تقرير: هنادي النور
كشفت وثائق تحصلت عليها (الإنتباهة) عن ملف فساد ظل مخفياً عن الأنظار زمناً ليس بالقصير يعود إلى عهد ولاية وزير المعادن الأسبق محمد صادق الكاروري على الوزارة، وتدور القضية حول نيزك الصنقير الذي عثر عليه أحد المواطنين وجرت عملية بيعه وتسويقه بصورة مثيرة للغاية.
البداية:
بتاريخ 17في نوفمبر من العام 2016 اصدر وزير المعادن الاسبق قراراً وزارياً رقم 47 لسنة 2016 بتشكيل لجنة للاشراف على التصرف في قطعة النيزك (مرفق صورة القرار) التي عُثر عليها بالعراء ولعل قصة هذا النيزك والمعروف بنيزك (الصنقير) والذي وجده احد المواطنين ويزن اكثر من (100) كيلو، وهو الآن تزدان به واحدة من ردهات مبنى الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية ويعتبر إرثاً علمياً وأثرياً لبلد غني بثرواته التي تتوزع على دول العالم نهباً وسرقة وتحايلاً من فئة أعطت نفسها الحق في عرض ممكلتات الدولة لبيعها وكأنها ملكاً لهم، مما جعلهم فوق القانون.
شُكلت اللجنة بقيادة كبار المسؤولين بالنظام البائد ويستعين بهم وزير المعادن الاسبق الكاروري ومنهم من سيطروا على الشركة السودانية للموارد المعدنية ، حيث ضمت اللجنة لواء سابق في جهاز الامن ومعتمد سابق لمحلية حلفا ومدير ادارة الموارد المالية والبشرية بالشركة السودانية قبل أن يذهب الى شركة ارياب نائباً للمدير وبعدها وكيل لوزارة النفط والغاز والمعادن/قطاع المعادن، واصبح الرجل رئيساً للجنة التصرف في بيع قطعة النيزك معه العميد حينها (هـ،م) الرجل الذي لعب ادواراً عديدة في التعدين وممسكاً بالكثير من الملفات الحساسة اضافة الى المستشار القانوني (س,ع) الذي كان منتدباً بالشركة السودانية للموارد المعدنية وقد عرف عنه القيام بتسهيل كل ما يطلب منه قانوناً.
وتقول الوثائق التي حصلت عليها (الإنتباهة) أنه وبتاريخ 5/12/2016 وبحضور كل اعضاء اللجنة تمت مناقشة عرض الروسي (نيكولاي) مبلغ ثلاثمائة مليون دولار(300.000.000) وقد تم سرد قصة قطعة النيزك بواسطة رئيس اللجنة منذ لحظة سقوطه وصولاً لمرحلة العرض للبيع المباشر وقد تم النقاش على عملية البيع، طريقة استلام المبلغ، نوع العملة، في اي البنوك تودع، وانعقد اجتماع لذلك.
مخرجات الاجتماع :
دعا الاجتماع إلى ضرورة التواصل مع بنك السودان لمعرفة البنوك الخارجية التي يمكن التعامل معها لسلامة وصول المبلغ للسودان، والتواصل مع وكيل وزارة المالية للتأكد من الاجراءات المتبعة حالياً مع البنوك الخارجية، اقترح الاجتماع التعامل بالدرهم الاماراتي لسهولة استلام المبلغ، إلى جانب معرفة الجهة الحقيقية التي تود شراء هذه القطعة عبر الروسي نيكولا.
وتواصلت الاجتماعات بهذا الخصوص، وقد تمت مخاطبة بنك السودان والتنسبق على أن يتم البيع باسم (ع، ج) وذلك لتفادي الحظر وقد تم الترتيب على تحويل المبلغ اما على بنك ام درمان الوطني او بنك قطر الاسلامي فيما تذكر المحاضر تعذر الاتصال بوكيل المالية لوجوده خارج السودان وقد تم اعداد مذكرة تفاهم وعقد من المستشار القانوني مع العميل وتمت مناقشة السعر واتفق ايضاً علي البيع بالدرهم، وتم العقد مع (ع، ج).
التسليم في الطائرة :
ويبدو أن أحد الاعضاء قد تحرك مستغلاً علاقتة بالروسي نيكولاي وموقعه في اللجنة للحصول على نسبة من عملية البيع (والتي كانت مخصصة حسب المحضر 35% تقسم بين المستفيدين) بابتزازه حيناً وبضرورة معرفة الجهة التي تريد شراء قطعة النيزك ومرة بتخفيض المبلغ الى أن اختفى السيد نيكولاي تماماً وغادر البلاد وبهذا فشلت الصفقة مع الروسي.
بتاريخ 20/2/2017 تقدم سمو الامير السعودي/ سلطان بن عبد العزيز آل سعود بطلب لوزير المعادن لشراء قطعة النيزك وكالعادة تكررت نفس القصة ومحاولة الالتفاف للحصول على عمولة وصلت حد عدم رد الامير على اي اتصال او خطاب.
في خضم هذا البحث المضني لتسويق قطعة النيزك ظهرت شركة تدعي (ALPHA GROP)
بتاريخ 13/4/2017 لصاحبها الصومالي الجنسية
تسعى لتتسويق قطعة النيزك وقد تم الاتفاق المالي والاجرائي والقانوني، إلا أن الشركة تقدمت بعرض اقل وهو(200) مليون دولار مع اخذ عينة اولاً من النيزك وزيارة مكان سقوطة، وقد تم الاتفاق المبدئي على أن يكون العقد مع السيد(ع.ع) وتوقيع العقد بتاريخ 20/7/ 2017.
ويبقى السؤال :
ظهرت بوادر انشقاق في اللجنة نسبة للعمولات لجهة أن المبلغ أقل من الطموح وأن العرض غير مقبول خاصة أن البلد مقبلة على عروض افضل بدخول مستثمرين اجانب. ونتساءل هل قطعة النيزك التي توجد في هيئة الأبحاث الجيولوجية بعد أن فشلت عملية بيعها فعلاً بيعت بليل ووضع صخراً أسود آخر مكانها دون علم أحد؟! .
The post السودان: نيزك (الصنقير) .. تفاصيل قصة فساد appeared first on الانتباهة أون لاين.