اخبار السودان اليوم

داليا إلياس تكتب: (الماسورية!!)

وللأمانة فقد سمعت المصطلح من الزميل الإعلامى (ماهر عبد الرحيم) مخرج قناة النيل الأزرق يوماً…. وكنا نتحدث عن أزمة المبدع السوداني الداخلية وضيق الفرص حتى تسلل بنا الحديث إلى أزمة عموم المجتمع مع الخذلان والتردي الأخلاقي والنفاق والأنانية.

والمتأمل للواقع من حوله سواء على صعيد المناصب أو الأفراد سيكتشف أن العديد من الأسماء البراقة في حياتنا لا تعدو كونها (مواسير)!! وبغض النظر عما يتم تداوله عن أصل الصفة وحكايتها الأصلية، فإن الثابت أن كلمة (يا ماسورة) أصبحت جزءاً من قاموسنا اللغوي الدارجي اليومي والمقصود منها دائماً وصم المُنادى بالتخاذل واللامبالاة وكونه ليس على ما يبدو عليه.

بهذا التوضيح تصلح الكلمة إذاً للإطلاق على الغالبية العظمى من أصحاب الكراسي والقرارات والمسئوليات في بلادنا على كافة الأصعدة. فكل (موسى) نظنه منهم لا نلبث أن نكتشف أنه (فرعون) يتفرعن فينا كما شاء لأننا لا نردعه ويمضي في إنفاذ أجندته الشخصية التي لا تمت للمصلحة العامة بأدنى صلة!!

فلماذا يمضون في اعتناق هذه (الماسورية) حالما احتوتهم المكاتب الفخمة والسيارات الفارهة المكيفة؟…. لماذا يتناسون بغتة أوجاعنا وهمومنا وآمالنا وطموحاتنا المعلقة ويلتفتون لقضاء حوائجهم وحوائج ذوي القربى منهم معرضين عنا…. لماذا يتجاهلون تضحيات الشهداء ويغضون الطرف عن العشم الأخضر لكل ثائر؟

ولماذا انتقل هذا الوباء إلى قاعدتنا العريضة فبدأنا نفقد معاني التراحم وكل منا (يتموسر) على الآخر؟…. طال الأمر الصداقة والحب والزواج ومختلف أشكال العلاقات الإنسانية فطفا الجحود ونكران الجميل والاستغلال على السطح وأصبح معظمنا يبرع في النصب والاحتيال على أقرب الأقربين له ويبذل لهم الوعود الوردية بحماس شديد ويعاهدهم بقسم مغلظ على البذل والوفاء والعطاء ثم لا يلبث أن يتحول كل ذلك إلى (ماسورة) في يد كل منهم يتشبث بها في أمل ورجاء عسى ولعل…. ثم يكتشف شيئاً فشيئاً أنه أضاع وقته وربما ماله في انتظار وعد مزيف!!!

اللهم جنِّبنا (المواسير)…. ما ظهر منها وما بطن….(آمييييين)

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة الصيحة

Exit mobile version