الخرطوم: ندى محمد أحمد
بصورة مباغتة، أعلنت إسرائيل، عن اجتماع عقد بالإثنين بين رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق عبدالفتاح البرهان، ورئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو. المباغَتة لم تكن حصراً على الرأي العام فقط، بل ولمجلس الوزراء ووزيرة الخارجية السودانية، فقد أعلن الاثنان عن علمها بالاجتماع عبر وسائل الإعلام فقط، ولم تكن صدمة اللقاء بعيدة عن تحالف قوى الحرية والتغيير الحاكم، الذي سارع صباح اليوم لعقد اجتماع طارئ مع مجلس الوزراء، وقد رفض عدد من مكوناته الخطوة التي وصفوها بالصادمة.
ترتيب إمارتي
بترتيب من الامارات العربية، وبعلم المملكة السعودية ومصر، تم لقاء البرهان ونتنياهو، هكذا قالت وكالة «اسوشييتد برس» الامريكية، نقلاً عن مسؤول عسكري سوداني رفيع، اما الهدف فهو رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب .
من جهته اعلن مكتب نتنياهو في بيان انه التقى البرهان في يوغندا وفقاً لـ(سبوتنيك)، وانه قد تم الاتفاق على بدء تعاون من شأنه أن يؤدي الى تطبيع العلاقات بين البلدين .
من جهته اعلن مجلس الوزراء عبر بيان صادر عشية الإثنين، عن المتحدث الرسمي للحكومة فيصل محمد صالح، أنه ليس لديه معلومات عن تفاصيل اللقاء بين الزعيمين، مؤكداً أن الحكومة علمت بالاجتماع من وسائل الإعلام.
وقال صالح، «لم يتم إخطارنا أو التشاور معنا في مجلس الوزراء بشأن هذا اللقاء، وسننتظر التوضيحات بعد عودة السيد رئيس مجلس السيادة، من جهتها نفت وزيرة الخارجية، اسماء عبدالله، علمها بالزيارة، وانها ايضاً علمت بها من الاعلام . يذكر ان ثمة فيديو منتشر يظهر فيه البرهان لدى زيارته للفنان عبد الكريم الكابلي قال ان مربط الفرس في علاقات السودان الخارجية هو المصلحة الوطنية، وكلما كانت هذه المصلحة متاحة، وتحمل سنداً للوطن فنحن سنطرق الابواب التي تخدم بلادنا، للخروج من العزلة التي نحن فيها.
اجتماع طارئ
مسؤول الإعلام بقوى الاجماع الوطني منذر ابو المعالي قال لـ(الانتباهة) ظهر امس، حالياً هناك اجتماع بين مجلس الوزراء وقوى الحرية والتغيير، بخصوص لقاء البرهان ونتنياهو، وبعد نهاية الاجتماع ستتضح الامور، واستمر الاجتماع ولم يصدر عنه تصريح حتى كتابة هذا التقرير.
ضرورة التأكد
من جهته قال رئيس الجبهة الوطنية للتغيير وحركة «الإصلاح الآن» غازي صلاح الدين العتباني في حديثه لـ( الانتباهة)، من الافضل ان نتأكد من الخبر اولاً، واضاف كان لدينا تصريح بالامس ولم يصلنا ما يؤكد حدوث اللقاء.
ليس من مصلحة البلاد
الأمين السياسي لحزب الأمة القومي، الواثق البرير، قال ان اللقاء مع رئيس الوزراءالاسرائيلي في التوقيت الحالي لا يصب في مصلحة السودان على الصعيدين الدولي والعربي، والبلاد لن تستفيد منه شيئاً.
وأضاف البرير أن اللقاء الذي تم بين البرهان ونتنياهو لا يصب في المصلحة الوطنية، لجهة ان القضية الفلسطينية تعتبر شائكة ومعقدة وتحتاج الى تعامل وفقاً لرؤى واستراتيجيات متكاملة، لانه من المؤكد ان السودان سيدخل في محاور وهذا الامر له علاقة مباشرة بصفقة القرن التي لم تضح رؤيتها حتى الان.
