د. حسن التجاني
** جامعة بمفاهيم دولة.. ومجتمع مكتمل مطلوبات الاستمرارية بجدارة بأنها جامعة أفريقيا العالمية.
** الذي يطمئن حول استقرار جامعة أفريقيا هو قول وزيرة التعليم العالي بروف انتصار صغيرون بأن جامعة أفريقيا خط أحمر.. وعندما تقول الوزيرة هكذا قول هذا يدلل على احترامها للدور المتعاظم الكبير الذي تقوم به هذه الجامعة في أنها تمثل أفريقيا كاملة داخل الوطن السودان.
** يكفي جامعة أفريقيا العالمية بالخرطوم أنها تخرج العظماء الذين يتبوأون مقاعد رئاسية بدولهم، وخير مثال لذلك الرئيس الصومالي (يوماً ما) كان أحد خريجي هذه الجامعة ورئيس البنك المركزي في نيجيريا أحد خريجي هذه الجامعة وكذلك حاكم في نيجيريا.. تفتخر هذه الجامعة أنها تخرج قيادات دول ولكن هم تخرجوا من هنا السودان.
** صحيح أشيع كثيراً أن جامعة أفريقيا العالمية كانت تخرج (للإرهاب والدعاشة)، ولكن كلها أحاديث محل افتراء وكذب ونفاق. إنما هي جامعة رسالية ذات أهداف سامية وهي خدمة الدول الأفريقية والتعليم بأبنائها وأنها الجامعة التي تكفل ما قدره ثمانية آلاف طالب وطالبة كفالة تامة من إطعام وتعليم وسكن كله مجاناً.. وهذا الذي يعضد فكرة الرسالة أن الهدف أسمى أعظم وأكبر وأنفع لكل أفريقيا.. وهي التي تقبل الطلاب بكل ميولاتهم الدينية.. فهي تقبل المسيحيين والمسلمين معاً دون تفريق بينهم ولا خصوصية لطرف فيهم دون الآخر.
** ولما كانت جامعة أفريقيا جامعة (وقفية) تتلقى التبرعات من المنظمات العالمية والدول الإسلامية لأجل خدمة التعليم في أفريقيا.. لم تتوقف إدارتها التي أحكمت حسن مفاهيم الإدارة على عهد مديرها (المستقيل) كمال محمد عبيد الذي عرفها منذ أن بدأ فيها العمل أستاذاً ومديراً إن لم تخنِ الذاكرة لمركز الدعوة حينها ليعود للجامعة بعد فترة مديراً عاماً لها.. شهدت الجامعة على عهده الذهبي تطوراً ملحوظاً ورائعاً جعل الجامعة متميزة هنا في السودان.
** اهتم بروف عبيد بمواردها الذاتية في تمويل كل مشروعاتها غير متجاهل للتبرعات الداعمة من الخارج فأصلح حال المزرعة التي أصبحت تساهم في نسبة الـ(77%) من موارد الجامعة إضافة للـ(23%) من التبرعات الخارجية وهذا الحديث ربما لا يكون دقيقاً كأصحاب الشأن لكن دعونا نعتبرها معلومات تقود لجودة الحديث عن جامعة أفريقيا العالمية ودورها المتعاظم في خدمة قضايا التعليم بأفريقيا شرف أن تكون هنا بالخرطوم وهذا سر حديث وزيرة التعليم العالي حول هذه الجامعة حين تقول لروادها ودكاترتها أن الجامعة خط أحمر.
** الآن كلية الزراعة من أقوى الكليات بالجامعة فكل طلابها داخل مزرعة الجامعة وأساتذتها يعلمون الطلاب بالبيان بالعمل من وهلة زراعة وحتى الحصاد وتجارب على أرض الواقع وحتى مهام الثروة الحيوانية تدار من داخل هذه المزرعة وهي من أضخم المزارع هنا بالسودان.. وبالتالي تعتبر جامعة منتجة وتسهم بذلك عبر كلية الزراعة هذه في الموارد الخاصة بالجامعة.
** الجامعة التي تجمع أكثر من خمسة عشر ألف طالب وطالبة يجب أن تلاقي منا الاحترام ومنا لكل إدارتها وأساتذتها التقدير والاحترام وهي بهذا العدد تضم بين جدارها أكثر من اثنين وعشرين كلية في مختلف التخصصات وأكثر من (8) مراكز تخصصة.
** الطلاب الأجانب يشكلون من هذه الجامعة نسبة (75%) و(25%) فقط للسودانيين.
** وزيرة التعليم العالي بروف انتصار صغيرون شخصية قوية وكل يوم يمر عليها في هذه الوزارة يضيف إليها من الخبرات ما يجعلها جديرة بأن تكون وزيرة لكل هذه الجامعة التي تقبع تحت مظلتها وهي شخصية معتدلة المزاج لا أجندة لديها ولا فهم مغلوط هدفها الأساسي إصلاح حال هذه الجامعات والدليل على ذلك أنها ديمقراطية القرارات.. تدع للحضور أن يقولوا ويرشحوا من يصلح لهم حسب مطلوبات المرحلة ومن ثم هي التي تدعم القرار تستحق أن تكون رئيس مجلس أمناء هذه الجامعة الكبيرة العريقة.
** في بداية الأمر هاج الناس وقالوا ما قالوا حول نهج وسياسة بروف صغيرون ولكن ما أثبتته الأيام أنها سيدة الموقف الآن لأجل الإصحاح.
** في ظل وجود هذه الوزيرة (الديمقراطية) النهج يمكن لنا أن نسأل من هو بديل البروف كمال محمد عبيد المدير السابق الذي تقدم باستقالته وتم قبولها حسب ما ورد في إعلام الأمس وصحفه..؟
** بالطبع نحتاج لمدير بمقاسات واسعة الفكر والجودة في حُسن الأداء والإدارة.. جامعة كهذه تحتاج لمقدرات جيدة وشخصية بمواصفات عالية شرط أن تكون من أساتذة الجامعة نفسها وهي واحدة من الجامعات التي يجب أن يكون مديرها من كادرها الذي فيها أصلاً ليكون ملماً بكل تفاصيلها.. على عكس بعض الجامعات التي اعتمدت إداراتها المتعاقبة على المؤسسية ذات الطابع الطالبي السوداني ولكن هذه الجامعة (غير).. فمعظم طلابها أجانب.
** بروف سيد حامد حريز نعتقد أنه من الأساتذة الذين يمكن أن يسند لهم مهام إدارة هذه الجامعة فالرجل (دقيق) جداً في عمله خاصة أنه كان مديراً لإدارة الجودة بالجامعة ثم ذهب لعمادة دراساتها العليا فكان الرجل الأكثر دقة (أسألوني منه أنا).. في هذه الدقة.
** حريز الذي حصل على الدكتوراه في العام (1960م) وهو خريج الآداب جامعة الخرطوم جعلته أصغر شخص حينها يحصل على درجة البروفيسور في السودان وهذا يجعله بديلاً لبروف كمال محمد عبيد الذي أحسن الإدارة بلا نقاش وجعل من الجامعة محل احترام وإشادة ولكن وزارة التعليم العالي هي من تقرر من يأتي بديلاً للعبيد ولكن نحن هكذا يجب أن نساهم في بناء الوطن الأكاديمي بما نقدم ونقترح.
(إن قُدِّرَ لنا نعود)..
The post من هو بديل بروف عبيد!! appeared first on الانتباهة أون لاين.