تساؤلات منطقية نطرحها على الذين يعزفون على وتر ( خطر العلمانية )
على موروثات المجتمع السوداني وقيَّمه الأخلاقية
و( في روايةٍ أخرى ) على الإسلام نفسهُ.
هل هناك علمانية أكثر من قتل 28 ضابط في أواخر شهر رمضان المُعظَّم
على جُرمٍ إرتكبه ذات الجلَّاد قبلهم ؟ .
هل هناك علمانية أكثر من إشعال الحروب في شتى أنحاء البلاد وفصل
الجنوب بإتفاقية مُخذية بعد أن تم ( حرمان ) من قضوا نحبهم في تلك الحرب اللعينة
من لقب ( شهداء ) بصكٍ إسلامويٍ كان كعادته متلوِّن كالحِرباء ؟ .
هل هناك علمانية أكثر إستشراء الفساد والنهب والسلب في حقوق العباد
وموارِّد البلاد وما تم إنجازه من تدمير لأهم مؤسسات الدولة ومشاريعها
الإستراتيجية بإسم ( التوجُّه الحضاري الجديد ) ؟ .
هل هناك علمانية أكثر من ( تقزيم ) منهج الدين الإسلامي حول إدارة
الدولة في مجرّد الهتافات والشعارات المهرجانية و( والرقص على واحدة ونُص ) في
منابر تؤمها الحشود الجماهيرية المأجورة ؟.
هل هناك علمانية أكثر من إفشاء فقه ( التحلُّل ) في أوساط النافذين
الذين لم يحالفهم الحظ في إخفاء أو (تدبير ) ما ولِجوا فيه من فسادٍ وإنعدام ذمة
؟.
هل هناك علمانية أكثر من إعلان شرع الله فقط للكسب السياسي ، في حين
أن المؤسسات العدلية في عهدهم تُمثِّل أصدق الإتجاهات المُمنهجة لتطبيق القانون
الوضعي ؟.
هل هناك علمانية أكثر من تورَّط رئيس الدولة السودانية المنكوبة وعدداً
من أهله المُقرَّبين وبطانته في التفريط فيما أؤتمِن عليه وأن يُقِر بذلك أمام
الملأ ويورِّط معه آخرين؟.
هل هناك علمانية أكثر تنافس النافذين على التعدُّد في الزيجات
والتطاول في البنيان في بلدٍ أغلبية سكانهُ لا يقدِرون على مجابهة أبسط متطلبات
الحياة وفي مقدمتها التعليم والإستشفاء والغذاء على أبسط مكوٍّناته؟.
هل هناك علمانية أكثر من القبض على رئيس حزب حاكم في ولاية شرقية وهو
يمارس الرذيلة مع إثنتين في نهار رمضان وهو ( مُحصن ) دون أن يُقام عليه الحد الشرعي ؟.
–
( علمانية دي ولا مُش
علمانية .. يا مُتعلَّمين يا بتوع المدارِس )