] استفحلت أزمة الوقود أكثر مما كانت عليه من قبل، وصار التكدس أمام الطلمبات مشهداً عادياً لا يلفت نظر أحد. بل رشحت قصص وحكاوى على وسائط التواصل الاجتماعي تسخر من (الفضيحة) المدوية التي لا أعتقد أنها تحدث في أشد بلدان العالم فقراً.
] خرجت علينا الحكومة بـ (حدوتة) البنزين التجاري وهو الاسم الذي يتوارى خلفه رفع الدعم عن المحروقات، هذا لأن الوزراء يخشون غضبة الشارع الذي يغلي هذه الأيام بسبب العجز الكبير في توفير سلع ضرورية لحياتهم اليومية.
] ردد وزير المالية د. إبراهيم البدوي أكثر من مرة ألا مناص من رفع الدعم عن المحروقات، وتمت الكثير من المعالجات في موازنة 2020م، وأرجئ الأمر إلى شهر مارس المقبل عقب الفراغ من المفاوضات حول برنامج الحكومة الاقتصادي.
] لكن الوضع لم يحتمل الانتظار حتى هذا التوقيت و(حدث ما حدث)!.
] تم السماح لبعض شركات البترول ببيع البنزين بالسعر التجاري في محطات وقود محددة بالخرطوم وأم درمان وبحري، يصل فيها سعر الجالون إلى (126) جنيهاً، وهي زيادة كبيرة جداً مقارنة بالسعر المدعوم.
] يتحدث الكثير من الناس أن أسعار الوقود في السودان من أرخص الأسعار في العالم، متناسين تماماً أن القيمة الحقيقية للجالون هي (126) ألف جنيه بإعادة الأصفار المسحوبة من قيمة الجنيه، وليست (126) جنيهاً كما يتردد.
] هذا غير ما سيفرزه القرار الكارثي من زيادات مهولة في كل مناحي الحياة، التي تعاني أصلاً من تصاعد مخيف، عجز معه قطاع عريض من المواطنين من توفير احتياجاتهم.
] سيختفي الوقود (المدعوم) شيئاً فشيئاً من الطلمبات، وسيزيد عدد المحطات ذات السعر التجاري، ويتعامل بعدها الجميع بالسعر الجديد ولن يلتفت أحد إلى السعر القديم.
] تمت صيانة الأنبوب المُغلق، وبشرونا بأن (الخط فتح)، ولكن بعد أن وقع الفأس في الرأس ودخلت الزيادات الجديدة فعلياً حيز التنفيذ.
] اليوم فقط سيشعر المواطن السوداني بخطورة هذا القرار عندما يذهب إلى الأسواق للشراء، ويسعى للتحرك بوسائل المواصلات العادية من (ركشات وترحال) وغيرها من مركبات.
] الكل سيحدثك أنه اضطر للتزود بحصته من الطلمبات التجارية ولن يقبل بغير القيمة المضاعفة للمشوار، ولن يكون أمامك خيار سوى الدفع.
] الغريب في الأمر، أن وزير المالية يريدنا أن نتماشى مع الوضع الجديد والزيادات المهولة بذات المرتبات القديمة، ولكم أن تتخيلوا كيف تصمد أجور لا تتعدى الثلاثة آلاف جنيه أمام هذه النيران المشتعلة التي تحيط بحياتنا من كل جانب؟!.
] تبخرت الوعود السابقة برفع الحد الأدنى للأجور، وأحلام التنمية والرخاء، وفجعنا بواقع مرير لا تلوح بوادر للخلاص منه قريباً.
] حكومة بلا خطط ملموسة، ولا تدابير لمعالجة الخلل الأساسي في الاقتصاد السوداني، فالدولار يواصل الصعود بسرعة جنونية ليتخطى حاجز المائة جنيه.
] المشاريع الزراعية تشكو لطوب الأرض، وماكينات المصانع أصابها الصدأ دون أن تمتد لها أيادي التنمية والتعمير.
] ثروات زراعية ومعدنية وحيوانية وأراضٍ خصبة وأنهار عذبة على امتداد البصر، لا تتم الاستفادة منها بالصورة المُثلى ويستخدمون أسهل الطرق لتجسير الهوة بمد أياديهم إلى جيوب المواطن المغلوب على أمره ليزيدوا معاناته أضعافاً مضاعفة.
] أسلوب لي الذراع وخلق الندرة لتجبر الناس على القبول بما تفرضه من قرارات، يعتبر أسوأ أنواع الطرق التي تدير بها أمر البلاد والعباد.
The post البنزين التجاري .. اسم (الدلع) لرفع الدعم! appeared first on الانتباهة أون لاين.