اخبار السودان لحظة بلحظة

كلمّتك … ما كلمتني

أسوأ ما يمكن أن يشعر به شعب عقب ثورة شعبية أزهقت فيها الأرواح، ان يفقد الثقة في حكومته الانتقالية، أو ان يشعر باضطراب القرار واتساع شق الخلاف وتباين وجهات النظر.
ما يؤسف له أن هذا الشعور قد وصل للمواطنين بوضوح، وتأكدوا أن هنالك اجواءً ملبدة بالغيوم بين مكونات الحكم بشقيه العسكري والمدني، ثم شعروا بأن هذه الأجواء تنذر ببرق ورعد وصواعق وقد تمطر لاحقاً، ولكن لا احد يعلم فوق رأس من ستمطر، فالجميع لسان حالهم يقول فلا هطلت عليّ ولا بأرض سحائب ليس تنتظم البلادا.
التراشق الذي حدث بين مجلس السيادة ومجلس الوزراء عقب خطوة عنتبي.. وكلمتك ما كلمتني… يا أخ كلمتك يا زول ما كلمتني…. كدي قول بسم الله كلمتك قبال يومين.. يا زول انت ذاتك مرة تقول عارف قبل ثلاثة شهور ومرة تقول قبل يومين.
ما حدث أن ذلك التراشق أرسل اشارات سالبة عن أن الحكومة المدنية قاعدة ساااي (كومبارس)، أو (تمامة جرتق)، وأن أمريكا بتكليفها للبرهان ليقوم بالخطوة قد (رفعت التظليل) لحمدوك.
المشكلة أن الحكومة المدنية نفسها في ما بينها تقوم بمهمة أشبه بـ (الريسوهو وتيسوهو)، مثل سفريات عديدة للسيد حمدوك لم تكن وزارة الخارجية على علم بها.. ووزير الاعلام آخر من يعلم وهكذا.
المؤشر الأخطر من كل ذلك أن الشارع السوداني في حالة رضاء عام عن خطوة عنتبي باستثناء بعض الأصوات النشاز التي تتلبس شخصية صائب عريقات وتقوم بدور الملك اكثر من الملك.
اضافة الى حالة الرضاء عن خطوة البرهان، يشعر المواطنون بأن الحكومة الانتقالية (ما ماليه هدوما)، بمعنى أنها تدير البلاد بسلحفائية يطغى عليها أسلوب الاستعراض أكثر منه العمق في المعالجات.
لذلك قديماً قالوا إن (المال السايب يعلم السرقة)، فحين تترك فراغاً حولك ولا تستطيع ملئه بما معناه ألا تكون (مالي مركزك)، حينها لا تنتظر أن تنتظرك الفرص.
السلطة لقمة في فمك، إما ان تعض عليها بالنواجذ لتحافظ عليها، وإما ان فتحت فمك لتغني عندها سيلتقطها منك الثعلب كما في قصص المطالعة الابتدائية.
ما يهم الآن ليس ردم الهوة بين العسكر والمدنيين فقط، وإنما الأهم قدرة كل جانب على القيام بمهامه واختصاصاته، وإلا فلا يلومن أحدهم إلا نفسه إن اختطفت اللقمة من فمه.
خارج السور:

السيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، تحتاج الآن وليس غداً إلى اختبار الأرض التي تقف عليها.

The post كلمّتك … ما كلمتني appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد