أحمد محمد الحسن رغيم (عميد عمادة البحث العلمي)، والدكتور محمد يوسف المغربي (عميد كلية أصول الدين) والأستاذ مصطفى كمال (مدير الإعلام والعلاقات العامة) والأستاذ يوسف طه (المدير التنفيذي لمكتب مدير الجامعة)، وشخصي (مدير العلاقات الخارجية).
The post إلى الصـــومـال ســـلام appeared first on الانتباهة أون لاين.