أحمد يوسف التاي
في مثل هذا الموقف الذي وضع فيه رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان البلاد وشعبها، ليس هناك مخرج منه إلا البحث في المناطق الآمنة والنقاط الإيجابية للتأسيس عليها مخرجاً من هذه الورطة الدستورية التي أوقع فيها البرهان نفسه، ومن تلك المناطق الإيجابية حديث الفريق البرهان وهو يحاول حفظ ماء وجهه والتنصل عن هذه الخطوة لتخفيف الضغط الشعبي عليه.
قال الفريق البرهان إن لقاءه برئيس الوزراء الإسرائيلي استكشافي وانه لم يتعهد بأي شيء ولم يوقع على أي شيء، ولم يلتزم بشيء، وأنه يترك القرار للأجهزة المختصة.
في رأيي النقطة اعلاه إيجابية يمكن أن نبني عليها موقفاً عاماً جديداً للخروج من أزمة الخلاف الحالية التي يمكن إذا ما استمرت أن تنسف الشراكة بين العسكر والمدنيين في الحكومة الانتقالية وتفتح الطريق أمام انقلاب عسكري حقيقي في وضح النهار تحت مبررات هذه الخلافات والمحافظة على الأمن القومي، البرهان لن يعدم التبرير إذا ما انقلب على شركائه المدنيين ولن يعدم النصير والداعم لهذه الخطوة لا في الداخل ولا الخارج.
في رأيي أن قوى الحرية والتغيير إذا ما أرادت ان تقطع الطريق أمام هذا السيناريو الذي يُعد له في الخارج والداخل أن تغلق هذا الملف بمفتاح الكلمات التي خرجت من البرهان وهو يبحث عن مخرج من الورطة الدستورية التي وضع فيها نفسه وهذا المفتاح هي ما قاله بين هذين القوسين:(أن لقاءه برئيس الوزراء الإسرائيلي استكشافي وانه لم يتعهد بأي شيء ولم يوقع على أي شيء، ولم يلتزم بشيء، وأنه يترك القرار للأجهزة المختصة).
على قوى الثورة أن تبدي قدراً من المرونة والحكمة لتساعد شريكها في الخروج من الورطة طالما مدّ يده للخروج من المأزق لا أن تدفعه للمكوث في قعر البئر التي يجد فيها نفسه الآن، لأنه في هذه الحال سيكابر ويتمادى على الخطأ إن أشاح الشركاء بوجوههم عنه وسيجد من يمد له يد العون وينقذه من هذا الوضع الذي اوجد فيه نفسه، وكما هو معروف فإن جهابذة الثورة المضادة ينتظرون مثل هذه الفرصة الذهبية التي لن تتكرر لهم خاصة وهم الآن أسعد الناس بهذا الخلاف المتفجر بين السيادي ومجلس الوزراء، وقد سبحوا في بحر المزايدات السياسية لأجل المعارضة واستدرار عطف الناس بفرية حماية المقدسات الدينية، وكأنهم لم يكونوا قد أجروا الاتصالات السرية مع تل أبيب أيام حكمهم وكادوا ان يصلوا إلى التطبيع الكامل.
أعود وأقول أغلقوا هذا الملف من حيث انتهت تصريحات البرهان الباحثة عن مخرج، وليكن قرار التطبيع مع اسرائيل هو اختصاص مؤسسات الدولة المعنية بها، أغلقوا هذا الملف تفرغوا لمشاكل السودان وتحديات الثورة فهي اولى بالاهتمام وأحقُّ به.. ..اللهم هذا قسمي فيما املك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين.
The post أخرجوا البرهان من مأزقه appeared first on الانتباهة أون لاين.