لقاء صاعق
أما المتحدث باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، عادل خلف الله، لفت الى ان قوى الحرية والتغيير لم يكن لديها اي علم باللقاء، وفي حديثه لـ(الانتباهة) وصف اللقاء بانه صاعق للرأي العام السوداني، وشكّل صدمة ومفاجأة للجميع، لانه لا يتسق مع تاريخ القوات المسلحة السودانية، التي يُعتبر البرهان رمزاً لها في الوقت الراهن، كما لا يتسق مع موقف السودان الثابت من القضية الفلسطينية، ودعمه لكفاح شعبها حتى تتحرر، كما انه لا يعبّر عن روح ثورة ديسمبر الجسورة . واضاف لا بد من صدور بيان من مجلس السيادة لتوضيح ما حدث، ذلك ان اللقاء ليس موقفاً عادياً او طبيعياً، ونحن في الحزب منذ اول امس الاثنين طالبنا مجلس السيادة باصدار بيان، ليوضح ما اذا كان ما حدث حقيقة ام لا، ويوضح الاسباب، لانه لا يمكن ان نستمد المعلومات في حدث تاريخي كهذا من مصادر الكيان الصهيوني، باعتبار ان ذلك يتناقض مع السجل النضالي لتاريخ السودان، ومع قانون مقاطعة الكيان الصهيوني سنة 1958 . واوضح خلف الله ان اجتماعهم الاخير بمجلسي السيادة والوزراء اول امس الاحد لم يتطرق لموضوع اللقاء بين البرهان ونتنياهو .
خيوط التآمر
وفي السياق ذاته مضى حزب المؤتمر الشعبي الذي اصدر بياناً بالاثنين، وصف فيه لقاء البرهان ورئيس وزراء الكيان الصهيوني الغاصب في يوغندا الاثنين، بالأخبار الصادمة المفجعة، صادم للموقف السوداني الشعبي الذي ظل مسانداً ومعاضداً للقضية الفلسطينية في وجه الاستيطان الإسرائيلي المحتل، واضاف ان اللقاء ليس فقط طعنة لقضية فلسطين، وإنما تلطيخ لسمعة بلادنا العزيزة ومواقفها المشرفة دفاعاً عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وبدلاً من دعوة المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته وتفكيك كافة المستوطنات غير القانونية على الأراضي الفلسطينية، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلّة على كامل أراضيه وعاصمتها القدس، إذ باللقاء ينعقد مواصلة لخيوط التآمر ليس فقط على فلسطين وإنما على أمتنا العربية والإسلامية بأسرها.. وأعلن المؤتمر الشعبي عبر بيانه عن رفضه التام والقاطع لهذه الخطوة الذليلة، والمناقضة تماماً لموقف الشعب السوداني وقيمه ومبادئه الذي ظل مسانداً ومعاضداً ومؤازراً للقضية الفلسطينية في وجه الكيان الصهيوني الاستيطاني المغتصب والمحتل لفلسطين، ولعهود الحكومات المتعاقبة الثابت في دعم القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني الصابر والمرابط على أرضه ووطنه، لحين استرداد كافة حقوقه المسلوبة، وذكر البيان بأن الجيش السوداني قد تشرف بالدفاع والقتال الى جانب إخوته المقاتلين من مختلف الدول العربية دفاعاً عن أرض القدس الشريف وفلسطين في وجه المغتصب الصهيوني الغاشم.
وطالب الشعبي المجلس السيادي، بالاعلان وفوراً عن تبرئه من هذا الموقف المنافي لوجدان شعبنا وكرامته وعزة اهله، ونربأ بان يكون السودان في مقدمة المباركين لانتهاك حقوق الشعب العربي الفلسطيني البطل بتطبيع العلاقة مع الكيان الصهيوني الغاصب المحتل، ونطالب الحكومة المدنية بموقف شريف حازم حول هذه القضية المصيرية، كذلك نطالب القوى السياسية المختلفة بموقف وطني مشرف، يعيد الأمور الى نصابها، خاصة وأن المجلس السيادي والحكومة الحالية غير منتخبين وغير مفوضين من قبل الشعب السوداني، لعقد اي اتفاقيات تلغي المواقف التاريخية والثابتة للشعب السوداني .
عدو استراتيجي
وبدوره رفض الحزب الناصري الاجتماع، وقال القيادي بالحزب الناصري وبتحالف قوى الحرية والتغيير، ساطع الحاج، نحن ضد اللقاء تماماً، وهو لا يمثل جماهير الشعب السوداني، ولا يمثل مصالحه، كما لا يمثل قوى الحرية والتغيير، واضاف في حديثه لـ(الانتباهة ) ان اللقاء لم يتم بالتنسيق مع المعادلة الحاكمة الان، سواء في مجلس السيادة او مجلس الوزراء او في الحرية والتغيير، وقال نحن في الحزب الناصري نرفض اي تطبيع مع دولة إسرائيل، باعتبارها العدو الاستراتيجي لبلادنا، وظلت دائماً تعمل على تفكيك شعوب المنطقة، وتقزم من قاماتها، حتى يتمكن المشروع الإمبريالي من نهب موارد وثروات شعوب المنطقة .
The post لقاء «البرهان ـ نتنياهو».. انقسام الشارع الســـياســـي appeared first on الانتباهة أون لاين.