غرب كردفان .. بيان مخجل !

شهدت حاضرة ولاية غرب كردفان الفولة يومي السبت والاحد الماضيين، مسيرتين منفصلتين تعبر كلاهما عن مواقف مختلفة حيث خرجت حشود ضخمة صبيحة السبت امتداداً لمسيرات الزحف الاخضر التي انطلقت بالعاصمة قبل اكثر من شهر لمنسوبين ومؤيدين للنظام السابق، بينما لم تنتظر قوى الحرية والتغيير بمكوناتها المختلفة اكثر من ساعات كي ترد على مسيرة الزحف الاخضر فخرجت حشود ايضاً طافت ارجاء المدينة. وبهذا الحراك فان حاضرة الولاية الفولة تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي واجهزة الاعلام المختلفة، وشكلت مادة دسمة وجدت حظها من التحليل والنقد واحياناً بعضاً من السخرية، ويرى اصحاب المسيرة الاولى انهم تحدوا التحذيرات التي اطلقها نائب رئيس المجلس السيادي بعدم السماح بخروج اي مسيرة، بما اعتبره مهدداً امنياً الا ان الجهات المنظمة لم تأبه لهذه القرارات ونفذت المسيرة حتى نهاية المطاف بتسليم مذكرة للوالي، بعدها بساعات تداعى انصار قوى الحرية والتغيير للرد على مسيرة اظهاراً للقوة وتنديداً بالسماح لمسيرة الزحف الاخضر، بل ان حكومة الولاية لم تسلم من الاتهام بانها تقف وراء مسيرة الزحف الاخضر .
ومع ردود الافعال المتباينة حول حراك الفولة فقد نشطت المواقع ببيان ممهور بامانة حكومة الولاية جاء فيه ان تجمع المهنيين وعبر صفحته نشر فيديوهات تندد بسماح والي الولاية بالقيام بموكب الزحف الأخضر بمدينة الفولة ،ورداً على هذا الاتهام فان حكومة الولاية تؤكد أنها بذلت قصارى جهدها لعدم قيام الموكب بإشراف مباشر من الوالي ومدير مكتب والاستخبارات بالولاية او هكذا ورد في بيان الحكومة، فما هي الاجراءات التي اتخذتها حكومة الولاية منعاً لمسيرة الزحف الاخضر؟ ولكم ان تتصوروا مدى الاستخفاف الذي تناول به البيان هذه الاسباب والتي من ضمنها مصادرة جميع أجهزة الصوت بمدينة الفولة ومنع إدخالها للمدينة من المدن الاخرى والتحذير من إيجارها لاي جهة دون علم السلطات، طبعاً هذا الاجراء لا يمكن ان يصدر عن جهة. وهاكم الاجراء الاكثر استخفافاً كما ورد في البيان (جمع جميع مولدات الكهرباء التجارية بقيادة المنطقة والتأكيد على كهرباء الولاية بعدم السماح بتوصيل الكهرباء من خطوط الكهرباء العامة وقطع التيار الكهربائي من موقع الموكب ).
المؤسف ان البيان سارع لتبرئة ساحة حكومة الولاية اذ اراد ان يرضي تجمع المهنيين على حساب بقية مكونات الولاية الاخرى بما فيها الادارة الاهلية، ويكشف لهم ما قام به من اجتماع بين ممثل حكومة الولاية وأمراء المجاهدين والفرسان، والتأكيد على الالتزام بسداد حقوقهم ومستحقاتهم المالية مقابل عدم مشاركتهم في الموكب .
الى جانب ان الحكومة اجتمعت مع الإدارة الأهلية مع تعهدات من الاخيرة بعدم المشاركة، فهل خرقت الادارة الاهلية هذا الاتفاق بما جعل المهنيين يغضب من الحكومة؟.
وأسوأ ما ورد في البيان المنسوب الى امانة حكومة الولاية، انه اشار الى ان الحكومة منعت الحافلات والبصات السفرية بمدن الولاية المختلفة، من دخول المدينة وان حدث هذا بالفعل تكون الحكومة قد ارتكبت خطأً فادحاً في حق مواطنيها ممن تضرروا جراء هذا الاجراء، اعتقد ان من صاغ البيان وضع حكومة الولاية في حالة خوف وهلع امام تجمع المهنيين،
ولطالما ان الثورة حملت شعار حرية سلام وعدالة فلا داعي ان يتوجس اي من الاطراف ويحجر على الاخرين التعبير بذات السلمية التي يدعو لها.

The post غرب كردفان .. بيان مخجل ! appeared first on الانتباهة أون لاين.